إذا ما قدِّم الدين على أصله بلا نقص ولا مسخ ولا مجاملة فإنه سيعمل على إعادة المجد والتمكين للأمة

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

ثم إذا ما كان الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) والقرآن الكريم للأمة جميعاً إلى آخر أيام الدنيا فيعني ذلك – ونحن من نقول جميعاً: يجب أن نعود إلى الإسلام – أن القرآن والرسول (صلى الله عليه وعلى آلـه وسلم) – ولكن إذا ما قدِّم للأمة على أصله دون نقص، ودون محاولة مسخ من أجل مراعاة آخرين – فإن القرآن سيعمل عمله، والرسول (صلى الله عليه وعلى آلـه وسلم) سيعمل عمله في إعادة مجد هذه الأمة، وتمكنها، وأن تعلو كلمة الله سبحانه وتعالى، وأن ينتصر دينه، ويكون هو الذي يسود في أوساط العرب، وفي أوساط الأمم الأخرى.

إذا قلنا بأن القرآن، وبأن الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) إنما كانا لمرحلة مُعيَّنة من التاريخ، ثم لم يعد فاعلاً، ولا مؤثراً، لا يستطيع أحد أن يقول هكذا إلا من أصبح لديهم نظرة سيئة إلى الدِّين بكله، كالعلمانيين مثلاً، وقلنا أيضاً: بأن الدِّين نفسه، من يفهمه سيلمس عظمته، ويلمس الحاجة الماسَّة للبشرية كلها إلى أن تدين به، وتتبعه.

وإنما حتى من يحصل في نفوسهم سخط من داخل هذه الأمة ضد هذا الدِّين إنما كان بسبب التفسير السيئ لهذا الدِّين، وتقديمه بشكل مشوه ومنقوص، حتى لم يعد فاعلاً، ولم يعد مؤثراً في أوساط الأمة، فقالوا: إذاً ما قيمة أن نتمسك بهذا؟ لا فائدة من هذا؛ لأنهم رأوا أنه لا جدوى له.

عندما تحدث وزير إيطالي وقال: إن الحضارة الغربية – أو بعبارة تشبه هذه – هي أنجح من الحضارة الإسلامية، ألم ينطلقوا يتكلمون عليه؟ وقالوا: يجب أن يسحب كلامـه، قالوا هكذا علماء من مصر ومن مناطق أخرى. وهذا الرجل قال كلاماً لو نعود إلى واقعنا كمسلمين نحن الذيـن غيَّبنا الإسلام عن أن يكون بالشكل الذي يبني حضارة تكون هي حضارة للبشرية كلها، تكون هي أرقى حضارات البشرية على امتداد التاريخ كله. فالذي يقول: (الإسلام) فإنه يعني الإسلام الذي يلمسه، ويراه في الساحة.

وها نحن كلنا نقول: إن الإسلام الذي نراه ونلمسه في الساحة، داخل أوساط هذه الأمة هو فعلاً لم يبنِ شيئاً! أليس كذلك؟ أليس من الإسلام عقائد نحن نقول: ليس فقط أنها لم تبنِ شيئاً، بل أنها كانت وراء الهدم، هي عقائد يحسبونها على الإسلام، وينسبونها إلى الإسلام.

نحن سنقول أكثر من كلام ذلك الإيطالي: أن أبا بكر وعُمَر، أليسوا من أعلام الإسلام؟ أليس توليهم ديناً؟ وهو دين الإسلام عند الآخرين؟ أليست (الشفاعة لأهل الكبائر) دينًا من الإسلام لدى الآخرين؟ أليست نسبة القبائح إلى الله من الدِّين عند الآخرين؟ وهكذا، وهكذا ابحث.

لهذا نقول، ونكرر: أنه يجب على كل من يسمع كلامنا فيرى أنه حـادٌّ نوعاً ما، نقول: لاحِظ متى ما حصلت قضية ولو داخل أسرة واحدة، جعلتها في حالة فشل وهزيمة، أليسوا كلهم يتحركون يتساءلون وبعنف ضد بعضهم بعض ليفتشوا عن السبب؟ يقول: أنت السبب، قال: لا، أنت السبب، وقد يَصِلون من وراء ذلك إلى معرفة السبب الحقيقي.

يجب أن نتحرك لنعرف السبب الحقيقي، وها نحن قلنا: من الأسباب الحقيقية بالنسبة لنا نحن الزيدية فنون مُعيَّنة، بل وكتَّاب مُعيَّنين، بل وأئمة ممن هم في قائمة تاريخنا وسجلِّ أئمتنا من ضمن الأئمة، نحن نرى أنهم جنوا علينا فعلاً، أنهم جنوا على الأمة.

أوَلسنا نقول: نريد أن نعود إلى الإمـام الهادي، وإلى من ساروا على نهج الإمام الهادي مِن بعد؟ أمَّا من تأثروا بالآخرين وإن كانوا مكتوبين لدينا ضمن أئمة، ومسجلين في كتب تاريخنا كأئمة، وهم ممن ملؤوا الساحـة الزيدية بكتب الآخرين، وثقفوا الزيدية بثقافة الآخرين، أن هؤلاء ليسوا قدوات لنا، ولن نسير على نهجهم، بل لم نعد نتولاهم كأئمة.

هذه قناعتنا، فلا يَقُلْ أحد من الشوافع إنه فقط الشافعية، أو أحد من الحنابلة إنه فقط الحنابلة، بل نريد أن نفتش، ونريد أن نعود عودة جادة جميعاً كمسلمين إلى القرآن الكريم، وهو الذي سيهدينا.

اليوم هذا وصلني رسالة توحي بتردد – نوعاً ما – حول تأييد ما نطرح، أو ما نقول، أو ما نعتمد، أو…إلخ، من أشخاص زملاء، ومعروفين، وناصحين فعلاً، لكن لأننا كلنا بحاجة إلى أن نتفهم الأمور أكثر، نحن وهم، وأن بعض الأشياء فعلاً قد تكون مفاجئة، بعض الطرح، بعض الكلام قد يكون مفاجئاً فيراه بعض الإخوان وكأنه مثير، أو يؤدي إلى إشكالات، أو، أو…إلخ.

قلنا: لا بأس إذا كان هناك قاعدة لا تزال في نفوسنا قائمة هي: أن نجامل الآخرين، أو أن نجامل أمواتاً أو أحياءً، سواءً من داخلنا، أو من خارجنا، ونحن نعلم أن هذه المجاملة هي على حساب ديننا، وأن هذه المجاملة هي من تجعل أسباب الفشل، وأسباب الضعف هي المنهج الذي سنسير عليه نحن، وتسير عليه الأمة أيضاً من حولنا، فإن هذا يعني أننا نؤْثِر هذه المجاملة على الدِّين بكله، وعلى الأمة بكلها؟

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

دروس من هدي القرآن

الوحدة الإيمانية

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي

اليمن – صعدة

قد يعجبك ايضا