إن كل خلل يحصل في نفسك سببه نقص في معرفة معنى (لا إله إلا الله)

لو تقرأ ما قرأت طول عمرك، ورصَّات الكتب بين يديك مجلد بعد مجلد وأنت لا تحظى برعاية من الله سبحانه وتعالى أن يعلمك هو، أن يرشدك هو، أن يهديك, أن يفهمك فإن غاية ما تحصل عليه قليل من العلم وكثير من الجهل.

كم سمعنا عن أشخاص في تاريخ الإسلام، كم تركوا من تراث من الكتب؟ وكيف عرفت حياتهم حتى قيل عن بعضهم: أن كراريس علمه بلغت أكثر من أيام عمره، أكثر من شخص قيل فيه هذا، ولكن لو تستعرض ما تركه تجد أنه كان بحاجة ماسة, في حاجة ماسة إلى أن يهتدي بالقرآن الكريم، وأن يستأنف حياته من جديد مع القرآن الكريم.

إن كل خلل يحصل سببه نقص في معنى (لا إله إلا الله) في نفسك، فترى الركام الذي تركه هذا، والركام الذي تركه ذاك، وتلك العبارات المنمقة عند هذا، والعبارات المنمقة عند ذاك، تراها وكأنها هي الحكمة، وكأنها هي الهدى, وكأنها هي الصواب، وترى وكأن القرآن الكريم الذي عايشته وأنت صغير, وقرأته وأنت ما تزال طفلاً, ما يزال فهمك محدوداً, ما يزال إدراكك للمعاني ضعيفاً، تتعامل معه وكأنه هو ذلك الكتاب الذي عايشته في الصغر فتنطلق بعد هذا, وبعد ذاك, وبعد تلك العبارات المنمقة، وبعد تلك المجلدات الطويلة، وكأن هناك الهدي, وكأن هناك الحكمة, وكأن هناك العلم.

وفي الحقيقة ـ كما أسلفت ـ نحن نعرف أشخاصاً كابن تيمية مثلاً من العلماء الذين عُرفوا بغزارة العلم ـ بالمعنى المتعارف عليه ـ أي: كثرة المقروءات، والكتابة، والحديث هنا وهنا، في هذه المسألة وتلك المسألة، لكنه كان يفتقد إلى أسس، إلى أسس ينطلق منها، أسس يرشد إليها القرآن الكريم، لينطلق منها هو وغيره من أمثاله ممن يمكن أن تلمس لديهم عقائد باطلة، أقوال غريبة، وجهة نظر شاذة.

 

السيد حسين بدر الدين الحوثي.

 

محاضرة : معرفة الله نعم الله صــ1.

قد يعجبك ايضا