وترجون من الله ما لا يرجون
موقع أنصار الله || مقالات || مرتضى الجرموزي
(وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ، إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ، وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ، وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)..
معركة حَقٍّ وباطل (خيرٌ وشر) نتاج ذلك عزٌّ في الدنيا والآخرة أَو ذلة وشقاء هنا وهناك وهو مصيرٌ محتوم جنة أَو نار بخلود دائم في ظل ممدود بالخير والنعمة أَو ظل من يحموم لا بارد ولا كريم.
ومن هذا المنطلق ومن مُجمل الآية الآنفة الذكر، كان لزاماً وحقاً على البشرية ووفق إرادَة الله وهي سنة من سُنن الله في الكون وَبين مخلوقاته صراعٌ أزلي بين طرف وآخر بين حقٍّ وباطل بين صغير وكبير ضعيف وقوي، وكلٌّ يسعى جاهداً بكل عزيمة وإصرار لأن يتغلّب على الآخر مهما كانت النتائج.
وجميلٌ أن يجعل الإنسان من نفسه وحياته ومماته في موقف الحق والصراط المستقيم الذي فيه الفلاح والنجاة والسعادة في الدنيا والآخرة.
ولهذا خرجنا نحن أبناءَ اليمن شرفاءَ بعزّة الجهاد نقاوم ونقارع المعتدين والمستكبرين ومن لّف معهم كخائن متعربد أَو مرتزِق منافق وعبدٍ رخيص لا قرّ لقراره ولا فصل لقوله، وهو العبد الأجير الطامع في الذل والانحطاط بدوافعَ مقيتة شيطانية خبيثة لا تُغني ولا تسمن.
عاصفة حزم انتظرنا نصفَها أَو ثُلُثَها أَو حتى رُبعَ عُشرها ضد الكيان الإسرائيلي المغتصِب الأرض والمقدسات الإسلامية في فلسطين العروبة.
لَكِنَّنَا تفاجأنا بتلكم العاصفة وبلا هوادة ضد شعب الحكمة والإيمان لعناوينَ ليست في قوانين الله والإنسانية في شيء، ومنذُ الغارة الأولى تبيّن لنا حقدُ العاصفة ومن يقودُها ويمولّها، وهي تُشنّ على النساء والأطفال والمدنيين في كُـلّ محافظات اليمن.
لنشاهد أبشعَ صور المعتدين وفظيع جرائمهم بحق عامة أبناء اليمن.
فكان لزاماً علينا ومن واجب المسؤولية الدينية والوطنية ومهما كانت دواعي الحرب أن نقاتلَهم؛ دفاعاً عن الأرض والعِرض والمستضعفين؛ لنعيش واقع الجهاد والاستشهاد في سبيل الله، وإن تلعثمت الألسُنُ وخارت الحروفُ وتدحرجت الكلمات.
بلا وهن واجهناهم وابتغاءً لرضوان الله كنّا حاضرين للتضحية التي فيها وبها سبيل العزة والكرامة.
ولا مفرَّ من الهزيمة والخذلان إن نحن صَمتنا عن جرائمهم وصبرنا على همجية عدوانهم وبغيهم اللَّا محدود.
شنوا عدوانهم في سبيل البيت الأبيض من يتخذونه قبلةً من دون الكعبة.
نقاتلهم في سبيل الله وما دون الله هيّنٌ وضعيفٌ وليس بجديرٍ أن تسقط قطرةُ عرق من جبين الأحرار والشرفاء غيارى الدين والوطن والعقيدة والحمية العربية القومية المجاهدة.
حربٌ وقودُها الناس والحجارة، ضحاياها هم البشر سواءً المعتدين أَو المعتدى عليهم، ظالمين ومظلومين، وبالنسبة لنا كيمنيين هي حربُ دينٍ ودولة،
حرب كيان ووجود حرب شعب وحدود عقيدة وهُــوِيَّة نكون أَو لا نكون.
ولقد اخترنا بعد أن خيّرنا المعتدون والمستكبرون بين الذلة والسلة أن نكون كما أرادنا الله أعزاءَ كُرماءَ وأقوياءً، لنحظى بحب الله بنصر وتأييده ولنحظى بتوفيقه والسلام الذي وضّح معالمه وأسبابه سبحانه وتعالى
لقد اخترنا الجهادَ عن الخضوع والانحناء لطواغيت العصر وشُذّاذ الانحطاط.
خرجنا جهاداً نقاتلُ ونُقتَل نصراً بالله أَو شهادةً في سبيله ليحق الله بنا الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمين والمعتدين.
وبما أن المصير هو القتل أَو الموت فقد اخترنا أن الحياةَ الدائمة عند الله مع الأنبياء والصادقين شهداءَ أَو حياة بسعادة الدنيا وعزة الجهاد.
وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليماً حكيماً.
خرجنا لنقاتل من اعتدى علينا بغى واستكبر وتعربد وللأمريكان سجد سبّح وَحمد في سبيلهم بكرة وعشياً، وللحج منع وأفتى بوجوب الولاء لليهود والنصارى.
وما كان خروجنا إلا لله في سبيله وإعلاءً لكلمته ونصرةً لعباده المستضعفين؛ لنبتغي بذلك الأجر والثواب من الله، ونرجو من الله العزة والفلاح والنصر والتمكين للعروبة والدين والفوز برضوان الله ونعيمه الخالد والسعادة في الدنيا والآخرة.
ولسنا كمَن خرج معتدياً ظالماً خائناً يرتجي الذُّلَّ والانحطاطَ والخسةَ تحت أقدام وفي سبيل من ضُربت عليهم الذلة والمسكنة ولُعنوا في كتاب الله على لسان أنبياءه والصالحين.
نقاتل من اعتدى علينا ويسعى جاهداً لإعادتنا للتبعية والوصاية لليهود والنصارى صهاينة وأمريكان.
وهو ما لا نرضاه ولا يرضاه الشرفاء والأحرار في كُـلّ مكان من كوكب الأرض.
ومهما كانت التحديات وعواقب الحرب والحصار حتى لو فُنينا من هذه الحياة إلا أننا نحتسبها ربحٌ في سبيل الله ودفعٌ للضر والشر وحتى لا نكون في موقف يغضب الله تعالى.
وبإذنه لن نخسرَ شيئاً ما دُمنا لله وفي سبيله وعلى هداه وطريقه المستقيم الذي ما ظل من اعتمد عليه وركن بركنه القوي والعظيم وإن الله على نصرنا لقدير..