عندما يصبح المنقذ هو القاتل.. الأمم المتحدة تذرف دموع التماسيح على أطفال اليمن
| صحافة |
في عام 2017 أدرجت الأمم المتحدة تحالف العدوان السعودي على القائمة السوداء لقيام هذا الاخير بارتكاب الكثير من الجرائم الوحشية ضد أبناء الشعب اليمني ومهاجمة عشرات المدارس والمستشفيات، لكن الأمين العام للأمم المتحدة بعد ذلك قام بشطب اسم التحالف الغاشم الذي تقوده السعودية من القائمة السوداء، وفي هذا الصدد، أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، أن قيام الأمين العام للأمم المتحدة بحذف اسم تحالف العدوان من القائمة السوداء، على الرغم من استمراره في قتل المدنيين في اليمن، يعتبر وصمة عار في صفحة هذه المنظمة العالمية.
ولفتت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إلی أن ازدواجية الأمم المتحدة في تعاملها تجاه تحالف العدوان السعودي تنبع من تلقيها الكثير من الأموال والرشاوي من الریاض. وخلال السنوات الماضية تجاهلت الأمم المتحدة معاناة أبناء الشعب اليمني الذين يعيشون تحت وطأة حصار خانق وهذا الأمر يؤكد أن الأمم المتحدة منحازة بالكامل لدول العدوان ولها دور في قتل الاطفال اليمنيين.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية أن معاناة أطفال اليمن في تزايد مستمر بسبب حرب وحصار تحالف العدوان السعودي على اليمن في ظل صمت وتواطؤ الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. حيث قالت منظمة الصحة العالمية، يوم الأحد الماضي، إن “سوء التغذية الحاد بلغ مستويات قياسية في اليمن”. متوقعة أن يعاني 2.25 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد هذا العام. وأفادت الصحة العالمية، في تغريدة على تويتر، بأن “سوء التغذية الحاد يبلغ مستويات قياسية في اليمن متسبباً بخسائر كارثية للأطفال دون الخامسة”. وأضافت إنه “من المتوقع أن يعاني ما يقرب من 2.25 مليون طفل دون سن الخامسة في اليمن من سوء التغذية الحاد خلال عام 2021”.
وكانت الأمم المتحدة قد كشفت انحيازها الواضح إلى جانب تحالف العدوان، عندما أخرجت السعودية والإمارات من قائمة منتهكي حقوق الأطفال، رغم الجرائم الواضحة التي يرتكبها التحالف بحق أطفال اليمن.
ويعتقد عدد من المراقبين أن تناقضات الأمم المتحدة بالتستر على قتلة اطفال اليمن تارة، والتباكي على اولئك الأطفال، يكشف مستوى الضحالة الاخلاقية التي باتت تسير عليها الأمم المتحدة، باتخاذ اطفال اليمن أداة للتسول، بغرض إثراء جيوب مسؤولي الأمم المتحدة. وخصوصاً أن المنظمات الدولية العاملة في اليمن، تواجه اتهامات بالمتاجرة بالأزمة الإنسانية التي صنعها التحالف في اليمن.
وعلى صعيد متصل، ذكر العديد من المراقبين، أن الأمم المتحدة شريك أساسي في الابادة الجماعية التي تحدث للشعب اليمني من خلال صمتها وموافقتها على الحصار الجائر الذي تفرضه قوات العدوان على ميناء الحديدة منذ اكثر من خمس سنوات ونصف السنة والذي بدوره يهدد بكارثة انسانية بكل المستويات والمقاييس وعلى راس ذلك القطاع الصحي.
وأكد اولئك المراقبين، أنه لن تعود الحياة والحق في العيش على هذه الارض الا بالقضاء على الشرذمة التي تدعي أنها إنسانية وهي اليد الاساسية في كل الخراب في العالم. وطالب المراقبين الاحرار والكتّاب بتعرية الامم المتحدة أمام الملأ وكشف مخططاتها والجرائم التي تقوم بها.
وعلى هذا المنوال نفسه، أكد عدد من المسؤولين في حكومة الانقاذ الوطنية اليمنية، أن الأمم المتحدة منذ بداية العدوان منحازة بالكامل لدول العدوان نتيجة الهيمنة الأميركية على القرار الاممي. وقالوا، إن “الموقف الأممي تجاه العدوان على اليمن، لم يعد صامتاً بل بات متحاملاً على الضحية لمصلحة القاتل”، مشيرين الى أن المال السعودي والاماراتي يستلب القرار الأممي الى حد كبير وهذا ورد على لسان الأمين العام السابق للأمم المتحدة بانكي مون الذي أزال السعودية من قائمة العار لانتهاكات الأطفال بعد تهديدات السعودية بوقف التمويل لها وتمت ازالتها خلال أيام.
ولفت المسؤولون اليمنيون في حكومة صنعاء إلى أن الوضع العام وخصوصاً الوضع الصحي ينذر بكارثة ولا سيما مع تفشي وباء كورونا الذي تسببت دول العدوان بدخوله الى اليمن والان تساهم في انتشاره من خلال منعها كل الاحتياجات اللازمة لمواجهته واخرها ازمة الوقود التي تسببت الى الان بوقف جزئي للكثير من المرافق الصحية التي هي في الاساس ضعيفة جدا وقليلة جدا نتيجة استهدافها بالغارات منذ بداية العدوان.
وأكد المسؤولون اليمنيون أن استمرار ارتكاب هذه المجازر الوحشية بالتزامن مع محاولات الأمم المتحدة تبييض سجل العدوان الوحشي والإجرامي دليل قاطع على سقوط الأمم المتحدة، وعجزها عن إيقاف شلال الدم اليمني للعام السادس على التوالي، وعدم احترامها لمواثيقها ونقضها لمبادئها، طالما والدول المهيمنة تستفيد من استمرار إراقة الدم اليمني. وحمّلوا كلاً من تحالف العدوان والأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإنسانية ذات الصلة المسؤولية الكاملة لما سيترتب من خطوات مشروعة لردع صلف العدوان وحماقته المتواصلة بحق اليمن أرضاً وإنساناً، داعيين الأبطال المجاهدين من الجيش اليمني واللجان الشعبية والقوة الصاروخية سلاح الجو المسير وأحرار الشعب إلى ضرورة الرد، ومواجهة العدوان وأدواته، بكل ما من شأنه ردع العدوان والاقتصاص لشهدائنا وجرحانا.
وهنا يقول وزير الصحة الدكتور طه المتوكل: إن الأمم المتحدة تتباكى على الشعب اليمني، ويتساءل ماذا صنعت أمام ما تدّعيه من أرقام؟ وماذا قدمت من مساعدات؟ مُشيراً إلى أن مسؤولية الأمم المتحدة هي تقديم المساعدة للشعوب لا ذرف الدموع كما تفعلُ في اليمن. ويشير الوزير المتوكل، إلى أن الأمم المتحدة تتحدّث عن توقع أسوأ كارثة في اليمن نتيجة كورونا وتتجاهل قتل اليمنيين لخمس سنوات وتضرب بعرض الحائط تقاريرها منذ بداية العدوان والحصار. ولفت إلى أنه خلال الفترة الماضية، شاركت الأمم المتحدة في مؤتمر عقد بدولة العدوّ السعودي وسمي بمؤتمر المانحين للتسول باسم الإنسانية في اليمن، لكن الأمم المتحدة لم تقدم شيئاً لليمن، سواء للقطاع الصحي أو غير ذلك، وكان حرياً بها أن تساعد اليمن ولا سيما في ظل ما يعانيه من انتشار لوباء كورونا.
ومن جانبه، اتهم الدكتور “عبد العزيز بن حبتور” رئيس حكومة الإنقاذ الوطني في صنعاء، الأمم المتحدة بالتواطؤ إزاء الجرائم بحق الإنسانية في اليمن. وقال “بن حبتور”: “إن الصمت المريب الذي تنتهجه المنظمات الحقوقية والإنسانية عند كل مجزرة يتعرض لها اليمنيون ومع كل جريمة حرب ترتكب بحق النساء والأطفال يعزز اليقين لدى الجميع بأن الصمت الأممي هو القاتل الحقيقي للشعب اليمني”.
وأضاف: “تحالف العدوان لا يمكنه التمادي في ارتكاب المذابح الجماعية للمدنيين إلا نتيجة ثقته بتواطؤ المنظمات الأممية وتغاضيها مدفوع الثمن عن كل جرائم الحرب اليومية التي يتباهى العدوان باقترافها على مرأى ومسمع العالم”.
ومن جانبه، ذكر “محمد عبد السلام” رئيس الوفد اليمني المفاوض، أن الأمم المتحدة شريك أساسي في الابادة الجماعية التي تحدث للشعب اليمني من خلال صمتها وموافقتها على الحصار الجائر الذي تفرضه قوات العدوان على ميناء الحديدة منذ اكثر من خمس سنوات ونصف السنة والذي بدوره يهدد بكارثة انسانية بكل المستويات والمقاييس وعلى راس ذلك القطاع الصحي. وأكد “عبد السلام” أنه لن تعود الحياة والحق في العيش على هذه الارض الا بالقضاء على الشرذمة التي تدعي أنها إنسانية وهي اليد الاساسية في كل الخراب في العالم. وطالب “عبد السلام” الاحرار والكّتاب بتعرية الامم المتحدة أمام الملأ وكشف مخططاتها والجرائم التي تقوم بها.
وفي الختام، يمكن القول إن حكومة صنعاء لا يمكنها أن تعوّل ابداً على الأمم المتحدة في تحقيق اي تقدم نحو السلام العادل ولن تعّول عليها في أي أمر في ظل الهيمنة الأميركية والمال السعودي عليها والذي اخرجها تماما عن دائرة الاستقلال . وما استمرار قيادة صنعاء في مجاراة الأمم المتحدة إلا من باب التأكيد على حسن نواياها وعلى رغبتها الحقيقية في الوصول إلى السلام العادل والمشرف، وهو في ذات الوقت تأكيد على أن المواجهة والصمود هو خيارها الوحيد من دون السلام العادل وأن على تحالف العدوان والامم المتحدة أن يعلموا أن الاستسلام غير وارد ولا وجود له في كل قواميسها أياً كانت النتائج التي تتمخض عن هذا الموقف الاساسي والمبدئي لليمنيين قيادة وشعباً.
المصدر: الوقت