كيف يمكن أن تكون قويا وأنت تحمل نفساً ضعيفة ؟!
السيد حسين بدر الدين الحوثي ( رضوان الله عليه )
موقع أنضار الله | من هدي القرآن | 8 ذو القعدة 1442هـ
يأتي في هذا الزمن مثلا كالسيد [حسن نصر الله] كحزب الله مثلاً، ونصر الله باعتباره شخص مهم, ورجل قوي, ولديه حنكة قيادية عالية، هل تسمع وسائل الإعلام العربية تتحدث عن حزب الله؟ أو تسمع وسائل الإعلام العربية تتحدث, أو تعرض كلام نصر الله؟!.
يهربون من الرجل القوي، بينما أولئك يبحثون عن الرجل القوي، كيف النتيجة الطبيعية لهذا؟ هو أن يكون هؤلاء ضعافاً بضعف زعمائهم, ضعافاً بضعف نفوسهم، ضعافاً لأنهم لا يحملون أي اهتمام بشيء. كيف يمكن أن تكون قوياً وأنت تحمل نفساً ضعيفة, لا تهتم بشيء؟ وسيظل اليهود هم الأعلون فوقهم، أليس شارون هو أشد شخص في تاريخ مواجهة إسرائيل للعرب – كما يعتبرونه -؟ من أشد الشخصيات، ومن أكثر الزعماء الإسرائيليين إجراماً ضد العرب، انتخبوه بعد أن رأوا الذين قبله لم يكونوا بالشكل المطلوب. الكل من زعماء العرب قد يكونون مقبلون على مؤتمر، مؤتمر يقدُمون فيه بنفوس ضعيفة، يدخلون إلى صالات المؤتمر بنفوس ضعيفة، نفوس ضعيفة!
الآن مؤشرات ما سيحصل في ذلك المؤتمر هو: بحث عن التسوية في الوقت الذي ليس مناسباً الحديث عنها على الإطلاق، بعد أن حصلت هجمات من جانب الفلسطينيين قوية، وأصبح الرعب ينتشر في أوساط المواطنين في إسرائيل، الآن يسارع زعماء العرب ليبحثوا عن تسوية تخلص إسرائيل من هذه المشكلة.
نحن نحمل نفس الشعور، لاحظ ما نلوم الآخرين عليه، ما نراه سيئاً في زعماء العرب، هو نفسه الشعور الذي نمتلكه، عندما نسمع أن الأمريكيين دخلوا اليمن, وسيدخلون اليمن بأعداد كبيرة.. هل يهمنا هذا؟ أم سترى أن مواقف زعماء العرب هي مواقفنا, سيكون السكوت هو الحكمة، وسيكون الاهتمام بقضايا أخرى هو الحكمة، أن ننصرف عن هذا الموضوع, أن لا نفكر في هذا الموضوع. طالب العلم إذا لم يفكر في قضايا كهذه فإن كان لا يفهم أن في ذلك إفساداً لعباد الله، وأن في ذلك حرباً لدين الله فهذا هو أجهل الجهل، من الذي يجهل منا أن كل أعمال أمريكا وإسرائيل هي إفساد للدين وإفساد للمسلمين، وحرب للدين وحرب للمسلمين؟ ألسنا نعلم ذلك؟ ألم يقل الله عن اليهود أنهم {يَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً}(المائدة: من الآية33).
أنت عندما تكون طالب علم وأنت لا يهمك, أولا يؤلمك أن ترى المفسدين في الأرض يتحركون، أن ترى الإسلام يُحارب، أن ترى المسلمين يُحاربون, هل يصح أن يقال لي طالب علم؟. هل يصح أن أحصل على ذرة من التقدير والاحترام وأنا أحمل علماً؟.
إذا كنت تحمل علماً فإن هذا من بديهيات المسؤوليات على طالب العلم، وعلى من يحمل علماً أن يهتم بأمر الدين الذي يتعلمه والذي يحمله، إلا إذا كان العلم هو شيء لا علاقة له بما هو حرب للدين، وبما هو إفساد للمسلمين. هل طلب العلم يعني شيئا آخر؟.كيف أتصور نفسي طالب علم للدين وإذا بي أرى أن علم الدين هنا لا علاقة له بما يحصل على الدين, وعلى من ينتمون إلى هذا الدين، أليس الناس يتعرضون لفساد أخلاقي، لفساد ثقافي، لفساد اجتماعي، لفساد – أيضاً – سياسي!.
كل الفساد بكل أنواعه كله يأتي من قِبَل اليهود والنصارى بشكل لا يستطيع الإنسان أن يلمس كل جوانبه في كل المجالات، إفساد في الجانب الأخلاقي، في الجانب الثقافي، في الجانب الاقتصادي، في الجانب السياسي.. ونحن نطلب علماً، ونحن لم نصل بعد في وعينا إلى فهم ما يعمله الآخرون من إفساد للدين، ومن إفساد للمسلمين، حينئذ لا يصح إطلاقاً أن يحظى الإنسان بأي احترام.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام] دروس من هدي القرآن
محاضرة مسؤولية طلاب العلوم الدينية
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 9/3/2002م اليمن – صعدة