مَن المخطط والمهندس للعدوان؟ ومن المنفذ؟
عندما أتى الإعلان، أتى الإعلان من واشنطن، وكان المعلن سعودياً: (عادل الجبير)، عادل الجبير، معبِّراً عن النظام السعودي، أعلن من واشنطن، قبل أن يكون الإعلان من الرياض، أعلن من واشنطن التبني لهذا العدوان، وهذا الإعلان بهذه الطريقة: معلن سعودي من واشنطن، يكشف ويبين هوية هذا العدوان ومن وراءه، وهذه حادثة غريبة، لربما كان هناك تدخل إلهي لفضح من ينفِّذ، ومن يقف خلفه، ومن خطط لهذا العدوان.
السعودي تبنى هذا العدوان، وأعلن أنه يقود التحالف في هذا العدوان، ولكنه أعلن من واشنطن؛ ليتجلى أنه منفِّذ لهذا العدوان تحت إشرافٍ أمريكي، وليتضح، عندما كان الإعلان من واشنطن، قبل أي منطقة أخرى، بما فيها قبل أن يكون من الرياض، أو من أبو ظبي… أو من أي عاصمة أخرى، هذا يوضح بشكلٍ كافٍ أنَّ الأمريكي هو يتبنى في الواقع هذا العدوان، وأنه يشرف عليه بشكلٍ كامل، وأنه يقف وراءه بكل ما تعنيه الكلمة، وليس وحده، هناك إلى جانب الأمريكي الإسرائيلي والبريطاني، إلَّا أنَّ الأمريكي عادةً ما يكون هو كبيرهم، الذي علمهم المكر، وعلمهم الكفر، وعلمهم الشر، ويدير عملية الاستكبار والظلم والاستهداف لأمتنا بشكلٍ عام.
فنحن نعرف ما قبل هذا العدوان، كان هناك تحريض من قبل العدو الإسرائيلي على الاستهداف لليمن، وحديث عدائي جدًّا عن اليمن، وكان معلناً، وكان يتحدث بعضٌ من المسؤولين في كيان العدو الإسرائيلي، وعلى رأسهم (بنيامين نتنياهو) نفسه، كان يتحدث بعدائية، وبتحريض كبير ضد الشعب اليمني، وضد ثورته الشعبية المنتصرة المظفرة، التي أعادت له الاستقلال والحرية، فكان العدو الإسرائيلي يتحدث بانزعاج شديد من تلك التطورات التي كانت لصالح شعبنا، وكان يتحدث بانزعاج شديد، وعادةً الإسرائيلي عندما يكون منزعجاً جدًّا من شيء، هو يتجه للمؤامرة، وللمكر، وللاحتيال، وللتدابير العدائية، هو يعمل بشكل عدائي، وليس فقط يعبَّر عن انزعاجه، ويعبِّر عن قلقه، ثم يهدأ في مكانه، لا.
ولذلك لا شك أنَّ هناك دور إسرائيلي، ودور بريطاني، ودور أمريكي مُشتَرك، في هندسة هذا العدوان، وفي التخطيط لهذا العدوان، وفي إعداد هذه المؤامرة، لكن لكي يتفادى ثلاثتهم (الأمريكي، والإسرائيلي، والبريطاني) الكلفة المتوقعة لهذا العدوان، والتبعات السلبية له، اختاروا أن يكون المنفذ طرفاً آخر، طرفاً يتحمل كل الكلفة، ويقدم لهم هم الأرباح في ذلك؛ لكي يكونوا طرفاً يستفيد، ولا يخسر، يكسب، ولا يقدِّم شيئاً بالمجان، فهم اختاروا أن يكون هذا الطرف طرفاً يمتلك الإمكانات اللازمة على المستوى المادي، ويمتلك أيضاً بعض الإمكانات والظروف والعوامل التي تساعد على تنفيذ هذه الجريمة الكبيرة بحق شعبٍ عظيم، هو الشعب اليمني المسلم العزيز.
اختاروا السعودي، ليكون هو من يتبنى عملية التنفيذ، ومن يباشر التنفيذ، من يدفع الكلفة، من يتحمل التبعات، واختاروا معه إلى جانبه الإماراتي ليكون كذلك، وتقبَّل النظام السعودية هذا الدور، وهم يعرفون كيف يجعلونه يتقبل، وسنأتي أيضاً إلى المزيد من الحديث عن هذه النقطة.
فهذه هي البطاقة التعريفية الحقيقية لهذا العدوان: أنَّ المصمم والمخطط والمهندس لهذا العدوان، هو الأمريكي، والإسرائيلي، والبريطاني، وأنَّ الذي يشرف عليه هو الأمريكي، وأنه بقي دور للإسرائيلي وللبريطاني، في المساهمة في هذا العدوان، والاشتراك فيه، بأشكال ووسائل يمكن أن نتحدث عن البعض منها أيضاً في سياق هذه الكلمة.
أضف إلى ذلك: أنَّ المنفذ هو السعودي بشكلٍ رئيسي، معه الإماراتي؛ أمَّا الباقون فهم مستأجرون، البقية مستأجرون، سواءً من كانوا بشكل أنظمة، جيوش، جماعات، وبمن فيهم أيضاً داعش والقاعدة، والمتورطون في الخيانة من أبناء بلدنا، هم من تم استئجارهم، دفعت لهم مبالغ مالية، طُلِب منهم أن يشتركوا في إطار هذا الدور.
مسار العدوان منذ بدايته وإلى اليوم، هو مستمر ومتحرك وفق هذه التشكيلة، ووفق هذه الأدوار: الأمريكي يواصل دوره كمشرف، ويقدم الغطاء اللازم لهذا العدوان، على المستوى الدولي، وفي مجلس الأمن، وفي الأمم المتحدة، وبمستويات متعددة، الإسرائيلي يستمر في إسهامه ومشاركاته بطريقة أو بأخرى، البريطاني كذلك يواصل دوراً سيئاً وإجرامياً ونشطاً في هذا العدوان، والاستهداف لشعبنا، السعودي يواصل دوره ويقود عملية التنفيذ، ويباشر هذه العملية، معه الإماراتي إلى جانبه، ويواصل الآخرون، من هم مرتزقة، ومن هم مستأجرون، عملهم في إطار هذا الدور نفسه، في إطار هذا الدور نفسه.
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي