مقتضى الفطرة يحتم علينا مواجهة العدوان
شعبنا اليمني معني بكل الأحوال أن يدافع عن نفسه عن حريته، هو يُقتل فهل يبقى هكذا ليُقتل دون أن يكونَ له موقف، أرضه تُحتل هل يبقى هكذا متفرجاً، يُحتَلُ كُلّ بلده يحاصر يضايق هل يبقى هكذا متفرجاً، لا.. قدره ومسؤوليته وما يقتضيه إيْمَـانه وهو يمنُ الإيْمَـان، ما تقتضيه حكمته وهو يمن الحكمة أن يتحرك بكل جد بكل عزم بكل ثبات بإرَادَة قوية وبتضحية وبصبرٍ على كُلّ المعاناة؛ ليدافع ليواجه كُلّ هذه الأخطار كُلّ هذه التحديات وأن يقفَ ويتصدى لأولئك المجرمين الذين بدون حق أتوا ليعتدوا عليه ويحتلوا أرضَه ويقتلوا أَبْنَاءه، فكان من لازم المسؤولية ومن مقتضى الفطرة ومن واجب الدين أن يقفَ موقفَ الثبات وأن يتصدى لهذا العدوان، وطالما استمر هذا العدوان بحصاره وغاراته واعتداءاته وكل تفاصيله الإجْرَامية فإن شعبنا اليمني معنيٌّ وله الحق في ذلك ومسؤولٌ أمام الله تعالى بأن يتصدَّى لأولئك المجرمين.
إن اللهَ لا يأذن لعباده المؤمنين لا يأذن لشعبنا أن يقف مكتوف الأيدي وخانعاً ومستكيناً لأولئك ليفعلوا به كُلّ ما يشاءون ويريدون، ليتفرج تجاه جرائم القتل والإبادة الجماعية والتدمير الشامل وكل تلك الجرائم ليقف مكتوف الأيدي ومتفرجاً يصرخ ويصيح ولا يفعل شيئاً، لا.. مقتضى الإيْمَـان مقتضى الحق والواجب الديني يفرض على أَبْنَاء شعبنا أنه طالما كان هناك عدوان أن يتصدوا لهذا العدوان أن يقفوا بوجه أولئك المعتدين هذا هو الإيْمَـان هذه هي الإنْسَـانية هذه هي الحرية هذه هي الكرامة.
وشعبنا شعب الإيْمَـان وشعب الكرامة وشعب العزة وشعبنا اليمني العزيز والكثير من الاحرار والشرفاء من كُلّ التيارات والاتجاهات وفقت لهذا الموقف بينما للأسف الشديد ضاع البعض أضاعوا أنفسهم أضاعوا مستقبلهم أضاعوا تأريخهم واختاروا لأنفسهم أن يقفوا الموقف الذي وقفه كُلّ الخونة على مدى التأريخ. لو نأتي إلى تأريخ بلدنا إلى تأريخ اليمن وهو تعرض في ما مضى من التأريخ لاعتداءات واحتلال وَلغزو أجنبي، تقرأ تأريخ شعبنا العزيز فيما واجه في الماضي نجد أن موقف الخونة الذي باعوا أَوْطَانهم وشعوبهم ووقفوا مع الأجنبي المحتل مناصرين له وقفوا في صفه فقاتلوا أَبْنَاء شعبهم وغدروا بهم ووقفوا مع الأجنبي ناصروه قاتلوا معه ضحوا معه وفعلوا كُلّ شيءٍ معه وأساءوا إلى أَبْنَاء بلدهم لصالحه كانت مبرراتهم وأقاويلهم وادعاءاتهم وعناوينهم لا تختلف كثيراً عن ما يفعله خونة العصر الذين خانوا بلدهم مرتزقة هذه الأحداث الذين وقفوا الموقف السيئ.
لكن هل شفع لهم التأريخ هل سجلهم بتلك العناوين التي حملوها يوم وقفوا مع المتعدي الأجنبي على بلدهم مع الغازي الخارجي على بلدهم هل سجلهم التأريخ بعناوينهم تلك؟ لا لم يسجلهم بتلك العناوين كُلّ الخونة قدّموا لأنفسهم عناوين معينة تبريرية جعلوا منها لِحافاً يغطون به خيانتهم الشنيعة السوداء لكن التأريخ دَائماً يسجلهم كعملاء، وقفوا ضد بلدهم وكخونة خانوا شعوبهم وهذا ما حصل في تأريخ بلدنا وفي تأريخ بقية الشعوب والبلدان الذي عانت من الغزو الأجنبي والخارجي.
مقتبسة من محاضرة للسيد عبد الملك بدرالدين الحوثي بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك 1437هـ