خيوط اللعبة في الكويت: الإرادة اليمنية في مواجهة الهيمنة الأمريكية
موقع أنصار الله || صحافة محلية_صدى المسيرة || إبراهيم السراجي
غادر وفد المرتزقة الكويت متوجها إلى الرياض. وقال المبعوث الاممي إسماعيل ولد الشيخ ان مغادرة الوفد لا تعني توقف المفاوضات وأن المشاورات ستتواصل مع وفدي انصار الله والمؤتمر والمجتمع الدولي.
هكذا لخص المبعوث الأممي كل ما حدث ويحدث في الكويت بعنوان كرره الوفد الوطني لأكثر من مرة بقولهم ان المفاوضات ليست مع المرتزقة فهم لا يملكون القرار وإنما مع المجتمع الدولي.
ذهب وفد المرتزقة الى الرياض وقدم منها وفد عسكري سعودي للتفاوض مع الوفد الوطني بحثاً عن مخرج من الجحيم الذي اشعله أبطال الجيش واللجان الشعبية في الجيش السعودي بجيزان ونجران وعسير، وهذه المعلومة نقلتها قناة الميادين عن مصدر تفاوضي بالكويت.
وبمرور الوقت كشفت الأحداث أن السعودية التي تظاهرت بأنها من يقود العدوان باتت عالقة في الحرب ولا تملك هي الأخرى قرار وقفها الذي بات واضحا أنه بيد الأمريكيين، فالنظام السعودي يبحث اليوم عن مخرج للحرب التي طالته من جديد في الحدود في وقت يعجز عن وقف العدوان وهي معادلة صعبة يدرك آل سعود أنها لن تجد حلاً إلا بوقف شامل للعدوان الذي تصدروا المشهد الاجرامي فيه.
تقول المعلومات القادمة من الرياض أن النظام السعودي العاجز عن وقف العدوان يحاول الانسلاخ منه حيث بدأت مؤشرات عن خطوة تقضي بطرد المرتزقة من الرياض فيما معلومات أخرى تقول بعض وزراء المرتزقة والشخصيات السياسية والإعلامية قد غادرت إلى تركيا ومنهم من قدم طلبات لجوء في العواصم الأوروبية.
بالتزامن مع تسرب تلك المعلومات أطلق عدد من الكتاب السعوديين، الذين يوصفون بأنهم لسان حال النظام الذي يوصل عبرهم الرسائل وكتاب خليجيين، أقلامهم مطالبين الفار هادي وفريقه بمغادرة الرياض والعودة إلى عدن لإدارة الصراع من هناك في مؤشر على رغبة سعودية بالتسلل إلى خارج الحرب.
ما يؤكد صحة تلك الأنباء أنه وفيما تشتد المعارك في جيزان ونجران وعسير وتنقل كاميرا الاعلام الحربي مشاهد تساقط الجنود السعوديين بأعداد غير مسبوقة إلا أن السعوديين أعادوا التمسك بالتهدئة الحدودية في بيان رسمي رغم أن وقائع الأرض تقول إن تلك التهدئة قد ذهبت مع الريح وحلت المعارك مكان الاتفاق.
“المملكة السعودية في ورطة” هذا ما كان يتحدث به معظم المراقبين لكن الجديد في ذلك اليوم أنه لم يعد بيد آل السعود الخروج من هذه الورطة التي يبدو أنها بدأت تظهر في ملامح المسؤولين السعوديين الذين اختفت من ألسنتهم العبارات “العنترية” بما في ذلك عسيري الذي بات يتحدث عن تمسك بلاده بالتهدئة!
ولملاحظة انخفاض حدة التهديدات السعودية لليمن بل اختفاؤها يمكن مقارنة مؤتمرات الناطق باسم العدوان السعودي الأمريكي أحمد عسيري خلال الفترة الماضية على بداية العدوان مع تصريحاته القليلة مؤخرا، فالرجل في آخر ظهور له تحدث عن بلاده تبلغ المبعوث الأممي بما وصفه بـ”خروقات الحوثيين للتهدئة في الحدود” وكأنه ناطق باسم دولة صغيرة تتعرض لعدوان دولي وليس العكس.
وعلى ذات الهيئة التي ظهر بها عسيري يظهر المندوب السعودي في الأمم المتحدة عبدالله المعلمي متناسيا أن طائرات بلاده قصفت اليمن بمئات الآلاف من الغارات ودمرت الاحياء والمساكن والمصانع ليقول أن الجيش واللجان الشعبية اخترقوا الهدنة في 1700 مناسبة وكأن بلداً آخر وشاشات فضائيات لا يعرفها المعلمي هي التي أعلنت عن عملية واسعة في حرض وأنهت التهدئة ومعها انكسر تحالف العدوان ومرتزقته بشهادة المرتزقة أنفسهم.
بالمجمل يبدو النظام السعودي والمرتزقة على حد سواء متورطين بالإرادة الأمريكية التي أوهمتهم بأنهم أصحاب ضربة البداية ليستيقظوا على حقيقة أن الإدارة الأمريكية هي صاحبة الشأن وصاحبة المصلحة والقرار وعلى الجيش السعودي ومرتزقته في اليمن أن تتطاير رؤوسهم في الميادين نظير اكتساب الأمريكيين للوقت لاستكمال السيطرة على الجنوب، وقائد القوات الامريكية في الشرق الأوسط أكد ذلك قبل أسابيع عندما قال ان بلاده قررت ارسال دفعات جديدة من القوات الامريكية الى جنوب اليمن ومضاعفة عدد مواقعها مشيرا إلى ان أمريكا استفادت من تحالفها مع العدوان لإيجاد موطئ قدم لها في اليمن كانت قد خسرته في ثورة سبتمبر 2014 وهذا بالفعل ما قاله الجنرال الأمريكي لوكالة رويترز.
الان الصورة اكتملت فمغادرة وفد المرتزقة من الكويت الى الرياض قال ولد الشيخ انها لن تؤثر على المفاوضات المستمرة بين الوفد الوطني والمجتمع الدولي الذي تسيطر عليه الإدارة الامريكية وأما السعوديون فعبثا جاءوا بوفد عسكري الى الكويت لبحث مسألة انقاذ الجيش السعودي الذي يقف عاجزا في جيزان ونجران وعسير أما ضربات أبطال الجيش واللجان الشعبية التي أفقدته توازنه وبات على الجنود السعوديين داخل الدبابات انتظار الموت.