لا تختبروا صبرنا أكثر
عبدالملك سام
لقد جلس المفاوض السعودي على طاولة المفاوضات مرغما ، ولكنه فوجئ بأن الطرف اليمني يعتبره غير مرغوبا فيه ! وعندما ثار لهذا الكلام أتجه ببصره إلى سيده الأمريكي الذي أومأ اليه بنظره معناها “قم” فقام ، ومحنقا خرج من قاعة المفاوضات وهو يلعن موقفه الذليل الذي جعله يخضع لإرادة المفاوض اليمني ، فماذا يفعل ؟!
أطلق الإعلام السعودي حملة تشنيع باليمنيين مجددا ، ومجددا عاد لنغمة الإتهام لليمنيين بأنهم عملاء لإيران ! وهو موقف يمكن أن نغظ الطرف عنه نظرا للإحراج الذي أصاب الوفد السعودي عندما خرج مذموما مدحورا ، ولم يشفع له كل ما قدمه طوال سنوات من خدمة لمشاريع أمريكا في المنطقة ، وقد تعودنا من العملاء أن يتهمونا بالعمالة ، ولكن كنا نتمنى أن يفكر هؤلاء بما حدث في هذا الموقف الذي سيتكرر مستقبلا ، فالأمريكي لا يفكر سوى بمصالحه ، وقريبا سيرمي بالنظام السعودي أذا وجد أن من مصلحته الإتفاق معنا ، فماذا سيفعل السعوديون يومها ؟!
فليقل ما يشاء أذن ، ورد وفدنا المفاوض على تلك التراهات كان واضحا : قولوا ما تشاءون يا حمقى ، فنحن واثقون من أنفسنا ، وطالما أنكم تقولون بأننا عملاء لإيران فاذهبوا للتفوض مع الإيرانيين ! فالإيرانيون يعلمون من نحن ، وهم يحترموننا لأننا نتعامل معهم بندية وأخوة كما نتعامل مع جميع البلدان الإسلامية ، فقط المعتدي علينا هو من يرى نفسه ضئيلا وهشا لدرجة تجعله يلقي بالأتهامات جزافا حتى يبعد عن نفسه ما يحس به من حرج وهو من أعتقد أننا لن نستطيع أن نقف في مواجهته خاصة وأمريكا من وراءه !
اليوم الموقف وأضح لا لبس فيه ، إذا رأيتم أنكم منكسرون أمام شعبنا الأبي فلا بأس ، ولا تذهبوا للبحث عن حلول لدى من لا يريد بنا وبكم سوى الخراب .. تعالوا لمفاوضات مشرفة مع أهل اليمن الشرفاء .. فقط أتركوا عنجهيتكم وغباءكم جانبا ، وتعالوا لنتفق على ما فيه الخير لنا ولكم بعيدا عن المزايدات والركون على مواقف لا تؤدي إلى شيء .. لقد خادعتم في الماضي ورأيتم ماذا كانت النتيجة ، فلا تضيعوا الوقت الثمين ، فاليوم نحن ما نزال محافظين على ما تبقى بيننا ، وإذا استمر تعنتكم فنحن نؤكد لكم أنكم سترون وجها ستتمنون أنكم متم قبل أن تروه .. والعاقبة للمتقينذ