أمريكا باليمن.. مزيدٌ من الفشل العسكري والسياسي
موقع أنصار الله || مقالات || إكرام المحاقري
اختلطت الأوراقُ السياسيةُ بالنسبة للصهيوأمريكية؛ مِن أجلِ تقديم أي إنجاز عسكري في جبهات الحدود والداخل اليمني في محافظة (مأرب) والتي سيطر عليها الأنصار سيطرة شبه كاملة، وأصبح الفرار من نصيب العملاء والمرتزِقة، فحين أجلت القوى العدوانية معدات وأجهزة حديثة ومتطورة تلافياً لسيطرة قوات صنعاء على محافظة (مأرب)، كانت تلك الخطوات نفسُها التي تحرّرت عقبها منطقةُ “نهم ومحافظة الجوف” سابقًا، وتبقى تحت مرمى سنارة الجيش واللجان الشعبيّة حتى وإن أصبحت في الوديعة.. فهناك حانت ساعة الوداع المحتومة.
اختلطت الأوراق على الأمم المتحدة والتي قدمت نفسها في الأعوام المتعاقبة الأخيرة طرفَ حرب بكل تلك المواقف المنافقة، التي صدرت عنهم كـ طرف محايد يبحث عن بصيص أمل للسلام وسد فوهة الحرب، وكل ذلك يعتبر سقوطاً في هاوية العمالة للأمريكان، حَيثُ لا خروجَ بماء الوجه، فـالبطاقة الإنسانية للأمم المتحدة قد احترقت ولم يبقَ لهم سوى بطاقة الإجرام حين انتموا إليه مقابل الأموال المدنسة بالدماء اليمنية، فموقفهم اليوم شبيه بمواقف حكومة الفنادق، يقولون ما يملَى عليهم لا غير!!
فحين صنفت “الأمم المتحدة” (أنصار الله) كـ قتلة للأطفال، كانت تلك سياسة أمريكية بامتيَاز، سياسة الابتزاز والتلاعب بالأوراق الواضحة، عقبها صرحت الأطراف الأمريكية (واشنطن) بأن (أنصار الله) مكون شرعي!! ورسمت تواجدهم في العاصمة صنعاء وجميع المحافظات الحرة، وقدمتهم كـرقم صعبٍ دعتهم للحوار والحل السياسي؛ مِن أجلِ السلام في المنطقة، وتلك سياسة لا غير، لكن العظيم هو عندما اعترفت “واشنطن” بأنصار الله طرفاً سياسيًّا شرعياً، حينها قد اعترفت بعدم شرعية حكومة الفارّ هادي، بل ونفيها من الوجود السياسي، وكل ذلك لا يقدم شيئاً ولا يأخره بالنسبة لمن أدرك خطورة وشيطنة السياسة الأمريكية.
في نهاية الأمر: كُـلّ ما تقوم به “الأمم المتحدة” من مغالطات ومزايدات وتمرير للمشاريع الإجرامية في المنطقة لن يحقّق خطوة واحدة لصالح العدوان، وكلها وصمات عار راجعة عليهم، أما التراجعات الأمريكية فَـإنَّها مسبوقة الدراسة والتحقيق بالنسبة للطرف اليمني الوطني ولن تنطلي حيلتها عليهم وهذا ما حدث سابقًا، فـساحةُ المعركة هي من تحدّد الطرف الشرعي وتحدّد مَن هم قتَلَةُ الأطفال ومنتهكو الحقوق والحرمات، وستشهد الدماء والمواقف والتضحيات اليمنية على حقارة السياسة الأمريكية وعمالة الأمم المتحدة حتى قيام الساعة، والعاقبة للمتقين.