إستراتيجية التظليل الإعلامي الأمريكي
للإعلام دور خطير وفاعل في هذا العصر وخطورته تكمن فيه كسلاح مهم تستخدمه أمريكا والصهيونية العالمية على الساحتين العربية والإسلامية كإستراتيجية مؤثره لتضليل الشعوب والعمل على قلب الحقائق وتزييف الواقع مما يدل على خبث شديد لدى اليهود ومن يدور في فلكهم من الأعراب فقد بات من المعلوم أن انطلاق أي صراع بين امريكا الصهيونية وبين رافضي الهيمنة, بين محور الشر ومحور المقاومة يبدأ بخلق فضاء إعلامي واسع النطاق قابل لزرع الأخبار الملفقة والأحداث المفبركة بهدف تشويش الرأي الشعبي والعربي والعالمي وذلك من أجل التبرير لما يعملونه وما سيعملونه حيث يجعلون من المذنب بريئا ومن البريء مذنبا ,يجعل هذا الإعلام من أمريكا بريئة ومظلومة ومن يرفضها ويرفض سياستها في احتلالها للشعوب هم المذنبون ويستحقون العقوبة وهذا أيضا ما يفعله الإعلام المساير للسياسات الأمريكية فعلى سبيل المثال هنا في اليمن كان دور الإعلام السلبي لبعض الجهات النافذة خلال الأحداث الأخيرة المتعلقة بالإساءات الأمريكية للنبي محمد (ص) ودخول المار ينز الأمريكي اليمن, يعكس مدى تبعيته ودورانه في فلك المحتل الأمريكي كإستراتيجية أمريكية تلازم خطتهم العسكرية والإعلامية للتدخل في اليمن قبل إعلانه رسميا مستعمرة أمريكية.
إن أمريكا والمتحالفين معها من خلال ذلك يحاولون اختراق العقول والنفوس عبر آلتهم الإعلامية المتطورة وتسويق ثقافتهم وجرائمهم واعتداءاتهم لدى شعوب العالم والتلميع والترويج لديمقراطيتهم وأخلاقهم ومبادئهم وأن أمريكا ومن تقرب إليها واتخذ منهجها وتقلد قيمها هم الصح هم التحضر والتقدم هم من سيصنعون الازدهار هم من سينالون الرفاهة ورغد العيش ومنتهى الاستقرار والطمأنينة وأن المدافعين عن إنسانيتهم وحرماتهم وأوطانهم والمتمسكين بنهج التحرر والمقاومة يصورون بأنهم الغوغاء هم الجهلة لكن ورغم كل ذلك فشلت هذه الحملات الموجهة وبانت وسائلهم الإعلامية لأن أهدافهم الخبيثة والمخادعة غدت واضحة وأصبح مسلما بفشلها باعتبارها حربا نفسيه من حروب الإدارة الأمريكية ضد المسلمين وقد اعتراف الأمريكيون بفشلها حيث عبرت خبيرة الدعاية الأمريكية شار لوت بيرز بعدما قدمت استقالتها في فبراير 2003 من لجنة (تحسين صورة أمريكا في العالم الإسلامي ) والتي تولت رعايتها وزارة الخارجية الأمريكية بقولها لصحيفة الواشنطن بوست الأمريكية في السابع من مارس 2003 " إن محاولتها للدفاع عن سياسات أمريكا غير مقبولة في الوطن العربي " وكانت بمثابة إدخال الفيل في علبة صغيرة (لان صورة أمريكا لدي شعوب العالم – أقبح كثيرا مما يتخيله الأمريكيون ) فأمريكا تجري محاولة تلو المحاولة ومرة تلو المرة بهدف نشر برنامج دعائي لتلميع صورة الاحتلال ومنع تفشى الكراهية ضد الأمريكيين في المنطقة العربية وبان الهدف ليس الاحتلال أو نهب الثروات بل نشر الديمقراطية دون جدوى.
كل تلك الحملات الدعائية تحاط بالسرية التامة وتوكل عقود هذه الحملات الدعائية والترويجية للمفاهيم والسياسات الأمريكية إلى شركات امريكية وصهيونية بشكل بعيد عن الدعاية الأمريكية المباشرة "لحمل الناس على الاعتقاد بان الديمقراطية قادمة بالفعل " بل إن أمريكا تخصص لمثل هذه الحملات الدعائية لتحسين صورتها أمام شعوب العالم,يخصص لهذه الحملات ميزانية تفوق الخيال وبعكس ما يتصور الآخرين.
إستراتيجية أمريكا الإعلامية في الوقت الراهن كما نلاحظها على مستوى اليمن ترمي إلى توظيف وسائل الإعلام الدولية والعربية والمحلية المرئية والمسموعة والمقروءة لصالحها لتسويق سياساتها التضليلية المسمومة لتلويث الأفكار وإعاقة اى مشروع ثقافي قراني بل زرع نوع من الإحباط لدى الشعوب للقبول بالمحتل ولو على مضض.
أخيرا :انه رغم بساطة الإعلام المقاوم والمناهض للسياسة الأمريكية إلا انه قد قام بدور فعال أربك سياسات أمريكا ومن يدور في فلكها ومن يروج لأعمالها الإجرامية في اليمن وفى غيره من البلدان العربية والإسلامية .