السيد عبد الملك الحوثي يدعو المجتمع ومؤسسات الدولة للتعاون مع هيئة الأوقاف
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي ان الذين يستغلون ويأكلون أموال الأوقاف يرتكبون جريمة كبيرة، وخيانة عظيمة وإغراقٌ للذمة بالمال الحرام وخيانة للموقف، الذي أوقف الوقف.
واشار السيد القائد في محاضرته الرمضانية ، الاثنين، ان التعدي على مال الوقف يعد احد أنواع الظلم التي تحصل، وهي شبيهة بهذه الحالات، فيما يتعلق بمال الأوقاف.
وقال”: يكثر التعدي على مال الوقف، وعادةً ما يكون مثل هذا التعدي- في كثيرٍ من الحالات- ممن لهم ولاية ، من ورثة الموقف، ولو على مستوى ثالث درجة، أو رابع درجة، أو خامس درجة.
واشار السيد الى انه أحياناً يكون قد مر أجيال من زمن الموقف نفسه و، البعض من الورثة يتجهون إلى أخذ حصة الوقف، واستغلاله؛ لأن لهم ولاية اليد في القيام به، وأخذ حصتهم في ذلك، لكنهم لا يكتفون بحصتهم، يتجهون إلى أكل المستغلات بكلها، فما نتج عن الوقف، وما حصل منه من محصول نقدي او غير ذلك.
وتطرق قائد الثورة الى المراحل التي ضعفت فيها العناية والمتابعة لأموال الأوقاف، والمتابعة لصرفها في مصارفها التي أوقفت لها، وكثر هذا، مع أن أموال الأوقاف كثيرة، خاصة في مجتمعنا اليمني الذي توجد فيه أوقاف كثيرة، كما في بقية المجتمعات.
ولفت السيد الى ان بعض الناس أيضاً اغتنموا فرصة أنه ليس هناك من يتابعهم، ومن يضغط عليهم،و يراقبهم ويحاسبهم، فاتجهوا إلى استغلال ذلك بأكل أموال الأوقاف .
واكد السيد القائد ان من يخون الوقف قد يكون قريباً للذين ينتهكون هذه الحرمة، وقد يكون جدهم، او أباهم او قريباً من أقاربهم.. مبينا انه حتى لو كان الموقف جداً من أجدادهم القدامى، فهم يخونون الموقف والمصرف خاصة إذا كان هذا الوقف لمسجد، فأنهم يتحملون الوزر تجاه الذي خانوه، وهو الموقف لهذا الوقف، وتجاه المصرف.
واوضح قائد الثورة ان خيانة الموقف والمصرف قد يتسبب في نقص عمران ذلك المسجد و القيام بصيانته وتوفير احتياجاته لذلك فالإثم كبيرٌ جداً على أصل الخيانة وعلى ما ينتج عنها، ويترتب عليها، آثارهم.
وذكر السيد انه مع الوقت والاستمرارية في أكل ذلك المال الحرام تغرق الذمة أكثر فأكثر، والبعض من الناس قد تكون المسألة بالنسبة لهم عشرين عاماً من الخيانة، والأكل للمحصول على المستوى السنوي، أو النصف سنوي، أو على مستوى المحصول الذي يأتي بشكلٍ مستمر، في أوقات متتالية في العام، فيصبح المبلغ كبيراً، فإذا مات بعد ثلاثين سنة، أربعين سنة، خمسين سنة من الخيانة المستمرة، يكون المبلغ قد أصبح مبلغاً كبيراً، وسداده مرهق و، متعب، وقد لا يتشجع الورثة إلى أن يخلصوك، وأن يخلصوا ذمتك، من هذا المبلغ الكبير، والوزر الكبير، الذي قد تحملته.
وقال السيد :” ان البعض يفعلون أكثر من ذلك ، قد يبيع أرضاً هي للوقف بالبيع الكامل، طمعاً في المال ويستهلكه، وقد يكون هذا- كما قلنا- وقفاً لمسجد، أو وقفاً لفقراء، أو وقفاً لأي مصرف من المصارف التي هي قربة إلى الله “سبحانه وتعالى”، ووقف الواقف متقرباً إلى الله “سبحانه وتعالى” بالوقف عليها.
واعتبر السيد تلك الاعمال من أكبر المظالم التي تحصل، فهي مظالم حاصلة، وقائمة في مجتمعنا، وحتى مع وجود المحاسب.
واضاف :” البعض من الناس لا يدفعون إلا بشِق الأنفس، وبمطالبة شديدة، و بضغط عليهم مستمر، وكأنها ستزهق أرواحهم، كأن المتحصل أو المحاسب سينزع أرواحهم من أجسادهم، بشق الأنفس يخرجونها، بضغط شديد، وملاحقة شديدة، فإذا وجدوا ألَّا مناص، أخرجوا، وقد يكونوا قد تحيلوا وأخذوا البعض بدون وجه حق.
ودعا السيد عبد الملك الحوثي أبناء يمن الإيمان، الاستشعار للمسؤولية أمام الله “سبحانه وتعالى” وأن يتعاونوا مع الهيئة العامة للاوقاف وأن يكونوا جادين في تخليص ذمتهم والخلاص من هذه المظالم، وأن يتعاملوا بجدية في إخراج حق الوقف وحصة الوقف مما لديهم وتحت ولايته.
كما طالب السيد الجميع على مستوى المجتمع و، الجهات ذات العلاقة في الدولة ، للتعاون في هذه المسألة مع هيئة الأوقاف، لتمكينها من القيام بدورها في المتابعة والعناية بالأوقاف حتى لا يبقى الإنسان في حالة خيانةٍ مستمرة، ويغرق ذمته بالمال الحرام.