العوامل التي تجعل اليهود العدو الأكثر خطورة

| من هدي القرآن ||

يعرفون قيمة الدين

أهل الكتاب هم يعرفون في تاريخهم قيمة الدين، قيمته، قيمة الحق، كيف أنه يبني أمة تكون على أرقى مستوى تكون أقوى أمة، أصبحوا حاسدين، هم ما أصبحوا حاسدين إلا لأن الناس أوتوا شيئا صحيحا أوتوا شيئا يعتبر بالنسبة لهم نعمة كبيرة، وفي نفس الوقت لماذا لم يكن النبي منهم – كما يقولون – لماذا لم يأتِ النبي منهم، هذا المقولة هم يقولونها، لكن قد جاء أنبياء منهم فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون. هنا يقدم المسألة: الملك، الفضل هو بيد الله وقد أعطاهم من قبل وهم الذين تخلوا وهم الذين أصبحوا يتعاملون مع أنبياء الله بالتكذيب والقتل ويتعاملون مع كتب الله بالتحريف ويشترون بها الضلالة ويشترون بها ثمناً قليلاً، فالفضل هو لله هو بيد الله والملك هو لله والأمر والحكم هو لله سبحانه وتعالى يؤتيه من يشاء {فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً}(النساء:54-55) عندما يقول: {فَقَدْ آتَيْنَا} يعني: أن الملك له والأمر والنهي والحكم له.

محاضرة .. [ الثامن عشر]

لديهم خبرة دينية

نحن قلنا: اليهود لديهم [خِبرَة دينية]، ماذا يعني خبرة دينية؟ هم يعرفون أن هذا الدين حق، ويعرفون أن المؤمنين متى أصبحوا مؤمنين لا يمكن أن يقهروهم، لا يمكن أن يقهروهم أبداً متى ما أصبح الناس مؤمنين حقاً. فمن منطلق البحث عن تَدْجِين الأمة وبتكلفة أقل، تصور قد يقال – بالعقلية العربية عقلية صدام ونحوه – : [القهر بالدبابات والطائرات والقنابل النووية ما دام لدينا قنابل نووية فلندمر الأمة هذه]. ما هذه هي عقلية عربية لدينا؟. إنفجار كبير على الأمة وقهرنا أبوهم وطَحَسْنَا أبوهم، لكن كم تطلع التكلفة؟ تطلع مليارات الدولارات. آثارها سيئة جداً على اقتصادهم، والاقتصاد هو صمام مُهم في ميدان المواجهة.

وهم يفهمون حتى لو انطلقوا بهذا المنطلق، من منطلق القوة القاهرة والناس ما يزالون مؤمنين فلن يستطيعوا أيضاً أن يقهروا المؤمنين.

محاضرة.. [ آل عمران الأول]

هم يعرفون أن عنصر الإيمان الحقيقي هو الضمانة للنصر

لديهم تاريخ آلاف السنين, عرفوا أحداثا كثيرة في مقام الصراع فيما بينهم وبين الآخرين، كيف أن الإيمان كان هو العنصر المهم في أن تحظى تلك الفئة المؤمنة بنصر الله، ومتى ما حظيت بنصر الله وتأييده فلن يقهرها شيء. حصل درس لديهم هم في قصة [طالوت وجالوت] التي نقرأها في القرآن: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ  فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ}(البقرة: من الآية251) بإذن الله.

محاضرة.. [ آل عمران الأول]

يحاولوا يفصلونا عن الله

 

إذاً فكيف نعمل بالبشر حتى نقهرهم وخاصة هؤلاء المسلمين؟ كيف نعمل؟ أليسوا الآن يمتلكون [قنابل نووية] و[قنابل ذرية]؟ أليسوا هم من يمتلكون الصواريخ بعيدة المدى؟. أليسوا هم من يمتلكون الأسلحة الفتّاكة؟. لكن هل فكروا في الدَّمْدَمة هذه؟. لا.. يدمدمونا أولاً من الداخل فيفصلون فيما بيننا وبين الله، فمتى ما فصلوا فيما بيننا وبين الله وأصبحنا بعيدين عن أن نحظى بنصر الله… بل هم يفهمون بأنه أيضاً من الممكن أن يتحول الله إلى طرف آخر يضرب معهم هؤلاء – وهذا ما توحي به الآيات فعلاً – أنهم هم من جهة يضربون والله من جهة أخرى أيضاً سيضرب.

محاضرة.. [ آل عمران الأول]

يفهمون سنة التسليط

 

{يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} حينئذٍ عندما تصبح كافراً، يصبح من السهل على اليهود أن يضربوك؛ لأنهم قد فصلوك عن الله، وستكون في نفس الوقت بدلاً من أن تكون محط عناية الله وتأييده تصبح محط ومحل غضب الله – ونعوذ بالله من غضبه – وإذلاله وتعذيبه.

[ آل عمران الأول]

أكثر خبثاً ودهاء منا

وبالتالي، عمد القرآن إلى خلق موقف صارم لماذا؟ لأننا نحن العرب أقل دهاء أقل دهاء ومكراً وخبثا حتى شرارنا، حتى شرارنا! حتى من يحاول أن يجند نفسه للمكر والدهاء والخبث لن يستطيع أن يرقى إلى ما وصل إليه اليهود في هذا المجال.

محاضرة ..  [ يوم القدس رقم 1]

 

يفهمون عظمة ديننا

قد نكون المسلمين نحن من أجهل الناس بديننا، لكن الغريب في الموضوع أن أعداءنا هم من يفهمون عظمة ما لدينا من هذا الدين، يفهمون؛ لهذا تجد أنهم وهم أعداء لنا يتجهون إلى ضرب ديننا. أليس هذا ما نشاهده؟ حملات ضد القرآن الكريم، حملات تشويهية ضد الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، ضد الإسلام، بصورة عامة، عمل متواصل بكل الوسائل على إقصاء هذا الدين عن واقع الحياة، على الفصل بيننا وبينه.

كل الحرب القائمة ضدنا هي تتوجه رأساً من جانبهم إلى الدين نفسه؛ لأنهم يعرفون لو اتجهوا إلى حربنا نحن كأشخاص، ولم يحاربوا ديننا فإنهم سيخسرون، لن ينتصروا إطلاقاً، وأن كل موقف مهما بدا من جانبهم قوياً وحاداً وجاداًً سيكون الرد من جانبا أكثر وأكثر، وسنستفيد من الصراع معهم أكثر وأكثر. إذا ما ظل ديننا سالماً لنا فلن يستطيعوا أبداً أن يقهرونا.

محاضرة..  [ الإسلام وثقافة الإتباع]

 

ودهم الشديد أن نكفر بعد الإيمان

 

ذكر عنهم حرصهم الشديد مع قدرتهم على تلبيس الحق بالباطل أنهم أيضاً ينطلقون بوُدٍ ورغبة ودافع قوي إلى مسخ المسلمين {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً}(البقرة: من الآية109).

اليهود يعرفون، يعرفون أثر الإيمان عندما يكون هناك في الأمة إيمان، وهم يعرفون أنهم إذا استطاعوا أن يمسخونا كفاراً هم لا يريدون أن نكون يهوداً.. وقالوا هم في وثائقهم المسماة [بروتوكولات حكماء صهيون] أنهم لا يريدون أن يكون المسلمون أو النصارى يهوداً, أنهم لا يستحقون أن يكونوا يهوداً ولكن يكونوا كفاراً يكونوا ضالين، يكونوا كذا إلى آخره ليفقدوا النصر الإلهي والتأييد الإلهي وما يمكن أن يعطيه الإيمان.

يودوا أن نكون كُفَّاراً ولم يقل:[يودوا أن نكون يهوداً]، هم ليسو مشغولين بأن يدعونا إلى أن نكون يهوداً، لماذا لا يودون أن نكون يهوداً ويودون أن نكون كفاراً؟ هم هَمّهم الرئيسي أن لا نحمل إيماناً نُمنح به تأييد الله ورعايته فيصعب عليهم مواجهتنا, ويصعب عليهم ضربنا.. فليفسدونا فليحولونا إلى كفار، هذا هو الذي يريدون.

 محاضرة.. [يوم القدس العالمي]

 

** من محاضرات الشهيد القائد / السيد حسين بدر الدين الحوثي

قد يعجبك ايضا