بسبب ضعف إيمانهم، اليهود يكرهون الموت، وكلمة الموت لأمريكا الموت لإسرائيل تزعجهم جدا
موقع أنصار الله | من هدي القرآن |
{خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ}(البقرة: من الآية93). بعد ذلك يأتي أيضاً من النتائج الغريبة قضية يعشقونها ، يعشقها الناس نتيجة خروجهم عن هدي الله ، قضية باطلة ، ثم تحاط بهالة معينة، فتصبح في الأخير قضية أساسية، ويتشبثون بها ، ويشربونها شرباً{وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ}(البقرة: من الآية93) حب العجل{بِكُفْرِهِمْ}(البقرة: من الآية93) يكون هذا نتيجة لكفر، أحياناً الكفر يقدم بشكل ثقافة، ثقافة مزخرفة تجعلك تعشق شيئاً وهو باطل في واقعه يصبح عندك يمثل قاعدة من قواعد الدين وأساساً أو ركناً من أركان الدين ، وهو في الواقع باطل .
من أين أشربوا؟ عادة الباطل يحاط بهالة من الزخرفة، ويكون الأول يشرب الآخر، والعلماء يشربون العامة، عندما يحيطونهم بكلام كثير، وهالة، إلى حد أنهم يقولون عندما تشك: كفر . تجد داخل مثلاً [الإثنا عشرية] في مسألة المهدي المنتظر بأنه ولد في عام [255هـجرية] ومن ذلك اليوم إلى الآن موجود كإمام موجود فهذه ماذا؟ أحاطوها بهالة رهيبة ، هالة أعني: كلام مزخرف ، وأحاديث ومقولات ، وتفريعات ، وقواعد، لمّا قدمت المسألة أن تشك فيها كفر ، لم تعد تجرؤ تشك! فالعالم منهم يكون عالماً متبحراً وكبيراً، ويتعمَّر زمناً كثيراً وتتوفر له وسائل كثيرة لأن يطلع على أشياء كثيرة، لم يعد يجرؤ يشك فيها تقدم كمسلّمة من المسلّمات وهذه من الأشياء السيئة أن الإنسان إذا ما تقبل هو فيصبح يعشق الحق ، يعشق الأشياء الصحيحة، ينجذب لها ، سينجذب لخرافات وباطل وأشياء سيئة .
ما هو العجل هذا؟ لم يشربوا في قلوبهم حب موسى؛ وكم الفرق بين موسى وبين العجل بالنسبة لهم ألم يكن الشيء الطبيعي أن يشربوا في قلوبهم حب موسى؟ أن يشربوا في قلوبهم حب الله ، حب هداه؟ الإنسان لا بد أن يعشق شيئاً، إذا ما تريد أن تعشق شيئاً صحيحاً ستعشق باطلاً .
{قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}(البقرة: من الآية93). هذا إيمانكم رأيناه فعندما تقولون هناك سابقاً:{نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا}(البقرة: من الآية91) رأيناه ، انظروا إيمانكم هو هكذا، ما أسوأ هذا الإيمان الذي تتمسكون به، إيمانكم أسوأ ما يأمركم به{سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا}(البقرة: من الآية93) في مقابل{خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا}(البقرة: من الآية93). تصبحون عاشقين للعجل ، وحادثة العجل ، وأساطير حول العجل ، وكان الشيء الطبيعي ماذا؟ توحيد الله ، وحب الله ، وحب نبيّه ، وحب هداه ، تكونون عاشقين له.
ما هو هذا الإيمان ! هذا إيمان سخيف إيمان ينتج عنه{سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} وتشبث بعجل ، وعشق لعجل ، بل من العجيب أنه فيما يتعلق بهذا العجل في بعض كتبهم جعلوا هارون أنه هو الذي صنعه! السامري لم يدخلوه في الموضوع في بعض كتبهم في [العهد القديم] حقهم ، هجوم على هارون أنه هو الذي صنع العجل هو !.
قد تقدم حادثة العجل بعد باعتبارها نبي من الأنبياء صلَّحها ، وهي هناك أساطير ، هذه هامة جداً من الناحية المنهجية: أن تعرف كيف تواجه الطرف الآخر ـ الذي عنده أنه قد فكر وقدر وقدم حاجة و عنده أنه سيفحمك، سوف يصنع لنفسه مبرراً كاملاً ، قد فكروا أن أحسن طريقة أن يقولوا: هذا نبيكم وكتابكم ونحن نؤمن بما أنزل علينا ـ في كيف تقدم المسألة من البداية .
{قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ}(البقرة 94ـ 96) يقول: أبداً، يتمنى أن يتعمر ألف سنة لأنه يعرف أن المستقبل بالنسبة له مُظلم ، مُظلم لأن الطريقة التي هو عليها هي طريقة ظلام مهما حاول أن يُصبغ عليها مبررات، وأشياء من هذه.{ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} أي: قل لهم:{إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}؛ لأن معنى هذا أنتم تعرفون ونحن نعرف جميعاً أن الدار الآخرة أفضل من الدار الدنيا هذه، فعندما تدعون أن قد معكم ضمانة عليها وأنكم تسيرون إليها ، إذاً فالوجود في الحياة الدنيا هذه هو يعتبر خسارة بالنسبة لكم ، والموت يعتبر مفتاح الدخول إلى ذلك العالم الراقي ، إلى عالم الجنة التي تدعون اختصاصكم بها .
{وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}(البقرة:95). عليم بالظالمين بالشكل الذي يفضح ما هم عليه ، أحياناً كثير من الدعاوى قد تنسى أنك كيف تواجهها ، أو كيف تفضحها ، خاصة إذا حصل عند الإنسان وفق القواعد المنطقية في الإستدلال والجدل والحوار الذي معناه: مقارعة في اتجاه واحد ، ونقطة واحدة. فأحيانا تكون منصرفاً عن الموضوع ، عن موضوع دعاواهم أنهم مختصون بالدار الآخرة وأشياء من هذه قد يغنيك عن الجدل في القضية هذه [لا أبداً لستم مختصين ولو كنتم مختصين لكانت الأدلة كذا كذا … ] أخذ ورد ، قل: إذاً تمنوا الموت إن كنتم صادقين ، وسيبين من خلال حالتهم بأن كل ما يدعونه أنهم غير واثقين منه ، كل ما يدعونه لأنفسهم من اختصاصات ، وطريقتهم طريقة غايتها الجنة هذه باختصاص عند اليهود بأنه فقط هم سيدخلون الجنة، هم، لن يدخل ولا النصارى، والنصارى هم فقط. إذاً فهذا يفضحهم تجعل منه هو من واقعه ما يفضحه .
ثم يبين لك أنت كيف يصل الإنسان في نفسيته، لأنه ظهر هنا بمظاهر متعددة ، في اعتقادات، وسلوكيات ، ومواقف من الأنبياء مواقف مما أنزله الله سبحانه وتعالى على رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله.) ثم يبين لك أثر الضلال في حالة نفسية داخله، حاله نفسية، خائفين من الموت ولهذا يزعجهم جداً [الموت لأمريكا الموت لإسرائيل] . لا يريد أن يسمع كلمة موت نهائياً.
عندما رأوا الموت في العراق بمعدل أربعة ، خمسة كل يوم إنهارت معنوياتهم وانزعجوا هناك. الموت يشكل بالنسبة لهم قضية مزعجة جداً لأنهم غير واثقين بما وراءه نهائياً لهذا عندما قال الإمام علي (عليه السلام): ((والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه)) طمأنينة هذه، يأتي الموت، يريد يتقدم، يريد يتأخر متى ما أراد هنا طريقة صحيحة فليكن ما كان .
{وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدا} هذه فضيحة مؤكدة من البداية لأن الله سبحانه وتعالى هو يعلم،{يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً}(الفرقان: من الآية6)، ويعلم أن هؤلاء هم بهذا الشكل {لَنْ يَتَمَنَّوْه} ألم يكن باستطاعتهم أن يتمنوه ليفضحوه، أبداً لن يتمنوه ، وهم يتمنون أن يكون لديهم ماذا؟ ما يفضحون هذا الذي يعتبرون أنه غير صحيح ، أو يدعون أنه ليس حقاً، القرآن مثلاً ونبوة محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) وهذه قضية خطيرة لولا أنها من عند الله، لن يستطيع أحد أن يقول هذا أبداً، لن يجرؤ محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) هو أن يقول:{ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدا} لماذا؟ لأن معناه أنك تعطي الطرف الآخر تعلق مصداقيتك كلها بشيء خطير ربما يعملونه تفتضح، أليست قضية سهلة؟ أنه يمكن أي طرف يتمنى الموت ، لكن لما كان من عند الله، هو يعلم .
إذاً، فهذه من المؤكدات أن هذا القرآن هو من عند الله سبحانه وتعالى لا يوجد أي ريب على الإطلاق مثلما قال في أول السورة{لا رَيْبَ فِيهِ}(البقرة: من الآية2). لاحظ كيف أنه من مظاهر أنه{لا رَيْبَ فِيهِ} أنه من عند الله ، هذه النقطة الحساسة والتي لن يجرؤ أحد على الإطلاق أن يقولها أن يتحدى الطرف الأخر بها، ترتب كل مصداقيتك على حاجة بسيطة [مثل الشعرة] ربما يقولونها ! تقول: إذاً تمنوا الموت، ما رأينا شيئاً. انهار كل ما عندك من شيء، أبداً {وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}(الجمعة:7). عليم بنفسياتهم وشخّص للناس نفسياتهم ، عليم بكيف تفضحهم، عليم بكيف تبطل كثيراً من ادعاءاتهم ومقولاتهم .
{وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ}(البقرة: من الآية96) لأنه لا يتوقع شيئاً بعد الحياة هذه ، هو يريد يبقى هنا {أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} أي : جزء من الحياة، يتشبث بحياة حتى لو قد صار يهودياً على عصاه ولو قد صار في وضع مزري، لا يحب أبداً أن يموت ، وأحرص من الذين أشركوا ، أحرص منهم على الحياة.
{يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ}(البقرة: من الآية96). إذاً هذه هي تمثل نقطة ضعف بالنسبة لهم، كبيرة جداً. فمن نعم الله تعالى على الناس أنه عندما يكون أعداؤهم يسميهم : كافرين، وضالين، ولا يفقهون ، وطبع على قلوبهم ، ولعنهم، وغضب عليهم ، وضرب عليهم ذلة، ومسكنة، ويخبر عنهم بأنهم حريصون جداً جداً على الحياة. ماذا يعني هذا ؟ نقاط ضعف لديهم؛ لأن هذه كلها في الأخير تقوم عليها تصرفاتهم، قريبون جداً إلى الإنهيار في معنوياتهم، خوَّافون جداً، جبناء جداً.
نحن لا نقيمهم على أساس هذا الشيء الذي عرض القرآن الكريم! هو كلام من عند الله سبحانه وتعالى، وهو بالشكل الذي فعلاً يبين لك نقاط ضعف، ورغم هذا ما يزال المسلمون يرونهم أقوياء، ويرونهم كبارً ،ويرونهم كتلاً من الصلب .
{وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ}(البقرة: من الآية96) كلمة: تجدنهم، تظهر من سلوكياتهم وليس فقط قضية غيبية سترى، وستجد أنت أثناء الصراع معهم وتعاملهم في الحياة هذه ما يبين لك أنهم أحرص الناس، كل الناس حتى من المشركين، أحرص من المشركين على حياة {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ}(البقرة: من الآية96). معنى هذا: أنها ليست قضية فقط نفسية ، بل تظهر في واقعهم، تظهر في صراعهم، ظهر لنا في موضوع العراق عندما ظهر قتل يومياً كيف انهارت معنوياتهم، كيف بدت أمريكا هناك منزعجة جداً ، يطالبون بإعادة الجنود، والجنود صاروا يتهربون على تركيا، وعلى سوريا.
يقولون في بعض الصحف: أنه الآن سوق في العراق التهريب مثل الذي كان يهربونهم إلى السعودية من المغتربين، سوق للتهريب، يهربونهم الذين هم عارفون . يهربونهم من صحاري[شغالين] يهربون الجنود، تبخرت كل مطامعه تلك ، ولو أنه عارف العراق أنه ملان بترول، تبخرت، القضية فيها موت [الله كريم] لم يعد يريد شيئاً، لا بترول ولا شيء.
{يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ}(البقرة: من الآية96) العاقبة السيئة مرصودة لو يتعمر ألف سنة {وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ} (البقرة: 96ـ 97) لاحظ إلى أين وصلت الآثار السيئة لإعراضهم عن هدي الله؟ ألم يصيروا في مشاكل حتى مع الملائكة، وعداوة لرسل الله والآن عداوة مع الملائكة.
{قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}(البقرة:97) تجد كيف التوجيه القرآني يختلف عن السياسة العربية الآن، السياسة العربية الآن للأسف متى ما قال أحد هناك في الغرب [الإسلام هذا إنما هو دين فرض بالقوة وبالسيف ، الإسلام هذا يولد العنف والإرهاب] جاءوا هنا ليقولوا: [ اتركوا يا جماعة اتركوا كلمة جهاد ولا تتحدثوا بها سيقولون هنا كذا .. كذا شوهنا ديننا] هذه تعتبر حالة غباء .
{مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ}(البقرة: من الآية97) هل قال الله:[إذاً سنكلف ميكائيل أو إسرافيل بدل جبريل!]؟ قل لهم جبريل هو هو الذي تعادونه، هو الذي نزله على قلبك لا تتأقلم معهم ، لا تتأقلم معهم، تتجاوب معهم على أساس ربما ، ربما إذا تركنا هذه يمكن ينسجموا هناك معنا ، لا . هذه حاصلة عند العرب للأسف ، هذه حاصلة!.
عندما تجد كتابة عن أحد اليهود هناك يعمل لتشويه الإسلام رجعوا هم وقالوا لنا: [أتركوا شوهتم لا تتحدث عن الجهاد ، سيقولون متشددين ، وإرهابيين ، وتبرهنوا على أن الإسلام فعلاً على ما يقولون دين فرض نفسه بالسيف وبالقوة] . وينسون، ينسون أن يواجهوهم أن يقولون: لا. أنتم تبينون أنفسكم بالشكل المعاكس لما توبخوننا به ، أنتم في نفس الوقت تفرضون ثقافتكم بالقوة، ثقافة من عندكم. أما هذا هو دين من عند الله يفرض على عباده جميعاً ، أنتم الآن في البر وفي البحر قواعد عسكرية ومتجهين لفرض ثقافتكم بالقوة. عندما تقول ، قل فلم تفرضون ثقافتكم بالقوة؟ الأسلوب الذي يوجهك القرآن إليه .
إذا ما هناك توجه قرآني ستأتي الأشياء عبارة عن ماذا؟ هزيمة نفسية ، انعكاس لهزيمة ، قالوا : كذا، نحاول نترك هنا حتى أنهم لا يقولون… ! قل عندما يقول لك: الإسلام فرض بالقوة، لتكفي نفسك مؤونة الأخذ والرد حول أن الإسلام والجهاد هو كذا في الإسلام، وأشياء من هذه ، قل : فلم تفرضون أنتم ثقافتكم بقوة الصواريخ والطائرات والغواصات وغيرها من قواعدكم العسكرية؟! إذاً، ثقافتكم هكذا. فهل باستطاعته أن يلومك، أو باستطاعته يوبِّخ دينك؟ هذه الطريقة أفضل، وليس أن ترجع إلى الناس لتقول لهم : اتركوا كلمة جهاد، لا أحد يدعوا إلى الجهاد، ولا أحد يربي مجتمعاً يبدو متشدداً في التزامه بهذا الدين وشديداً على أعداء الله، لا. لأجل أن لا يقولوا.
في موضوع جبريل في نفس السياق الأول:{مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ}(البقرة: من الآية97) هم عادوا جبريل ، قالوا: هم قالوا: من الذي ينزل القرآن عليه؟ قالوا: جبريل . قالوا: إذاً جبريل هذا عدو لنا . لو أن عند رسول الله حاشية وهو من نوعية العرب الآن لقال: والله لم يرضوا بجبريل، أرسل واحد ثاني يقول: إسرافيل ، قالوا: إسرافيل هو عمل كذا. ماذا قاله له؟ ـ لأنهم عادة هم فئة لا تنتهي مطالبهم ـ قل لهم:{فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ}(البقرة: من الآية97) هو الذي جاء به مباشرة، وليس حتى أن جبريل فقط هو واحد من الوسائط من جبريل إلى ملك آخر ، بل هو نفسه الذي يأتي به إلى عندك، على قلبك .
{مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ}(البقرة: من الآية97) وجبريل نفسه هو لا يتصرف من جهة نفسه ، هو من عند الله . ليعود إلى قضية هي أساسية عند البشر جميعاً ، هي قضية هامة ، أي : يجب أن لا تنسى الأشياء التي تعتبر تشكل إلتقاء، لأنه متى ما عاندوا يبدون أكثر فضيحة ، وتكون الحجة عليهم أظهر {فَإِنَّهُ نَزَّلَه} جبريل هو الذي نزل القرآن {عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ}، إذاً، فإذا هو بإذن الله فيجب أن تقبلوه حتى ولو كان أنتم تعتبرونه عدواً.
{مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ}(البقرة: من الآية97) وكلمة مصدقاً لما بين يديه ، كل ما يقول بأنه:{مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ}، هو ـ عادة ـ موجود عندهم . أي: ما معناه: أمة أخرى ، العرب لم يكن بين أيديهم شيء هل كان بين يدي العرب شيء؟ أو بين يدي الهنود أو الصينيين أو كذا ؟ تكون الحجة قائمة عليهم أكثر ، لأن الذي يحكى عنه ما بين يديه: التوراة والإنجيل. أليست من الكتب التي أنزلت على أنبياء منهم؟ وأنزلت ليهتدوا بها وليهدوهم بها؟ قل: فيجب أن تكونوا اقرب أنتم.
لأن العربي نفسه جاء لينسف ما بين يديه. ألم يكن بين يديه أصنام ، وخرافات، وأشياء من هذه ؟ وتقاليد جاهلية معينة ؟ نسفها ، أما أنتم فما بين أيديكم ـ ليس معناه ما بين أيديهم مما هو محرف ـ ما بين يديه هو ما كان قبله مما هو من عند الله: التوارة ، والإنجيل التي أنزلت على موسى، وعيسى من عند الله ، والزبور الذي أنزل على داوود ، أي : في داخل بني إسرائيل نزلت ، أليست نزلت داخل بني إسرائيل؟ فكان المفروض أن يكونوا هم أول من يؤمن فعلاً آمن العرب مع أن هذا الدين جاء لينسف منه إلهه بكله ، يعتبره إله، وكثير من تقاليد جاهلية، وخرافات لديه ثقافة وعبودية، وتوجه كامل نسفه، ألم ينسف عندهم هذه ؟ .
{فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}(البقرة: من الآية97) لكل المؤمنين ، ولكل من آمن، فجبريل عندما نزل بهذا الكتاب من عند الله لم ينزله بالشكل الذي ماذا ؟ هو فقط حق فئة خاصة ، أو يراعي أن يكون هدى وبشرى لمجتمع معين ، أو جنس معين من البشر ، هو نزل للكل {هُدىً وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}(البقرة: من الآية97) من أي فئة كانوا هؤلاء المؤمنين .
{مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ}(البقرة:98) ما الذي جنوا من وراء هذه؟ أنه سيؤقلم القضية على حسب ما يريدون؟ لا. سيكون هو عدوهم ويقارنون بين أنفسهم وبين الله ، أليسوا هم الآن دخلوا في حالة عداوة مع الله؟ أعداء لملائكته، وكتبه، ورسله، إذاً هو عدوهم، وبالتأكيد هو الغالب على أمره، والقاهر فوق عباده، وبيده مصيرهم، حياتهم وموتهم ومصيرهم في الدنيا وفي الآخرة .
{وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ}(البقرة:99) خارجون عن الطريقة، هو بين كيف كان خروجهم ومظاهر خروجهم ، وفي الآيات هذه أعطى نماذج لمظاهر فسقهم أي لخروجهم عن الخط الإلهي، عن الهدى الإلهي.{أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً}(البقرة: من الآية100) مع أن الذي أنزله الله هو آيات بينات، أي: لو نظروا إليها مجرداً عن هذه الأشياء، أي لم تكن القضية فقط مربوطة بمجرد أنه نزلها جبريل، بل هي في نفسها آيات بينات، تدل على الحق، وترشد للحق، نزلها من نزلها .
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
سلسلة دروس رمضان – الدرس الخامس
سورة البقرة من الآية (67) إلى الآية (103)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 5 رمضان 1424هـ