حرب الشائعات كيف نواجهها ؟

موقع أنصار الله || مقالات ||   عبدالملك العجري
في ازمنة الحروب والازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تضرب المجتمعات يكون الوضع النفسي لمعظم افراد المجتمع مهيأ لاستقبال الشائعة بالقبول والتعامل معها كحقائق يقاتل في سبيلها .
يشخص ابو العلاء المعري انعكاسات الوضع السياسي والاجتماعي المأزوم في عصره نتيجة للاضطرابات التي فككت المجتمع الإسلامي ,وموجة الجدل الديني التي عمت الحواضر الاسلامية ,على حال طائفة واسعة من المجتمع, فيقول “شققت جيب الأرضِ منِ اَقصیَ دياري اِلیَّ مصر وَ شاهَدْتُ الناسَ بَيْنَ رَجلينِ اِمَّا مُنتحلَ لشريعةٍ صَبَاً اِليها و لَهِج بها اِلی الحد الّذي، اِن قيل لَه مِنْ اَخبارِ: شرعِهِ: اِنّ فيلاً طارَ، اَوْ جملاً باضَ، لَمَا قابَلَهُ اِلاَّ بالقبول و التصديق و لكانَ يُكفِّرُ مَنْ يَرَيَ غَيْرَ رَأيِهِ فيه و يُسفّهُه وَ يلْعَنُه”
الازمات المتتابعة والمتناسلة والحرب العدوانية على اليمن افرزت مناخا سياسيا متشبعا بهواجس الارتياب والتربص والتأويلات الباطنية للمواقف ,والكهانة السياسية التي تتكلف الغوص في ظاهر الحدث وباطنه , وقراءة النوايا وما في الصدور ,فوق ان وسائل التواصل الاجتماعي وفرت وسيلة سهله لصناعة الاشاعة السياسية وترويجها .
لذلك من المهم في سياق حرب الشائعات التي تروجها الامبراطورية الاعلامية لقوى العدوان ومولايهم من اليمنيين في الداخل والخارج تركيز الجهود على دحض تلك الشائعات ذاتها وتوضيح الحقيقة لا الاستغراق في والتجريح الشخصي و النيل من مروجي هذه الاشاعات الا بقدر ما له علاقة بتفنيد الشائعات .
على سبيل المثال مقابلة محمد عبد السلام رئيس وفد انصار الله في مشاورات الكويت جاءت في توقيتها المناسب بعد ان اخذت الشائعات مأخذها والتكهنات تسير يوما باتجاه الشمال ويوما باتجاه الغرب وكل طرف يؤلها انطلاقا من خلفيته النفسية او السياسية خاصة ما يتعلق بالتفاهمات الحدودية .
وقد راينا كيف ان المقابلة نجحت الى حد كبير في وضع حد للتأويلات المسرفة ,والسبب انها اولا ركزت على توضيح ملابسات المحادثات ودحض الشبهات والتأويلات والاستفهامات المثارة حولها ,ولم يشغل نفسه كثيرا بمهاجمة الجهات التي تقف خلفها

قد يعجبك ايضا