حيث الشيطان كان الأذناب
موقع أنصار الله || مقالات ||مرتضى الجرموزي
أذناب وإن شئت قلت فيهم أحذية ذات مقاسات مختلفة تكبر أحياناً وتصغر أحايين وحيث ما سخرّها الشيطان كانت تابعة بصغرها وذلُها.
أنظمة رحلت وأنظمة صعدت، جميعها أدوات وأذناب، حَيثُ كان الشيطان كانوا، حَيثُ كان الصهاينة والأمريكان كانت الأنظمة العربية العملية والمطبعة وفي مقدمتهم وعلى رأس شرّهم المطلق النظام السعوديّ والإماراتي ومن خلفهم النظام البحريني ومن أنبطح للسياسة والدين اليهودي والعقيدة الخبيثة من الخليج إلى القارة السمراء، حَيثُ وضعت الثورة السودانية لقيطا عسكريا رمى بنفسه وبكاهل شعبه المضطهد تحت الوصاية والولاء للصهاينة ومثله حط المنحط في المغرب وغرّد مع الأذناب في سرداب التطبيع والخيانة العربية والقومية العظمى.
لا غرابة ولا استغراب ولا نستبعد أن يأتي يوم لنرى فيه عامة الأنظمة العربية وشعوبها الخانعة لجورهم أن نراهم جميعاً في حجٍ إلى تل أبيب ليشهدوا مناسك الخسة والتطبيع المباشر مع الكيان المحتلّ والغاصب والمتعربد في المنطقة بقضه وعملائه الرخاص.
اليوم السعوديّة والإمارات ومن معهم وفي خضم حربهم وعدوانهم على اليمن نجدهم قد بلغوا أدنى درجات الانحطاط في الولاء للصهاينة من خلال حركتهم الموحدة في كُـلّ الدنيا برا وبحرا وجوا وما تخطو إسرائيل خطوة واحدة إلاّ كانوا هم السبّاقين والممولين المنفذين لما يخطط له الكيان الإسرائيلي اللقيط.
هرولة في والولاء والطاعة وسباق نحو التزاوج العربي الإسرائيلي على حساب القضية الفلسطينية التي طالما تشدقت بها تلك الأنظمة التي وضعت نفسها في الزبالة الإسرائيلية التي تليق بها بعد أن فرطت بفلسطين وبكل قضايا الأُمَّــة العربية وشعوبها المستضعفة التي كانت تنتظر صحوة ضمير الزعماء لكنها تفاجأت بواقع التطبيع والطاعة العمياء للأمريكان الذين ما انفكوا من حلب أبقار الخليج واستغلال ثروات الشعوب لصالح المشروع الإسرائيلي البغيض الذي يعيش نشوة الانبطاح العربي من بلغ أدنى درجات الحضيض.
على كُـلّ نحن لا نؤملّ خيراً في تلك الأنظمة وحاشيتها المنافقة والوضيعة، فنحن إنما رهاننا هو على الله والأمل منه -سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى- وفي الشعوب العربية الحرّة والعزيزة الرافضة للتطبيع مع الصهاينة تحت أي عنوان كان فهو مرفوض.
وبإذن الله وعمّا قريب ستشهد المنطقة تغيّرات تعصف بمن هوى بنفسه ونظامه في خانة التطبيع والعلاقات المباشرة مع الإسرائيليين لقطاء العالم وشُذّاذ البشرية.
وهنا سيتبرأ منهم أسيادهم طواغيت العصر في أمريكا وإسرائيل..
(وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ، وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي، فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم، مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ، إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ، إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
ووقتها لن تبقى إلا كلمة الله هي العليا ولن يفلح وينتصر إلاّ أولياء الله المؤمنين الصادقين وسيعود الحق لأهله وسيُطرد الصهاينة واليهود من المنطقة العربية وستُفتح المنطقة من جديد فتحاً مبيناً.