رئيس الوزراء: لا يمكن للمحتلين الجدد البقاء في سقطرى وعدن والمكلا
موقع أنصار الله – صنعاء – 24 ربيع الأول 1443 هجرية
أكد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبد العزيز صالح بن حبتور، أن اليمنيين لم يعودوا يقبلون بمبدأ المساومة على تحرير الأرض، وعلى المحتلين الجدد أن يعوا أن من الاستحالة بمكان استمرار الاستعمار في سقطرى أو عدن والمكلا.
جاء ذلك في الحفل الختامي التكريمي لبرنامج البيئة والنظافة العامة، ومعرض أفضل بيئة يمنية 2020-2021م، نظّمته اليوم السبت ، أمانة العاصمة وأرخبيل سقطرى، بالتعاون مع مركز الرصد والتثقيف البيئي، ومستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا، تحت شعار “سقطرى بيئة ومحمية يمنية”.
وأشاد رئيس الوزراء بدور المساهمين والمشاركين في تنظيم الفعالية لحماية البيئة، وتعزيز مستوى النظافة في المدن.. مؤكداً أن أرخبيل سقطرى المحمية الطبيعية ذات التنوع البيئي الفريد جزء أصيل من تضاريس الجمهورية اليمنية.
وأشار إلى التدمير الممنهج الذي تتعرّض له البيئة في سقطرى خاصة، والوطن بصورة عامة، طيلة زمن العدوان، عبر تعمّدهم الواضح استهداف مشاريع المياه والصرف الصحي والجسور والسدود، وغيرها مما يحفظ للأراضي الزراعية الماء المحدود الذي ينزل سنوياً على اليمن.
ولفت إلى أن العدوان الذي شنّ على اليمن منذ قرابة سبع سنوات، لم ينحصر في جبهة أو قطاع معيّن أو مجال، بل شمل كل جوانب الحياة.. مبيناً أن هذا النهج يؤكّد أنه عدوان مخطط له بشكل سافر، ركّز على تدمير المرافق التي لها علاقة بتحسين البيئة.
وتطرّق الدكتور بن حبتور إلى مسألة قطع رواتب المشتغلين في هذا القطاع، ونقل وظائف البنك المركزي في إطار تدمير البنية التحتية للبيئة، لتتحول إلى بيئة غير صالحة، عبر خبراء العدوان المتخصصين الذين يساهمون في فكرة مشتركة: كيف يدمرون بيئة هذا الجزء من الوطن العربي.
كما تطرّق إلى الأرقام الدالة على الأعمال العدوانية المخطط لها لاستهداف مشاريع المياه والبيئة والصرف الصحي، لأكثر من مرة في أكثر من محافظة.. موضحاً أن غاية دول العدوان من قطع مادة الغاز وعرقلة وصولها إلى المجمعات السكانية تأتي لإجبار المواطنين إلى التوجه إلى قطع ما تبقّى من الأشجار، في محاولة منهم لتصحّر البلدة التي وصفها الله في محكم آياته بالأرض الطيّبة.
كما أكد رئيس الوزراء أن العدوان، الذي فُرض على اليمن وأبنائه، هو عدوان في كل الاتجاهات، مع التركيز على الوضع المرتبط بالبيئة وقضاياها.
وقال: “تتابعون الضجّة الإعلامية التي افتعلتها السعودية ضد وزير إعلام لبنان الإعلامي جورج قرداحي، الذي صدح بكلمة الحق، وأكد أن الحرب على اليمن عبثية، وقوبلت من قِبل اليمنيين وأحرار العرب والعالم بالاحترام والتقدير”.
وأضاف: “نتذكّر، في عام 1967، عندما تضامنت الحكومة اللبنانية مع الرئيس القومي العربي جمال عبد الناصر، وهو يحضّر لمعركة 1967م، قطعت السعودية العلاقات مع لبنان، وطالبتهم بالكفّ عن دعم الرئيس المصري العروبي عبد الناصر “.
وأوضح رئيس الوزراء أن المسألة بالنسبة للسعودية هي رفض أن تأتي سردية حول اليمن أو القضايا القومية العربية، إلا سرديتها التي تكتب عبر “سي آي إيه”، والقائمة على المغالطة، والكذب، وشراء الذمم، والمرتزقة، والعملاء، وهي السردية التي تناسبها.
وتساءل بالقول: “إن لم تكن الحرب على اليمن عبثية، فماذا نسمي قتل الأطفال والنساء، وقصف المدارس، والمستشفيات، والأعراس، والمآتم، وفرض الحصار على شعب جار؟”.
وذكّر أن السعوديين لا يريدون أي رأي ولا أي فكر آخر أو صوت حر، ولذلك انزعجوا من كلمة إنسان حر، عندما وصف الحرب على اليمن بأنها عبثية، التي قالها الأمين العام للأمم المتحدة سابقاً، وقالها كل من هو يحترم ذاته، وإنسانيته.
وقال: “إن السعودية تأبى أن تقبل إلا رأيها المدعوم بمالها، الذي تعتقد أنها تستطيع أن تشتري به العالم، واستطاعت أن تشتري بمالها كل الأصوات في العالم، لكن هناك بالمقابل شعب موجود، لو تم شراء الكرة الأرضية بأكملها لن يستسلم للسردية السعودية، ذلك أن اليمنيين يكتبون سرديتهم بذواتهم، ويكتبونها بحروف ممزوجة بالعزة والكرامة والإباء”.
وأضاف: “عندما يتحدّث قائد الثورة حول قصة الصمود والثبات والكرامة، هم يعتبرونها مجرد كلمات وخطابات، ولا يدرون أنها تبقى في وجدان الأبطال الذين يقاتلون وفي أكفهم كلاشنكوف، ولا يتزودون وهم في قلب المعركة سوى بالقليل من الماء والزاد”.
وأردف قائلاً: “هذا هو الشعب اليمني، الذي يقدّم التضحيات الغالية من أجل الدّفاع عن عزة وكرامة وسيادة الوطن وأمنه واستقلاله”.
وتناول الدكتور بن حبتور، في سياق كلمته، الأطماع الإماراتية التي تسعى وتخطط للاستيلاء على أرخبيل سقطرى منذ قبل العدوان، وكشفتها قناة “الجزيرة” في برنامجها “المتحري”، خلال الأسبوع الماضي، الذي احتوى على كم هائل من المعلومات والوثائق والمتخصصين.
ووصف الإمارات بالصهيونية المتخلّفة والرجعية، مهما رفعت شعار العروبة والتغني به، لأن أفعالها تفضح أقوالها، وهي مجرد أداة بيد الإسرائيليين في المنطقة يسيّرونها كيفما يشاؤون.
وقال رئيس الوزراء: “المسألة ليست بالمسميات، ولكن بالنتائج والخلاصات، التي تقول إن هناك مقاومة، بوجود النظام الإيراني ترفض مبدأ الاستسلام للمشروع الصهيوني، ونحن جزء من محور المقاومة، وسنظل نتمسك بتحرير الأرض وأرخبيل سقطرى وعدن وكل منطقة يتواجد بها الاستعماران السعودي والإماراتي برعاية أمريكية- بريطانية”.
وتابع: “التقيت أحد المفكرين الروس في 2014م بموسكو، ووجدت لديه مجموعة كتب عن أرخبيل سقطرى، وسألته من الممول، وإذا به يقول ‘اتحاد ـ ومنظمة’ صحفية في أبو ظبي، ولم نكن نتخيّل أن هناك أبعاداً لدى العربان أو يفكروا في الاستيلاء على أرخبيل، فشل في إخضاعه الإسكندر المقدوني”.
وذّكر الدكتور بن حبتور، المعتدين الغزاة أن أرخبيل سقطرى جزء أصيل من الأراضي اليمنية لا يمكن التنازل عنه مهما كلّف الأمر.
وفي الفعالية، التي حضرها وزيرا الثقافة عبدالله الكبسي والمياه والبيئة المهندس عبدالرقيب الشرماني ومحافظ عدن طارق سلام، أكد محافظ سقطرى، هاشم السقطري، أن الأرخبيل صُنف كأحد مواقع التراث العالمي عام 2008م، نظراً للتنوع الحيوي والأهمية البيئية.
وأشار إلى أن أرخبيل سقطرى توجد فيه نحو 800 نوع من النباتات النادرة، منها 270 نوعاً مستوطنا، ولا يوجد لها مثيل في العالم، و10 أنواع من النباتات النادرة المهددة بالانقراض.
وبيّن المحافظ السقطري أن الأرخبيل يوجد فيه 220 نوعاً من الطيور، منها 32 نوعاً نادراً وهناك طيور مهاجرة، إضافة إلى كهوف ومحميات طبيعية يزخر بها أرخبيل سقطرى.
وأكد أن الإمارات نهبت ودمّرت معالم البيئة والثروة السمكية، وشيّدت مباني خارج إطار خطة البيئة، وجنّدت الشباب لأغراض عسكرية، وعملت على تمزيق النسيج الاجتماعي، وسيّرت رحالات إماراتية وأفواجا من السياح الأجانب، وشراء أراضي بشكل كبير من قِبل الإماراتيين.
فيما تطرّق مدير مستشفى العلوم، الدكتور فهمي الحكيمي، ورئيس مركز الرصد والتثقيف البيئي، علي الأسدي، إلى أهداف الفعالية في إعلان أفضل بيئية يمنية.
واستنكرا ما يقوم به الاحتلال الإماراتي- السعودي من تخريب وتجريف وعبث للتنوع البيئي، ومحاولات طمس هوية أرخبيل سقطرى.. مؤكدين أهمية نشر التوعية الشاملة بضرورة إيجاد بيئة صحية ونقية.
وفي ختام الفعالية، تم تكريم الجهات والمؤسسات الرسمية والخاصة الأكثر حفاظاً على البيئة والاهتمام بالتشجير والنظافة وزراعة المسطحات بشهادات تقديرية ودروع تذكارية.
وكان رئيس الوزراء، ومعه عدد من المسؤولين، افتتحوا معرض “أفضل بيئة يمنية لعام 2020- 2021م”، واطلعوا من خلاله على نماذج من الجهات المتفاعلة مع المحافظة على البيئة والنظافة وزراعة الأشجار والمسطحات.
حضر الفعالية وكيل أمانة العاصمة المساعد، أحسن القاضي، ومدير مكتب الصحة في الأمانة، الدكتور مطهر المروني، وقيادة الجامعة، وعدد من المسؤولين، والجهات ذات العلاقة.