اعتصام في المنطقة الخضراء ببغداد احتجاجاً على نتائج الانتخابات
موقع أنصار الله – متابعات – 13 ربيع الأول 1443 هجرية
تشهد المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد حركة احتجاج واسعة، دعت إليها فصائل عراقية، رفضاً لنتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وتفيد الانباء من العراق بأنّ المتظاهرين توجهوا أمام البوابة الرئيسة للمنطقة الخضراء في العاصمة بغداد اليوم الثلاثاء، وذلك في احتجاجات دعت إليها قوى وفصائل عراقية، رفضاً لنتائج الانتخابات، وسط تعزيزات أمنية مكثفة.
وبدأ تجمع مناصري “تحالف الفتح”، والفصائل المعترضة على نتائج الانتخابات، وسط توقعات بنصب خيم اعتصام أمام بوابة المنطقة الخضراء، وأن يكون هناك احتجاج في مركز البصرة وواسط وبابل.
ولفتت الانباء إلى أنّ الاعتصام المركزي سيكون عند ساحة الحسنين والجسر المعلق في بغداد، وأنّ قوات حفظ القانون تنتشر بكثافة في المنطقة، فيما جالت قيادات أمنية وعسكرية قرب منطقة الاعتصام وسط بغداد.
ويؤكد المحتجون على اعادة المفوضية العد والفرز اليدوي لكل المحطات ، فيما تستعد تنسيقيات المتظاهرين للاعتصام، الذي قد يستمر لأيام قرب المنطقة الخضراء.
وقال محتجون وصلوا إلى ساحة الاعتصام : “جئنا اليوم للمطالبة بإعادة عد وفرز نتائج الانتخابات يدوياً”.
فيما قال محتج آخر: “نحن لا نطالب بغير الحق، ونطالب مفوضية الانتخابات بالنزاهة”، مشدداً “نطالب المفوضية بالعد والفزر اليدوي لكل المحطات”. وأكّد أنّ “التظاهرات باقية إلى حين الاستجابة لمطالبنا”.
ورفع المحتجّون صور ممثلة البعثة الأممية، وعبّروا عن رفضهم لدورها. كذلك أطلقوا هتافات منددة بالتدخل الأميركي. ورفعوا العلم العراقي.
من جهته، دعا الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي الشعب العراقي إلى التظاهر والاعتصام، منعاً للتفريط بالبلاد وإضاعتها.
ودعا الخزعلي في تغريدة له عبر “تويتر” القوات الأمنية إلى حماية المتظاهرين، مشدداً على التظاهر من دون المساس بالمصالح العامة أو الخاصة أو احتكاك الشعب العراقي في ما بينه.
وفيما أكّد رفض تعدي أي طرف كان على الطرف الآخر، كشف أنه سيكون للكتائب موقف آخر ضد من يريد السوءَ بالعراق وشعبه ومقدساته.
وفي هذا الإطار، طالب المتحدث باسم كتائب حزب الله العراق محمد محيي عبر الميادين بعودة الحق لأهله.
ورأى محيي أنّ على القوى التي تضررت ألا تقف عند هذا الحد، وينبغي تغيير المفوضية ومقاضاة الحكومة.
ووجّه الاتهام إلى واشنطن، قائلاً، إنّ “المخطط الأول لما جرى ويجري هي الولايات المتحدة”، واضعاً الأخيرة على رأس الدول التي عملت لتنفيذ هذه المؤامرة.
واعتبر أنّ هناك متضررون من السنّة والكرد، والمستقلون، وهم يطالبون بعودة الحق لأهله”.
وكشف المتحدث باسم كتائب حزب الله العراق ، أنّ الولايات المتحدة خططت لاستبعاد قوى المقاومة، مشدداً “نحن أمام منظومة قادرة على تغيير النتائج”.
من جهته، قال كاظم الحاج الباحث في “مركز الهدف للدراسات” حديث للميادين، إنّ “هناك تدخل أميركي واضح في عملية الاقتراع وإعلان نتائجها”.
وأضاف الحاج، أنّ “الولايات المتحدة بعثت برسائل تهديد، مفادها أنه لا يمكن الاعتراض على نتائج الانتخابات”، لافتاً إلى أنّ رقعة الاحتجاجات تشمل كل المحافظات العراقية وجميع المكونات السياسية.
وأشار إلى أنّ “تشغيل منظومة سيرام قبل قليل في بغداد، قد يكون الهدف منه استفزاز المتظاهرين”.
كما اعتبر أنّ “الانتشار الأمني والاستخباراتي في بغداد، لا يعطي رسائل إيجابية للشارع العراقي”.
وأكّد الباحث العراقي أنه “إذا أرادت المفوضية ألا تكون أداة لإثارة الشارع، عليها أن تكون هيئة مستقلة”، مشدداً على أنه “يجب عدم النظر إلى هذه المظاهرات على أنها مظاهرات مؤقتة”.
ورأى الحاج أنّ “الكرة الآن في ملعب مفوضية الانتخابات، وعلينا ألا نذهب في اتجاه ما تريده الولايات المتحدة”.
كذلك، شدد على أنّ “على الحكومة أن تغير سلوكها مع المحتجين، وألا تكون طرفاً في تبني نتائج الانتخابات”.
بدوره، قال سعد البخاتي الخبير القانوني، للميادين، إنّ “هناك ثلاث مراحل للطعون، أولها الطعن أمام مفوضية الانتخابات”.
وأوضح أنّ “هناك خلل واضح من الجانب الفني والقانوني، ولا أعتقد بأن هناك خللاً في الجانب السياسي”.
ورأى البخاتي أنّ “الأنظمة الانتخابية كلها فيها الإيجابيات والسلبيات، والأخطاء التي حصلت ولدت شكاوى وطعوناً”.
واعتبر الخبير القانوني أنّ “حل الأزمة يكون باستقبال الاعتراضات وعلى المفوضية، وغيرها أن تأخذ الطعون محمل الجد”.
وأشار إلى أنّ نسبة المشاركة لم تكن مرضية بالنظر إلى حجم التحديات في العراق.
وأمس الإثنين، دعت الهيئة التنسيقية للمقاومة في بيان، إلى التظاهر الواعي، معترفة بحق الشعب بالتظاهر. كما دعتهم إلى احترام القوات الأمنية والحفاظ على هيبتها.
وأعلنت الهيئة في بيانها أن للشعب العراقي “كامل الحق في التظاهر السلمي للتعبير عن رفضهم سرقة أصواتهم من قبل مفوضية الانتخابات، وما تقف خلفها من إرادات محلية ودولية، لا تريد الخير لعراقنا الغالي وشعبنا الحر الأبي الرافض لكل أشكال الاحتلال والتطبيع”.
وشهدت مناطق عراقية متعدّدة أمس الإثنين مزيداً من التظاهرات الرافضة لنتائج الانتخابات البرلمانية، حيث نزل المتظاهرون إلى الشوارع في عدة محافظات، أبرزها: بابل، ديالى، البصرة وبغداد.
وكان “حزب الله-العراق”، اعتبر قبل يومين، بأن الانتخابات التشريعية الأخيرة هي “أكبر عملية احتيال”.
وطالب أبو علي العسكرين مسؤول المكتب الأمني في كتائب حزب الله – العراق، بـ”محاكمة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على ما قام به من أفعالٍ، وآخرها الخيانة الكبرى بتزوير الانتخابات”، مشدداً على أنَّه “يجب العمل بأسرع وقت لإعادة حقوق الناخبين ومرشحيهم”.
المصدر: الميادين