بقدر الصبر تكون الغلبة ويكون النصر

من أهم القيم والمواصفات التي يتصف بها المؤمنون الصادقون مع الله جل وعلا, { وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا}.

الله جل شأنه قال{ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ} الله يعلم بحالك, إذا لحقك ظمأ الله علم, وما يضيع الشيء عند الله أبداً, يكتب لك على أي تعب على أي مشقة, على أي معاناة يكتب لك اجر كبير, يمنحك هداية ونورا وتوفيقا وتثبيتا, طالما وأنت مهتم؛ لأنه يعرف الإنسان الصادق مع الله عندما يصبر.

إذا صبر العدو؛ فزد اصبر أشد من صبر العدو, أنت مع الله فإذا رأيت العدو يصبر؛ فاصبر أشد من صبر العدو { وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}.

مهم جداً قضية الصبر, ولا هو ممكن حتى الدخول إلى الجنة إلا بصبر الله جل شأنه قال: { أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} قضية ضرورية.

عندما يتمرن الإنسان يتعود, يتعود على الصبر ويعود نفسه على الصبر في أمور كثيرة, في مهام عملية كثيرة, في مواجهة حالات نفسية كثيرة, تصبح كثير الأمور سهلة, وترتقي نفسية الإنسان فيكون عنده استعداد لمهام أكبر, لأعمال أكبر, واستعداد لأن يصبر, ويتحمل أمورا كبيرة جداً.

من الأشياء الإيجابية, من الأشياء المفيدة أن باستطاعتك يعني: تفتح لك قناة مع الله تستمد منه الصبر؛ لأن من أهم الأدعية التي قدمت في القرآن الكريم: { رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا} هذا من أهم الأدعية, ويكون له أهمية كبيرة عندك كمجاهد أن تدعو الله به, أن تدعو الله أن تسأله منه الصبر.

قضية هامة قضية الصبر, حتى أنه بقدر الصبر تكون الغلبة كلما صبروا الناس أكثر؛ كلما زادهم الله من نصره, الله جل شأنه قال: { إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ} يعني: بقدر صبرهم با يكتب الله لهم غلبة على العدو بقدر ما بين يصبروا.

{ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُواْ} فهذه قضية أساسية في الفرج نفسه, في الوصول إلى النصر, في الوصول إلى الفرج, في أن يكون للمعاناة نفسها, يكون لها نهاية, في المتاعب نفسها نهاية, ويحصد الناس ثمرة الصبر ثمرة الجهد, وثمرة التضحية.

[السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي]

قد يعجبك ايضا