إن لم نغضب لعرض رسول الله “ص” فلمن سنغضب
سمعت إجابات الأستاذ طارق الشامي في محاورة على قناة العالم في برنامج بث مباشر عصر الأحد 22/9/2012م وقد استشفيت من كلامه في أجابته على سؤال المذيع عن إدانة حزب المؤتمر للتظاهرة التي خرجت إلى أمام السفارة الأمريكية وهو منطق يقوم على إيمانه بأن العالم مترابط وأصبح يمثل قرية واحدة ولدى الآخر صالح مع اليمن ومن حقهم أن يدخلوا اليمن لحماية مصالحهم وأن اليمن شريكا للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب وعليه فان التداخل والتشابك في المصالح يحتم على اليمن احترام الآخر وهو منطق مبني على قواعد لامنطقية وثقافة أمريكية بحتة تهدف إلى خلق وفرض احترام لهم في قلوب ونفوس بقية الشعوب وقبولهم بعلاتهم وزلاتهم كأناس أصحاب ثقافة وأصحاب فلسفة و و إلخ
لو يلاحظ الأستاذ طارق الشامي الثقافة الإسلامية الأصيلة وكذلك ثقافة اليمنيين على اختلاف مناطقهم وقبائلهم فيما يخص التعامل مع الآخر سنلاحظ أنها من أرقى الثقافات التي وصلت الإنسانية رغم ما يقال عنها من مصطلحات بغرض تشويهها مثل القبلية والجهوية وغير ذلك
هذه الثقافة التي تنكر لها أمثال طارق الشامي ممن يصفون أنفسهم بالمثقفين والكتاب المفكرين وكذلك معظم الأحزاب التي تكرس لدى كوادرها مثل هذه الثقافات الخاطئة بحجة التحديث والتطور والتقدم إلخ من المسوغات الخطيرة وتزرع عندهم بذور الحقد والكره لكل ما هو أصيل من الموروث الشعبي ولا ديني والقبلي مما مضى عليه أبناءنا
الثقافة الأمريكية التي تروج عن اد البعض تحت عناوين وحرية التعبير والرأي والرأي الآخر والديمقراطية والقبول بالطرف الآخر واحترام ما لديه هذه الثقافة هي ضد الثقافة الدينية التي تحفظ للإنسان كرامته وأخلاقه وتحفظ له ماء وجهه وترقي الإنسان على الإباء والشيم والاعتزاز بذاته كإنسان عاقل ولا تقبل بانحطاط الإنسان ولا بالإنسان السافل ولا الحقير بل تعمد إلى حثه على التمثل بمكارم الأخلاق والأخذ بأحسنها في قوله وعمله ولبسه ومشيته
إن الثقافة الأمريكية تروج لكلي تمحى من الإنسان هذه الخصال التي تعتبر ملازمة لشخصيته وتلازم هيئته بدوى أن الإنسان
الحرية الشخصية وان الإنسان حر فيما يلبس وفيما يقول وفيما يعمل
أن الحرية التي تعمل أمريكا على خلقها في نفوس الشباب من أبناء الشعوب العربية والإسلامية تتنافى مع أخلاقهم الحضارية لأنه سوف يهيئ الوضع للأمريكان للتدخل المباشر في هذه الشعوب وأخذ خيراتها بعد أن تكون قد مسحت من نفوسهم كل ما يمكن أن يكون سبباً للثورة ضدهم أو الانتباه لمكائدهم وخططهم
إن الشعوب التي يروج فيها للثقافة الأمريكية على حساب الثقافة المحافظة سيجهلهم مثلا أعلى في كل القيم وقدوات وأسوة يعمل الشباب على تقليدهم بكل شغف وشوق
ما أهدف الوصول إليه من خلال هذه المقالة الصغيرة هو أن على المثقفين أو من يسمون بذلك من دعاة التحديث من أبناء الأمة من مختلف الطوائف والشعوب أن يحاربوا ثقافة أمريكا الدخيلة على أمتنا و التمسك بتلك الثقافة التي بدأ البعض يحتقرونها ويشوهونها تحت تسميات مختلفة مثل المحافظة أ و التقليدية أو غير ذلك على كل واحد منا أن يفرق بين ثقافتنا الأصيلة وبين ثقافة الأمريكيين في عدة نقاط وه سيقبلها على نفسيه او على أقرباءه أو على زوجته وبناته
هل ستقبل أن ترى ابنتك على علاقة بشخص من خارج الأسرة أياً كانت نوعية هذه العلاقة هل ستقبل أن تلبس أو يلبس أحد ابناك سراويل صغيرة قصيرة من نوع كلسون يخرج بها في الشارع وهلس ستقبل أن يقال عنك في الشارع أو من الحارة أن لك علاقات غرامية مع نساء في حارتك أو قريت ك هل ستقبل أن يقال أنك تعاقر الخمر وتشربها مع أصدقاءك في أي مكان هل ستقبل أي يقال عنك حتى ولو بلهجة مخففة انك تمارس الجنس مع أصدقاءك أو مع الأولاد الصغار
هذه المصطلحات والأعمال تمررها أمريكا بين أوساطنا تحت عنوان حرية التعبير ،قارب بين ردة الفعل لدى الإنسان المسلم والإنسان الأمريكي الذي لا يوجد لديه أي قيم
إلى كل من يعتبر أو يرى أن الإساءة الخطيرة إلى نبينا محمد صلوات الله عليه وعلى اله من باب الحرية والرأي وحرية التعبير نقول له : هل ستسكتون عن أي شخص يقول لكم أنم تمارسون الجنس مع الأولاد ومع النساء خارج إطار الزواج؟!
هذه هي من التهم التي وجهوها من الفيلم المسيء إلى رسولنا الكريم ،اعتقد أنها من التهم التي تجعل الدم يفور في قلب أي إنسان لازال به ذرة من الغيرة والحمية فيما لو وجهت إليه فضلاٌ علن السروال صلوات الله عليه وعلى اله وهم مع هذا يجسون النبض علينا هل سنغضب أم لا ،إن الذي لا يغضب من توجيه هذه التهمة إلى نبيه ربما لا ينفعل ولا يحق له آن ينفعل إذا ما وجهت إليه هذه التهمة وهو من الناس الذين يمكن أن يدخل الأمريكيين إلى عقر دارهم ليفعلوا به وبأهله ما يشاؤون ثم لا يغضب.