“ربيع النصر” بالأرقام والصور الحية.. معركة نسف رهانات الاحتلال

|| صحافة ||

كشفت القواتُ المسلحة، أمس الأحد، تفاصيلَ عملية “ربيع النصر” الكبرى التي أعلنت عنها، الأسبوعَ الماضي، والتي تكللت بتحرير خمس مديريات في محافظتَي شبوة ومأرب، وفتحت مساراتٍ أماميةً استراتيجيةً لمعادلة “استعادة كافة أراضي الجمهورية” التي أعلنها قائد الثورة، كما نقلت قوات الجيش واللجان إلى مواقع متقدمة على طريق “حسم” معركة مأرب.

بلُغة الأرقام: تطوُّرٌ هائلٌ في قدرات صنعاء وخسائرُ كُبرى للعدو

التفاصيل أظهرت حجم المشاركة الواسعة للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر والدفاع الجوي خلال العملية، حَيثُ أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، أنه تم تنفيذ أكثر من 278 هجوماً جويًّا نوعياً، (161 ضربة استهدفت العدوّ داخل الأراضي المحتلّة و117 ضربة استهدفت العمق السعوديّ).

كما شاركت القوة الصاروخية بـ130 عملية، منها 95 عملية استهدفت العدوّ في الداخل، و35 عملية في العمق السعوديّ.

هذه الأرقام تعكس تطوراً ضخماً في قدرات القوات المسلحة اليمنية وفي تكتيكاتها العسكرية، وتؤكّـدُ جُهوزيةً عاليةً ومدهشةً لمواكبة خُطَطٍ ميدانية واسعة للغاية وعلى أكثر من جهة وبشكل متزامن، وهو ما يعني تجاوز التحدي الصعب الذي يمثله الغطاء الجوي الحربي والاستطلاعي المعادي في سماء الوطن، وَأَيْـضاً تجاوز كامل المنظومة الدفاعية للعدو في أراضيه.

وبالنظر إلى أن العملية استغرقت أسابيعَ قليلة، فَـإنَّ هذا العدد من العمليات الصاروخية والجوية يؤكّـد أن معارك التحرير باتت تدار على مستوى عالٍ جِـدًّا من التنسيق العملياتي والاستخباراتي والميداني لا يستطيع العدوّ مجاراته فضلاً عن التغلب عليه.

وتجدد هذه الأرقام التأكيد أَيْـضاً على أن مسارات الردع الاستراتيجية أصبحت أوسع وأكثر تعقيداً، يتداخل فيها عنصر الردع العابر للحدود مع عنصر التقدم الميداني على الأرض، بشكل احترافي يحقّق أهدافاً مزدوجة ومكاسب مضاعفة في وقت قياسي.

هذا أَيْـضاً ما تؤكّـده بقية الأرقام التي تضمنتها تفاصيل عملية “ربيع النصر”، حَيثُ أوضح العميد يحيى سريع، أن قوات الدفاع الجوي كان لها مشاركة فاعلة وواسعة تمكّنت خلالها من إسقاط أربع طائرات معادية بدون طيار، منها طائرتا “Ch4″ و”وينغ لونغ” الصينيتان (المقاتلتان) وطائرتا “سكان إيغل” الأمريكيتان، إلى جانب تنفيذ 296 عملية تصدٍ ناجحة، وهو ما يوضح تمكُّنَ القوات المسلحة من تغطية مسرح العملية بما يلزم من الدفاعات الأرضية والقدرة العالية على تشغيلها بكثافة وفاعلية لمواكبة التقدم المتسارع على مساحات واسعة.

وتؤكّـد هذه المشاركة النوعية أن قوات المسلحة قطعت شوطاً طويلاً في مجال تطوير القدرات والإمْكَانات الدفاعية، حَيثُ باتت قوات الدفاع الجوي عنصراً رئيسياً من عناصر كُـلّ عملية عسكرية واسعة، وبالتكامل مع بقية العناصر، استطاعت أن تتغلب على تطور سلاح الجو المعادي، وتجرده من فاعليته.

هذا التكامل ظهر جليًّا من خلال عدد الغارات الجوية التي شنها طيران العدوان خلال العملية؛ بهَدفِ إعاقة تقدم قوات الجيش واللجان الشعبيّة على الأرض، والتي بلغت أكثر من 705 غارات، وهو عددٌ يكشف بوضوح، من خلال مقارنته بالفترة المحدودة للعملية وحجم نتائجها، أن التأثير الذي يُحدِثُه الطيران الحربي المعادي قد تم تقليلُه والحد منه بنسبة كبيرة، وتلك انتكاسةٌ مدوية لتحالف العدوان الذي يعتمد بشكل رئيسي على مقاتلاته الحربية.

خسائرُ العدوّ خلال العملية تؤكّـد هذه الانتكاسة، وتبرهنُ بلُغةِ الأرقام على التفوق العسكري لقوات الجيش واللجان تكتيكياً وقتاليًّا في كُـلّ الجوانب، فبحسب العميد يحيى سريع، سقط أكثر من 1840 عنصراً من مرتزِقة ومجندي العدوّ بين قتيل وجريح وأسير خلال العملية (550 قتيلاً و1200 مصابٍ و90 أسيراً)، وتم تدمير واغتنام العشرات من الآليات.

 

الصورة تتكلم: التفافٌ شعبي كبير حول المجاهدين وفضائح جديدة للعدو و”الأمم المتحدة”

الصورةُ الحيةُ تحدثت كالعادة بشكل أوضح عن العملية، حَيثُ وثّقت عدساتُ الإعلام الحربي مجدّدًا مشاهدَ بطوليةً لقوات الجيش واللجان الشعبيّة وهي تشتبك من مسافة صفر مع عناصر المرتزِقة وتتقدم بثباتٍ متجاوزةً خطوطَ دفاع العدوّ ومكتسحة تحصيناته ببسالة منقطعة النظير.

وإلى جانب المواجهات القتالية، نقلت عدساتُ الإعلام الحربي في مشاهد عملية “ربيع النصر” صورةً بالغةَ الأهميّة عن حجم الالتفاف الشعبي حول قوات الجيش واللجان في كُـلّ المديريات التي تم تأمينُها بمحافظتي شبوة وأبين، حَيثُ ظهر المواطنون والأهالي في المشاهد مبتهجين بتطهير مناطقهم من مرتزِقة العدوان والعناصر التكفيرية.

تلك الصورة تنسفُ كُـلَّ الدعايات المزيَّفة التي يروِّجُها تحالُفُ العدوان منذ سنوات عن الوضع في المناطق المحتلّة، وتثبت أن المشاركة المجتمعية في معركة التحرير تتوسعُ أكثرَ فأكثرَ وبشكل فاعل، وهو ما يعني تهاويَ مشروعِ “الاحتلال” وسقوط كُـلّ ذرائعه ومؤامرته الفتنوية التي حاول من خلالها أن يثبتَ تواجُدَه على الأرض.

هذا ما أكّـدته أَيْـضاً مشاهد الخروج الجماهيري الكبير الذي شهدته بعض المديريات التي تم تحريرها خلال هذه العملية، للمشاركة في ذكرى المولد النبوي الشريف قبل أَيَّـام.

وتبرهن هذه الصورة المجتمعية التي نقلتها مشاهد الإعلام الحربي على أن عمليات تحرير البيضاء وتحرير بيحان وعسيلان وعين وحريب والعبدية لم تكن “مصادفاتٍ” بل معطيات ثابتة لتحَرّك تحرّري عسكري -شعبي شامل، يتجسد فيه الإعلانُ التاريخي لقائد الثورة عن “تحريرِ واستعادة كُـلّ أراضي الجمهورية وتخليص البلد من كُـلِّ وَصاية واحتلال”، كمعادلة استراتيجية عملية تستندُ إلى أرضيةٍ صُلبة، لم يعد بإمْكَان العدوّ مواجهتها أَو إغلاق مساراتها، وهو ما جدد ناطق القوات المسلحة التأكيد عليه.

ومن التفاصيل الهامة التي تضمنتها المشاهد الحية لعملية “ربيع النصر”، ما يتعلق بمعركة مديرية “العبدية” التي حاول تحالف العدوان ورُعاتُه الدوليونَ استخدامَها كورقة ابتزاز وضغط “إنسانية” ضد صنعاء، حَيثُ كشفت المشاهد بالصوت والصورة تمترُسَ مقاتلي المرتزِقة والتنظيمات التكفيرية داخل القرى والأحياء، وقيامَهم بتكديس كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد العسكري داخل البيوت والمدارس.

وإلى جانب ذلك، كشفت المشاهد تورط الأمم المتحدة في دعم عناصر المرتزِقة وتزويدهم بالإمدَادات الغذائية التي يُفترَضُ أنها مقدَّمةٌ للمواطنين، حَيثُ وثّقت عدسةُ الإعلام الحربي وجودَ كميات كبيرة من المواد الغذائية التي تحمل شعارات “اليونيسيف” و”برنامج الغذاء العالمي” داخلَ متارس وأوكار المرتزِقة، كما حملت بعضُ الإمدَادات شعارَ ما يسمى “مركَز سلمان” الذي سبق أن كشف الإعلام الحربي تورطَه بإيصال دعم إلى عناصر “القاعدة” و”داعش” في جبهات أُخرى داخل مأرب أَيْـضاً.

تلك المشاهد تمثل فضيحةً جديدةَ تكشفُ حقيقة الارتباط والتنسيق الوثيق بين تحالف العدوان والأمم المتحدة وبين التنظيمات التكفيرية، وتؤكّـد بشكل قاطع على أن حملة التباكي الأممية والدولية على “العبدية”، كغيرها من الحملات، كان هدفها فقط حماية التكفيريين وتضليل الرأي العام و”ابتزاز” صنعاء.

 

لا تراجُعَ عن خيار “الحسم”

وعلى وَقْعِ هذا الانتصار، وجّه ناطقُ القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، رسالة هامة بخصوص المرحلة المقبلة، حَيثُ أكّـد أن قوات الجيش واللجان الشعبيّة “بصدد تنفيذ خطوات مهمة”، وقال إن: “قواتنا وهي على مشارف مدينة مأرب تجدد تحذيرها لقادة المرتزِقة من مغبة الاستمرار في موقفهم”.

هذ الإعلان جاء مصاحِباً للقطات هامة بثها الإعلامُ الحربي لـ”جبل البَلَق الشرقي” في مديرية الجوبة، والذي أكّـد سريع أن المعارك باتت قريبةً منه، وهو يطل على مدينة مأرب، ويعتبر من آخر خطوط دفاع المرتزِقة.

ودعا سريع “المواطنين في مدينة مأرب إلى الابتعاد عن المقرات التي يتخذها المرتزِقةُ لأغراض عسكرية”، مهيباً بالجميع المشاركةَ في معركة التحرير.

هذه الرسالةُ كانت مباشرةً وواضحةً في التأكيد على أن أَيَّـامَ العدوّ ومرتزِقته في مدينة مأرب باتت معدودةً، وأن قرارَ حسم المعركة لا تراجُعَ عنه.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا