السفارة الأمريكية تضاعفُ نشاطَ الاستقطاب في أوساط المجتمع: “تهويد” الشباب اليمني!
|| صحافة || صحيفة المسيرة
تكثّـفُ الولاياتُ المتحدة نشاطاتها الاستقطابية الموجَّهةَ ضد الشباب اليمني، في إطار الحرب الناعمة المنظَّمة لاستهداف الهُـوِيَّة الوطنية والدينية للشعب اليمني، وتدجين الكوادر الشابة لخدمة المشروع الأمريكي في البلد.
وتعتبر السفارة الأمريكية في اليمنِ أبرزَ الواجهات التي تستخدمها الولايات المتحدة لتنفيذ هذا النشاط العدائي، حَيثُ تقوم بتنظيم برامج ونشاطات تستهدف الشباب وتنطوي على أجندة استقطابية واضحة، ترقى إلى مستوى التجنيد.
من تلك النشاطات، البرنامج الذي أعلن عنه حساب السفارة الأمريكية في اليمن هذا الأسبوع، على تويتر، تحت عنوان “البيت الإبراهيمي” وهو برنامج يحصل فيه شبان من ديانات مختلفة على منحة زمالة للإقامة معاً في منزل مدعوم الإيجار، بغية السعي لمعرفة المزيد عن المعتقدات الدينية لبعضهم البعض أثناء ممارسة حياتهم اليومية”.
وبحسب موقع “شير أمريكا” الذي تديرُه وزارة الخارجية الأمريكية، فَـإنَّ شاباً يمنياً يُدعى “محمد السماوي” تم منحُه اللجوءَ في الولايات المتحدة، ليتم تقديمُه كواجهة قيادية لهذا البرنامج (بزعم أنه من بنات أفكاره)، حَيثُ يسعى السماوي من خلال هذا البرنامج، لـ”التقريب” بين أبناء الديانات الإسلامية واليهودية والمسيحية والبهائية وغيرها.
وبحسب الموقع، فقد استوحى السماوي فكرة “البيت الإبراهيمي” من بيت يهودي في أمريكا، يُدعى “بيت موشيه” يوفِّرُ لليهود الشباب مكانًا بتكلفة يسيرة للعيش فيه مقابل تنظيم فعاليات للبرامج اليهودية، حَيثُ التقى السماوي بمؤسّس هذا البيت “دانيال سيغيلمان” وقرّر أن يفعل المثل.
ويقول الموقع: إن مؤسّس “بيت موشيه” عرض على السماوي المساعدةَ “في التوجيه والإرشاد”!
لا حاجةَ للكثير من التحليل لرؤية الأغراض المشبوهة البارزة من وراء هذا البرنامج، بدءاً من تسميته التي ترتبط بشكل مباشر وبعيد تماماً عن الصدفة بالعنوان الرئيسي الذي اتخذته الولاياتُ المتحدة لترويج نشاط وصفقات التطبيع الرسمي والمعلَن مع العدوِّ الصهيوني “اتّفاقيات إبراهيم”.
وبالنظر أَيْـضاً إلى المنشأ اليهودي للفكرة وهُـوِيَّة الجهة “التوجيهية والإرشادية” فيها، تتضح بشكل جلي نوعيةُ نشاط الاستقطاب الموجه للشباب اليمني من خلال هذا البرنامج، وهي ليست المرة الأولى التي يتم اللجوء فيها إلى برامجَ مثلِ هذه ويتم تقديم واجهات محلية لتمريرها تحت شعارات “التعايش”.
والصورة التي يرسُمُها موقع “شير أمريكا” عن المدعو السماوي، تفصحُ بشكل وقح عن محاولة “ترميز” لأفكار موجهة ومعروفة، لتكون أفكاراً “شبابيةً” و”إنسانية”، مثل فكرة عزل التوجّـه السياسي عن الانتماء الديني تحت مسمى “التعايش”.
وبحسب الموقع، فَـإنَّ السماوي وغيرَه من المشاركين في البرنامج، يفترض بهم إقامةُ نشاطات مماثلة ونشر هذه الأفكار عند العودة إلى أوطانهم.
هذا نشاطٌ واحدٌ فقط من الأنشطة التي تموِّلُها الولايات المتحدة الأمريكية لاستقطاب واستهداف الشباب اليمني، وبصورة معلنة.
وقبل أَيَّـام أعلنت القائمُ بأعمال السفارة الأمريكية في اليمن، كاثي ويستلي، افتتاح مركَزٍ يُدعى “نقطة ماب” في جامعة تعز، لا يختلف كَثيراً عن برنامج “البيت الإبراهيمي” في حقيقة نشاطه.
وقد كادت ويستلي أن تفصحَ عن طبيعة الأهداف المشبوهة من وراء هذا المركز، عندما أعلنت أن “هذا المركز سيمثل حضوراً أمريكيا في اليمن بصورة لم تكن ممكنةً منذ إغلاق السفارة في صنعاء”!
وأوضح موقعُ السفارة أن الشبابَ الراغبين في المشاركة في المركز يُطلَبُ منهم “تقديمُ مقترحات للحصول على تمويل”، وهو تعبيرٌ مهذَّبٌ يعني عرضَ الخدمات والأنشطة التي يمكن أن يقدمَها الشباب والتي ترى السفارة أنها تستحقُّ دفعَ المال مقابلها.
والسفارةُ الأمريكيةُ ليست جهةً “غير مسيَّسة” حتى يتم تجاهُلُ المعايير الذي تستندُ إليها في تقديم التمويل للشباب، بل إن كُـلَّ نشاطاتها المعلَنة في اليمن تحمِلُ بوضوح الطابعَ الاستقطابي، والذي يتم من خلاله إغراءُ الشباب بالمال، ضمن أنشطة تتمحورُ كلها حولَ تطبيق وتبني أفكارٍ وأنشطةٍ تخدم في نهاية الأمر التوجّـه السياسي والعسكري والأمني للولايات المتحدة.