تجسيد الولاية في الجانب الاقتصادي (4)
موضوع القيادة موضوعٌ مُهمٌ جداً:
في موضوع الصراع مع الأعداء، يُبَيِّن الشهيد القائد أنَّ موضوع القيادة موضوعٌ مُهمٌ جداً، وأنَّ الله عزَّ وجلَّ هو من يتولى موضوع القيادة بشكلٍ مُباشر؛ لأنَّها قضية مُهمة، وحساسَّة، تحتاج إلى رعايةٍ، وهدايةٍ من الله عزَّ وجلَّ، وأنه من يرسم طريق القيادة، ويتولاها، حتى يستطيع النَّاس أنَّ يكونوا من حزبه، ويحظوا بنصره، وتأييده.
ويُؤكِّد الشهيد القائد على ضرورة أنَّ يكون للأُمَّة، قيادةٌ تفهم شمولية الصراع مع الأعداء، وتعمل على بناء الأُمَّة، لتكون بمستوى المواجهة الحضارية لأعدائها، وتتمكن من مواجهة أعدائها، وقهرهم، برؤيةٍ صحيحةٍ، وشاملةٍ، كما كان الإمام الخُميني “رحمة لله علیه”، حيث يقول في درس (يوم القدس العالمي):
– “لاحظوا بعد أن دعا الإمام الخميني إلى إحياء هذا اليوم هل اهتمت الدول العربية أن تستجيب لرجل عظيم مخلص، رجل هَزّ الغرب فعلاً، رجل أرعب أمريكا، وأرعب دول الاستكبار كلها، وأرعب إسرائيل بحكمته, بشجاعته, برؤيته الصحيحة, في جعل الأمة بمستوى المواجهة الحضارية لأعدائها، في جعل الأمة قادرة على أن تقف على أقدامها مستقلة لا يهيمن عليها أحد من أعدائها، لا أمريكا, ولا بريطانيا, ولا إسرائيل, ولا غيرها”.
– “الإمام الخميني عندما نهض برؤية صحيحة، وعرف بأن هذه الأمة أصبحت في صراعها مع اليهود في صراع حضاري، صراع حضارات, لم يعد صراعاً عسكرياً أصبح صراع أمة, صراع حضارة، قال: لا بد لهذه الأمة أن تتجه نحو الاكتفاء الذاتي، لتعتمد على نفسها في مجال غذائها فتهتم بالزراعة تهتم بالتصنيع، في كل المجالات، تهتم بالتصنيع العسكري، تهتم بالتصنيع في مختلف الأشياء التي يحتاجها الناس لتكون بمستوى المواجهة…”.
وفي سياقِ ذلك، يُبيِّن الشهيد القائد أن من أسباب نجاح الجمهورية الإسلامية في إيران، في مجال تحقيق التنمية الاقتصادية يعود إلى وجود قيادة تستطيع أن تبني الأُمَّة من جديد، كما استطاع الإمام الخُميني، حيث يقول:
“لا بد أن تبرز قيادة تستطيع أن تبني الأمة من جديد كما استطاع الإمام الخميني، ولقد كان الإمام الخميني (رحمة الله عليه) رحمة من الله, وحجة على هذه الأمة العربية لو عرفت قدره، قائد عظيم، ورؤية صحيحة، وشعب قوي في ثرواته, في أعداده, وفي قوته، الإيرانيون معروفون بقوتهم في القتال، وشعب يمتلك ثروات هائلة، وقيادة حكيمة قوية…”.
ويُؤكِّد أن مثل هذه القيادة يهمها أمر الحياة بالنسبة للنَّاس أكثر ممَّا تهتم بنفسها، وأنها تهتم بأن تبني الأُمَّة، وتجعلها قوية، وعزيزة، حيث يقول:
“ترى الشخص الذي يمكن على يديه فعلاً أن تبنى الأمة بناء أمة عظيمة.. وهكذا من يكون على هذا النحو هم من يبنون الأمم العظيمة فأين إيران الآن عن إيران قبل الثورة الإسلامية بفارق بسيط هو أقل من عمر ملك واحد ممن سادوها وحكموها قبل الثورة الإسلامية. أليس هؤلاء هم من يبنون الحياة ويبنون الرجال ويبنون الأمم؛ لأنه يهمهم أمر الحياة بالنسبة للناس أكثر مما تهمهم أنفسهم، هم من يهمهم أن يجعلوا الأمة قوية وعزيزة فيبنوا الأمة فتصبح أمة قوية تمثل في بناءها حزب الله.
ارجع حتى تتأكد من هذا إلى الأمثلة الكثيرة في واقع الحياة أمامك هنا وهناك تجد فعلاً أن {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} أليس هذا الرقم الثالث {وَالَّذِينَ آمَنُوا} هو بداية التولي الحقيقي لرسول الله ثم لله سبحانه وتعالى على نحو تصاعدي، التولي للذين آمنوا تولياً صادقاً يجعلك فعلاً بالشكل الذي أنت فيه متولٍ للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) والرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) عن هذه القناة يجعلك بالشكل الصحيح الذي تكون عليه صادق الولاء لله سبحانه وتعالى”( دروس سورة المائدة، الدرس الثاني).
ويُبيِّن الشهيد القائد أن الإمام الخُميني كان يهتم بأن يبني الأُمَّة، ويجعلها قوية، وعزيزة، يقول:
“ترى الشخص الذي يمكن على يديه فعلاً أن تبنى الأمة بناء أمة عظيمة.. وهكذا من يكون على هذا النحو هم من يبنون الأمم العظيمة فأين إيران الآن عن إيران قبل الثورة الإسلامية بفارق بسيط هو أقل من عمر ملك واحد ممن سادوها وحكموها قبل الثورة الإسلامية. أليس هؤلاء هم من يبنون الحياة ويبنون الرجال ويبنون الأمم؛ لأنه يهمهم أمر الحياة بالنسبة للناس أكثر مما تهمهم أنفسهم، هم من يهمهم أن يجعلوا الأمة قوية وعزيزة فيبنوا الأمة فتصبح أمة قوية تمثل في بناءها حزب الله”.
ويُضيف بالقول:
“…أولم تصل إيران الآن إلى دولة صناعية، ودولة منتجة، ودولة مصدرة لمختلف المنتجات؟ دولة استطاعت الآن أن تهدد أمريكا فعلاً…”.
وفي سياق ذلك، يُبيِّن الشهيد القائد المواصفات، والمعايير الإلهية، التي يجب أن تتوفر في القيادة القادرة على بناء الأُمَّة، يقول:
– “الإمام الخميني عندما جاء – وهو رجل من هذا النوع [يقيم الصلاة]، رجل كماله كمالاً دينياً، كمالاً على وفق هدى الله سبحانه وتعالى – ما الذي حصل في إيران؟”.
– “{وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} ثم هؤلاء على أيديهم هم.. لاحظوا، متى ما كانت قيادة الناس من هذا النوع فهم من يعرفون كيف يبنون الأمة لتصبح فعلاً أمة قوية”.
ويُشير الشهيد القائد إلى أنَّ:
“الإمام الخميني جاء بكلمة مهمة قال: (يجب علينا أن تكون معاييرنا إلهية) هي هذه المعايير الإلهية التي قُدِّمَت هنا {والَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} شخص يهمه أمركم، حتى الواحد منكم وإن كان داخل أهم عبادة من العبادات لا ينشغل عنكم؛ لأن ما يُقدم لنا في الانتخابات وفي تنميق الآخرين لأنفسهم لدينا ما هي؟. هي معايير ليست إلهية معايير مادية، هي ليست أكثر من تقديم قطعة لحم لسمك لتُؤكل هي، نقول: تمام.. ثم نرى في الأخير أنه حتى ولا وعد واحد يحققه من الوعود التي وعد بها: إن شاء الله في عام 1986 م كما قال علي عبد الله يوم زار صعدة ستكون صعدة كلها شبكة واحدة بالكهرباء!.. [87 و 89 و90 و91]، ونحن لنا كم؟ سبع سنوات متابعين في كهرباء لمنطقة, سبع سنوات! جلسنا سبع سنوات نتابع في الكهرباء”(دروس سورة المائدة، الدرس الثاني).
وفي خضمِّ ذلك، يُؤكد الشهيد القائد بأنَّه يجب أنَّ تكون المعايير إلهية في مُختلف الأشياء، حتى لا تُخدع الأُمَّة، يقول:
“يجب علينا أن تكون معاييرنا إلهية، هذه في هي حد ذاتها تستدعي لها وقتاً طويلاً نتفهم جميعاً كيف يجب علينا أن تكون معاييرنا إلهية في مختلف الأشياء حتى لا نخدع؛ لأن فرعون إنما خدع قومه في مواجهة موسى بمعايير مادية {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ . أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ} مسكين {فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ}، أليست هذه كلها مظاهر مادية؟ أن يكون معه حاشية وخدم وموكب مثل ما معي يكون معه موكب من الملائكة, وأساور من ذهب وأشياء من هذه، هكذا يُخدع الناس دائماً بالمعايير المادية، التي هي في حد ذاتها لا يعطى إلا القليل منها على أيدي من يخدعون بها أو ينمقون أنفسهم أمامنا بالحديث عنها.متى ما كانت المعايير التي نتعامل من خلالها مع الآخرين معايير إلهية فسيتحقق الكثير على يد من لديهم مبادئ إلهية مترسخة في أعماق نفوسهم، تجعل نفوسهم محطاً لأن يهتموا بالآخرين وإن لم يكن يعرفون الآخرين ولا يعرف الآخرون أسماءهم ولا أشكالهم. لاحظوا، الإمام علي هو آتى الزكاة وهو راكع؟ هل هو يتلفت إلى الفقير ويعرف من هو؟ أو الفقير نفسه يعرف من هو هذا؟. أليست هذه هي في حد ذاتها تبين لنا؛ لأنه أحياناً قد يقدم لك هذا خدمة لأنه يعرفك وتعرفه معرفة فيستحي منك أن تعرفه ثم لا يعطيك شيئاً، علي وهو أثناء الركوع ميزة أكثر من لو أعطاه وهو أثناء القيام، لو تعرّض له الفقير وهو أثناء القيام في الصلاة ربما لاتجه الفقير إليه لمعرفة ملامحه ربما يكون لديه شيء، أو ربما رأى الفقير فرأى حالته الرثّة فأشفق عليه.. لكن لا.. هو في حالة الركوع وعادة يكون الإنسان الذي يركع لا يبصر إلا الأرض، سمع بفقير يسأل، هذا الفقير لا يراه وهو لا يراه فيؤشر بيده إليه ليأخذه. هكذا يكون من نلحظ فيهم أن تكون نظرتنا إليهم من منطلق المعايير الإلهية, التكامل الإلهي من خلال ما ترسخ في نفوسهم من قيم الإسلام ومبادئه، هم من سيهتمون بمن لا يعرفهم ولا يعرفونه”.
ويُضيف بالقولِ:
“سنُخدع لأنهم يخاطبوننا كما يخاطب الصياد السمك، ما الذي يعمل الصياد للسمكة؟. ما هو يقدم لها لحم؟ يقدم لحم يقدم لها طعام ويرسل الشبكة إلى هناك فتلتف حوله السمك، ألم يقل للسمك: أنا أعطيكم طعاماً، أعطيكم لحماً أفضل من أن تبحث عن عشب من أعشاب البحر تأكلها؟ نحن سنعطيك لحمة هي هذه، فتلتف السمك حوله فمن وقع في شراكه يأكله هو، هذا الذي يحصل، تقع في شراك هؤلاء فيأكلوك، ولكن بأساليب متعددة.ما الدليل على أنه يأكلني؟ أنه عندما يطلع أراه بعد فترة وإذا لديه سيارات فخمة، وقصور فخمة، وممتلكات كبيرة وكان جندياً مسكيناً ثم يتحول إلى تاجر صاحب رأس مال كبير فعرفت أنه هو أصبح كذلك الصياد الذي قد سَمُنَ وأصبح جسمه كبيراً من خلال ماذا؟ وهو يأكل أسماك تلك الأسماك التي تتجه نحو الشراك نحو شبكته التي فيها قطعة لحم من عجل تبدو للسمك جميلة ولذيذة؛ لأنها لا تعرف مثلها في البحر، لهذا لما كانت القضية هذه هامة أن الناس يُخدعون بمثل هذه الأشياء” (دروس سورة المائدة، الدرس الثاني).