«قاعديون» و«دواعش» وآخرون… هكذا رتّبت السعودية جبهة البيضاء
|| صحافة ||
في آب الماضي، تمكّن الجيش اليمني و”اللجان الشعبية” من إسقاط معقل ما تُسمّى “دولة الخلافة الإسلامية” (داعش) وعدد من معاقل تنظيم “القاعدة” في مديرية ولد ربيع والمناطق المجاورة لها في محافظة البيضاء. وقد أعلنت قوّات صنعاء، يومها، عبر المتحدّث الرسمي باسمها العميد يحيى سريع، تدمير أكثر من 12 معسكراً وتجمّعاً، وتحرير قرابة 1000 كيلومتر، وقتْل وجرْح وأسْر 250 عنصراً من عناصر التنظيمَين، فيما فرّ البقيّة إلى محافظتَي شبوة وأبين. لكن لم تمضِ أسابيع على ذلك حتى سارعت السعودية، عبر قوّاتها المتواجدة في مدينة عدن، إلى إعادة ترتيب صفوف التنظيمَين بصورة مفضوحة، مُوجّهةً ميليشيات حزب “الإصلاح” في شبوة بإفساح المجال أمام الفارّين من عناصر “داعش” للبقاء في بعض مناطق مديرية الصعيد في المحافظة، ومُوكلةً مهمّة تأمين معسكرات تدريب لـ”القاعدة” بدلاً من معسكراته التي سقطت في مناطق يكلا والقرشية، للقيادي السلفي الموالي للرياض، صالح الشاجري، والذي يقود “لواء الأماجد” المُموَّل سعودياً في مديرية لودر في محافظة أبين. لاحقاً، استدعت القوات السعودية في عدن، أواخر أيلول الماضي، الرجل الثاني في “داعش”، سعد العولقي، ليتمّ عبره تسليم عناصر التنظيم في شبوة شحنة سلاح مكوّنة من أسلحة خفيفة ومتوسّطة. لكن تلك الشحنة وقعت بأيدي ميليشيات “الحزام الأمني” التابعة لـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” الموالي للإمارات في نقطة العلم أثناء خروجها من عدن، ما حمل القيادة العسكرية السعودية على التدخّل وإجبار “الحزام” على السماح بمرور الأسلحة. وفي حادث مماثل، خرجت شحنة سلاح مُقدَّمة من الجانب السعودي عبر محافظة لحج إلى مسلّحي قبائل آل حميقان الموالين للرياض في البيضاء، لتُوقفها الميليشيات الموالية للإمارات وتقتادها إلى مديرية يافع. وفي كلّ مرّة يتمّ فيها احتجاز شحنات أسلحة، تضغط السعودية على جماعة الإمارات لرفع يدها عنها.
لعب القيادي السلفي صالح الشاجري دور الوسيط بين السعودية و«القاعدة»
الجهات الاستخباراتية في صنعاء كانت ترصد تحرّكات الشاجري، الذي لعب دور الوسيط بين السعودية و”القاعدة”، في مديرية لودر التي تقع على الحدود مع مديريتَي مكيراس والصومعة التابعتَين لمحافظة البيضاء. وبحسب ما التقطته تلك الجهات، فإن السعودية فتحت خطوط تواصل واسعة مع “القاعدة”، وقادت عملية تدريب مكثّفة في بطون أودية المنطقة الوسطى تحت غطاء ما تُسمّى “الشرعية”. وتوضح مصادر مطّلعة، في حديث إلى “الأخبار”، أن “القاعدة، بعد سقوط معاقله في مديرية ولد ربيع في البيضاء، حظي بدعم سعودي مادّي ومالي كبير، مكّنه من تأسيس عدد من المعسكرات التدريبية في المنطقة الوسطى في أبين ومديريتَي المحفد وأحور، الواقعة تحت سيطرة قوات الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي”. وتُبيّن المصادر أن “أحد أهمّ تلك المعسكرات أنشئ في وادي النسيل في مديرية الوضيع، حيث نفّذ التنظيم دورات تدريبية مكثّفة للعشرات من عناصره، وقام باستقطاب المئات من العناصر الجديدة ونقلهم إلى جبال يسوف والمنياسة، وفي مديرية المحفد أقام معسكر أسامة بن لادن، إلى جانب معسكر ثالث في منطقة الجنح في مديرية لودر”. وبالتزامن مع تزايد التحرّكات العسكرية بين مناطق أبين ومعاقل “القاعدة” في مديرية الصومعة في البيضاء، احتدمت المعارك في تخوم مدينة مأرب، ليخرج القيادي السابق في “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً)، السعودي عبد الله المحيسني، ويدعو أنصار التنظيمات الإرهابية في سوريا إلى التوجه نحو مأرب للقتال هناك، مُحذّراً إياهم في تسجيل صوتي من أنه “لئن خَذلتم مأرب فإنها والله الحالقة”. ووفقاً لمصادر استخباراتية في صنعاء، فقد وصل العشرات من عناصر تلك التنظيمات إلى سواحل أبين بسفن مجهولة المصدر، خلال الأشهر الماضية، ليتمّ نقلهم إلى الصومعة عبر لودر، ومن هناك إلى مأرب.
الأخبار اللبنانية