فرحةُ التحرّر في محافظتي مأرب وشبوة.. انتصارٌ أخلاقي كبيرٌ لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة

|| صحافة ||

عانقت المديرياتُ المحرَّرةُ في محافظتي مأرب وشبوةَ الحرية “الحرية”، وتنفَّست الصعداءَ بعد سنوات من المعاناة والآلام والمحن، وهم يعيشون تحت قسوة العدوان والجلادين من المرتزِقة.

عدسات الكاميرا لم تلتقط سوى النزر اليسير من أفراح المواطنين، تباشيرهم، وتلك الصيحات التي تعانق كبدَ السماء، وتصعدُ من أعماق أرض الانتصار إلى كُـلِّ من يسمع، وإلى كُـلّ من يحب هذا الوطن وتربته، فالحرية ثمنُها غالٍ، والكرامة لا تُشترَى.

لقد تزاحم الناسُ لاستقبال الرجال الأبطال وبشكل يليق بالذين وهبوا أنفسهم وقدموا أرواحهم رخيصة فداءً لهذا الوطن ودفاعاً عن حرية وكرامة أبنائه، وكانوا جميعاً يهتفون بشعارات الحرية وعبارات الكرامة، والتقط الإعلام الحربي مشاهد هذا الاستقبال ليراها العالم، فالمواطنون يقبّلون رؤوسَ المجاهدين، وكأنهم يقولون لهم: “شكراً لكم، فقد أنقذتمونا في الوقت المناسب” وآخرون يرحّبون بحفاوة شديدة بعباراتهم “أهلا ًوسهلاً بكم.. ارحبوا فوق العين والرأس شرفتمونا يا أنصار الله”، وغيرها من العبارات التي تثبت تعطش المواطنين في هذه المناطق المحرّرة للحرية نتيجة لما لاقوه من قمع ومعاناة؛ بسَببِ أدوات العدوان القذرة التي لا تريد لهذا البلد المصلحة والخير.

ويرى المحلل العسكري زين العابدين عثمان أنه غير مستغرب من حجم الترحيب والسعادة الغامرة التي أظهرها المواطنون في المناطق التي تم تحريرها في محافظتي شبوة ومأرب واستقبالهم الحار لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة، مُضيفاً أن ذلك يؤكّـد على عمق شوقهم للحرية والأمن والحياة العزيزة الكريمة بعد ما سلبها منهم المحتلّون قوى العدوان والمرتزِقة، وخاصةً العناصر الإجرامية تنظيمي القاعدة وداعش (مخابرات أمريكا السوداء) التي حكمت المناطق طيلة سنوات، واستباحت كُـلّ شيء فيها الأرض والعرض والوطن.

ويشير عثمان إلى تلك التنظيمات التي كان لها الدور الكبير في تعميق المعاناة بالمواطنين، وتحويل هذه المناطق إلى ولايات مغلقة لها ولعناصرها الإجرامية وقواعد لنشر مخطّطات التدمير الممنهج التي كان يدار ويهندس مباشرةً من واشنطن مثل التفجيرات وخطف المواطنين وإخفائهم ونشر الإرهاب والرعب بعمليات قتل وذبح وإعدامات بشعه بحق السكان في أكثر من منطقة سواء رجالاً أكانوا أَو نساء أَو أطفالا، وكذا اغتصاب أموالهم وممتلكاتهم ومصادرتها بالقوة وإجبارهم على اتباع منهج التكفير والإرهاب الذي ينهجونه.

ويؤكّـد عثمان أن معاناة سكان هذه المناطق كانت شبيهة بما كان يعانيه سكان الموصل في العراق وتدمّـر وحلب في سوريا أثناء ما تسلطت عليهم داعش، وأن الأمر كان مأساوياً وكارثياً.

ويرى أن تحرير هذه المناطق من قبل قوات الجيش واللجان وتطهيرها من رجس العدوان والقاعدة وداعش والمرتزِقة كان هو الأمر الذي أخرج السكان والأهالي من تحت براثين الجور والسفاحين من القاعدة وداعش الذين أثخنوهم بالموت والظلم طيلة سنوات إلى نور الحرية والكرامة والعزة التي باتوا يعيشونها اليوم بفضل الله تعالى وبجهود الأبطال المجاهدين الجيش واللجان الذين أعادوا للناس الحياة الطبيعية المرتكزة على الأمن والأمان.

 

دليل وعي

ويعتبر الترحيب الواسع بأبطال الجيش واللجان الشعبيّة في المناطق المحرّرة بمحافظتي مأرب وشبوة دليل وعي من قبل أبناء هذه المناطق، وهي تفند كُـلّ الشائعات السخيفة التي بثتها وسائل إعلام العدوّ بأشكالها الخليجية المختلفة والتي كانت تصور للمواطنين بأن قوات صنعاء متوحشة وستنكل بهم وتمارس بحقهم أبشع الجرائم، لكن هذه الاستقبال يدل على وعي الناس، وعدم تصديقهم لكل هذه الأنباء.

ويقول الناشط الإعلامي عبد الخالق القاسمي: إن سنوات العدوان أكّـدت للجميع بأن الحل يكمن في تحرير الأرض من تلك الأدوات التكفيرية الظلامية، ليصبح القرار يمنياً بامتيَاز تحت قيادة الثورة الحكيمة والعزيزة.

ويشير القاسمي إلى الفرق الشاسع بين المقاتلين أنفسهم، فالمرتزِقة يرتكبون أبشع الانتهاكات وينهبون أموال المواطنين تحت سطوة السلاح، ويشنقون الأطباء، ويرفعون شعارات القاعدة، بينما الجيش واللجان الشعبيّة يكرمون حتى الأسرى.

من جهته، يرى الإعلامي شمسان اليفاعي أن ترحيب المواطنين في المناطق المحرّرة دليل واضح على تعطش أبناء تلك المناطق التي كانت ترزح تحت سلطه قوى الاحتلال ومرتزِقتهم إلى الحرية والاستقلال، وهم بذلك يدعون إخوانهم الذين ما زالوا يقفون مع قوى العمالة أن يعودوا إلى رشدهم؛ مِن أجلِ تفويت الفرصة على قوى العدوان في إهدار الدم اليمني؛ مِن أجلِ مصالحه الخبيثة في السيطرة على اليمن ومقدراته.

أما الإعلامي محسن الجمال فيقول: إن مظاهرَ الترحيب الكبير من المواطنين بأبطال الجيش واللجان الشعبيّة في المناطق التي تم تطهيرها في محافظتي شبوة ومأرب خلال عملية “ربيع النصر” فيها الكثير من العبر والدروس للجميع، وهي تحمل رسائلَ ومدلولاتٍ عميقةً وبالغةَ الأهميّة، إذ أن تلك الحفاوةَ والترحابَ العاليَ في أوساط الأسواق وتقبيل المواطنين لرؤوس المجاهدين لحظة وصولهم إلى مديريات بيحان وعسيلان وعين في شبوة، ومديريات مأرب، تعبّر عن مدى فرحتهم بالفرج الكبير الذي وصل إليهم لإنقاذهم من عربدة فصائل العدوان المسلحة التي كانت تمارس بحقهم شتى أنواع الامتهان والاستعباد، بعد أن جثمت الأدواتُ الأجيرةُ لتحالف العدوان على تلك المديريات وسامت أهلها سوء العذاب لسنوات.

ويضيف الجمال أن مظاهرَ الاستقبال والاحتفاء الذي شاهده الجميعُ على شاشات التلفزة فيها رسالتان هامتان للمواطنين في المحافظات الحرة والمحافظات المحتلّة، أما الحرة، فلنحمد الله ونشكره على النعم المتعددة التي نحظى بها من قبل الله تعالى وننعم بها بفضل دماء الشهداء والجرحى، وعلى رأسها أهميّة التحَرّك في سبيل الله في مواجهة هذا العدوان العالمي وتعزز من صوابيه نهجنا وقناعاتنا بأننا في المسار الصحيح تحت ولاية الله ورسوله وتولي سيدي ومولاي السيد القائد يحفظه الله.

أما الرسالة لأبناء المحافظات الجنوبية فيقول: إنها كشفت لهم العناوينَ التي خدعهم تحالُفُ العدوان بها وأنها لم تكن سوى شماعة للتغطية على أطماعه ومشاريعه الحقيقة، وانكشف لهم مؤخّراً حقيقةُ ومآربُ عدوانه، مُضيفاً أنها تظهر حجم المعاناة التي يعيشها المواطنون في تلك المحافظات، لا سِـيَّـما في ظل الفوضى الأمنية العارمة التي تعصف بها وانعدام أبسط مقومات الحياة وارتفاع غلاء المعيشة والأسعار وتهاوي الجانب الاقتصادي يوماً إثر آخر، دون أن تعيرهم حكومة الفنادق أي اهتمام أَو يضع لهم التحالف أي قدر.

 

الشرعيةُ الحقيقية

وتعد أجمل المشاهد في عملية “ربيع النصر” هي تلك التي رصدتها الكاميرا للمواطنين وهم يستقبلون أبطال الجيش واللجان الشعبيّة.

ويرى الناشط الإعلامي رأي الله الأشول أن ذلك الترحيب الحار والاستقبال البهي يعكس الشعور بمدى الارتياح والطمأنينة بنهاية حقبة مظلمة وطي صفحة الغازي السعوديّ الإماراتي وعملائه، ذلك المحتلّ الذي عمل على امتهان كرامة المواطنين ونهب ثرواتهم ومصادرة حرياتهم، محاولاً تكريس تواجده عن طريق نشر حالة الذعر والفوضى وافتعال الأزمات وارتكاب أبشع الجرائم، وُصُـولاً لتمزيق النسيج الاجتماعي وتحويله لكنتونات متناحرة بما يخدُمُ أطماعَه.

ويشير الأشول إلى أن ترحيب أبناء شبوة ومأرب بالجيش ولجانه بتلك الصورة وذلك الزخم يحمل بطياته أبعاداً ودلالات عديدة، ورسائل عابرة للقارات وأُخرى للعدو في الداخل والخارج، أهمها أن الشرعية الحقيقية هي تلك التي يطمئن بها شعبها وأهلها، وليس التي باعت الشعب والوطن كأدَاة ومطية للمعتدين وأنها الشرعية الحقيقية هي التي تُستقبل بالأهازيج والورود لا التي تستقبلها فنادقُ وقصور الغير بالإهانات والنقيصة ولا تملك في وطنها ذرةَ قبول، وهي التي تنعم مناطقُها بالأمن والاستقرار لا التي أصبحت عنواناً للذعر والهلع وأعمال السطو والتقطع والنهب وقتل الأبرياء ليلَ نهارَ بلا حسيب أَو رقيب.

ويضيف الأشول أن اليمنيين وصلوا لدرجة عالية من الوعي واليقين القطعي بزيف دعاوى العدوان وعملائه وأن العدوان الأمريكي السعوديّ ما هو إلا كذبة كبيرة ولعبة مكشوفة أريد بها احتلال البلد وتمزيق شعبه؛ طمعاً في نهب ثرواته موارده وجعل اليمن حديقةً خلفية للخارج يمارس الوَصايةَ عليها ومسرحاً مفتوحاً للصراعات المذهبية والمناطقية.

ويؤكّـد الأشول أن الرسالة التي بعثها أبناءُ شبوة ومأرب إلى المجتمع الدولي ومجلس الأمن ومن دار في دائرتهم، حَيثُ المطالبة بضرورة احترام إرادَة الشعب اليمني وحقه في الحرية والاستقلال وقتال المحتلّ حتى تحرير كُـلّ شبر في التراب الوطني، وأن ذاك الحل الوحيد لكل مشاكل الشعب وبداية الطريق نحو بناء دولة يمنية ذات سيادة مطلقة تشمل الجميع وتؤمن بالمواطَنة المشتركة والشراكة السياسية كخيار جامع بعيدًا عن أية تدخلات خارجية في الشأن اليمني.

 

بوابةُ الأمل

بدوره، يقول الدكتور محمد الحميري: لا شك أن ذلك الاستقبال والترحاب الذي عبّر عنه المواطنون في المحافظات والمديريات التي حرّرها أبطال المجاهدون من رجال الجيش واللجان الشعبيّة وهم يستقبلون طلائع النصر من أُولئك الشباب المجاهد إنما يعكس حجمَ ما بات يتمتع به أُولئك المواطنون من وعي بأن لا سبيلَ لإنهاء المعاناة التي فرضتها عليهم قوى العمالة والخيانة في تلك المحافظات إلَّا بالالتفاف حول قيادتنا المجاهدة في صنعاء وحول مسيرتنا الإيمانية الأخلاقية العظيمة التي يقودها سيدي ومولاي عبدالملك بن بدر الدين الحوثي قائد المسيرة القرآنية الإيمانية الخالدة التي أصبحت اليوم تمثلُ بوابةَ الأمل لكل مواطن شريف في هذا البلد الكريم، وخَاصَّة لأُولئك المواطنين في المحافظات التي ترزح تحت إدارة شياطين التحالف وأزلامهم فيما تبقى من محافظة مأرب وشبوة والمحافظات الأُخرى التي ما زالت تقع تحت نفوذ أُولئك العملاء والدجالين وتنتظر تحريرَها من قبل المجاهدين الذين يستمدون بأخلاقهم العظيمة كُـلّ أسباب النصر من المولى سبحانه وتعالى.

ويؤكّـد الحميري أن ذلك الترحيب من إخوتنا في المناطق المحرّرة في محافظتي شبوة ومأرب ما هو إلَّا إحدى تجليات نصر الله لمسيرتنا الإيمانية القرآنية المجاهدة وأبطالها من رجال الجيش واللجان الشعبيّة الذين ينتصرون بأخلاق المسيرة وبقيم الرسالة الإيمانية التي يحملونها والتي يستمدون بها من الله كُـلَّ أسباب النصر والتوفيق قبل أن يعتمدوا على مهاراتهم القتالية وخبراتهم الجهادية المتفوقة في كُـلّ مناطق الجهاد وساحات القتال.

 

صحيفة المسيرة

 

قد يعجبك ايضا