السيد نصر الله : لتشكيل حكومة خلال أيام وعلى الجميع تقديم التنازلات
موقع أنصار الله – متابعات – 7 محرم 1443 هجرية
اعتبر الأمين العام لحزب الله، سماحة السيد حسن نصرالله، أن ما حصل اليوم في عكار في بلدة التليل يفرض نفسه علينا جميعا وبالتأكيد على مجلسنا هذا الذي يحيي ذكرى المظلومية والآلام والثكل والغربة.
وفي كلمته خلال الليلة السابعة من محرم في المجلس المركزي الذي يقيمه حزب الله في باحة عاشوراء، أشار سماحته إلى أن ما حصل في التليل محزن ومؤلم لكل إنسان، متوجهًا “من مجلسنا إلى أهلنا في عكار والعائلات الكريمة التي فقدت أحبتها والجيش اللبناني الذي فقد عددًا من أفراده نعزيهم بالشهداء المظلومين ونتضامن معهم ونعبر عن مواساتنا ونتضامن مع الجرحى الذين يعانون”.
وأضاف سماحته “نضع أنفسنا وإمكانياتنا ومؤسساتنا في خدمة أهلنا في عكار، ونحن جاهزون لأننا أهل وهذه الآلام هي آلامنا وأحزاننا”.
السيد نصرالله رأى أنه المطلوب تحقيق للكشف عن ملابسات حادثة التليل ومعاقبة المقصرين، والأهم مساعدة المصابين وتضميد الجراح واستيعاب هذه الحادثة إنسانيًا وإجتماعيًا، والأهم كذلك أخذ العبرة والدرس حتى لا تتكرر في منطقة أخرى.
وتابع قائلًا “بدل أن تتداعى القوى السياسية والمسؤولون ووسائل الإعلام للملمة الجراح ومواساة المصابين واستيعاب الحادثة، بدأ كالعادة في لبنان التراشق الإعلامي والشتائم والاتهامات والسباب والتوظيف السياسي والعبارات الجارحة”، معتبرًا أن هذا “أمر محزن في بلدنا ونحن صرنا بلد عجيب غريب”.
ولفت إلى أنه منذ الصباح نشهد تصفية حسابات وهذا لن يدفع خطرًا ولن يعالج مشكلة بل يعمق الحساسيات والصراعات وخصوصًا عندما يتغذى بالتحريض الطائفي والمذهبي.
سماحته شدد على أن “هذه الحادثة المأساوية يجب أن تشكل عاملًا حاسمًا في الضغط على المعنيين في تشكيل الحكومة من أجل تشكيل حكومة خلال أيام قليلة، معتبرًا أن “هذا البلد لم يعد يحتمل وهنا الكلام للجميع، لعبة الوقت انتهت وأي شيء آخر أو مكسب سياسي أو طائفي لم يعد يجوز أن يفكر فيه إنسان”.
كما رأى سماحته أن “أول رسالة وعبرة من دماء هؤلاء الشهداء المظلومين وآهات الجرحى هو أن شكلوا حكومة خلال يومين أو ثلاثة أيام، وإلا سنكون جميعًا نرتكب جميعًا بحق هذا البلد.. شكلوا حكومة بأي شكل وأي ثمن، ماء وجه الجميع مرتبط بتشكيل حكومة وكل واحد يتفضل يضحي”.
وأضاف سماحته “نحن في الفوضى والانهيار لكن مقدار الفوضى ما زال مقدورًا عليه.. الحل في تشكيل حكومة واجتماع الحكومة واتخاذ القرار المناسب في موضوع الدعم والبطاقة التمويلية.. البلد فيه فراغ في السلطة”.
الأمين العام لحزب الله أكد أن “الطريق الوحيد لمنع الفوضى وإدارة الأزمة هو تشكيل الحكومة، نعم هناك عقوبات وحصار خارجي ومؤامرة خارجية لكن مصيبتنا في لبنان أن لدينا حصار وعقوبات خارجية ولدينا عجز وفشل داخلي، عجز وفشل في السلطة سموه ما شئتم ولا أتحدث عن جهة محددة”.
وأضاف “ليس لدينا لا سلطة حلّ أزمة ولا حتى سلطة إدارة أزمة، منذ أسابيع الناس تتجمع على محطات المحروقات والناس متروكون لمصيرهم، هذا يعني العجز والفشل، لا يوجد من يعمل أو يتحمل المسؤولية أو يبادر”، وتابع قائلًا “يجب تشكيل حكومة خلال أيام في أسرع وقت ممكن وعلى الجميع تقديم التنازلات المطلوبة”.
واعتبر سماحته أن “كثيرًا من الناس في لبنان شركاء في تحمل المسؤولية والعنوان العريض هو الطمع والجشع الذي لا حدود له عند كثيرين وفي كل المناطق وكل الطوائف وهذا موجود في كل الطوائف والمناطق”.
ونوّه إلى أن أغلب الشركات والمحطات وهؤلاء الذين أخذوا من طريق الناس البنزين والمازوت للمتاجرة به في السوق السوداء هم شركاء في الشجع والطمع، وأن ما حصل منذ عدة اسابيع إلى اليوم أن أغلب الشركات كانت تسلم المحطات المحروقات وتخزّن وتحتكر الكثير منها، وأغلب المحطات كانت تبيع للناس وتخزّن وتخبئ، وهناك أناس اشتروا من المحطات عشرات ومئات الغالونات وخزنوا في بيوتهم وفي المستودعات.
المصدر: العهد