النعيمي وبن حبتور يدشنان فعاليات المؤتمر العلمي الثاني للتعليم الإلكتروني
موقع أنصار الله – صنعاء – 16 ربيع الآخر 1443 هجرية
أكد عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد صالح النعيمي، أن انعقاد المؤتمر الثاني للتعليم الإلكتروني في مؤسسات التعليم العالي في اليمن يأتي في إطار اهتمام القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى بالتعليم العالي والبحث العلمي.
وأشار النعيمي، في افتتاح أعمال المؤتمر الثاني للتعليم الإلكتروني في مؤسسات التعليم العالي، الذي ينظمه في يومين مركز تقنية المعلومات في وزارة التعليم العالي بالشراكة مع جامعتي العلوم والتكنولوجيا والجامعة الإماراتية الدولية، إلى أن الاهتمام بالتعليم العالي والبحث العلمي يترجم موجهات الخطة التنفيذية للرؤية الوطنية في إطار محور التعليم والإبداع والابتكار.
واعتبر التعليم بوابة العبور نحو التنمية ورقي وتطور الأمم والشعوب .. منوهاً بدور وزارة التعليم العالي ومركز تقنية المعلومات وجامعتي العلوم والتكنولوجيا والجامعة الإماراتية في إعداد وتنظيم المؤتمر لتعزيز ثقافة التعليم الإلكتروني كإحدى الاستراتيجيات الحديثة.
ولفت عضو السياسي الأعلى، النعيمي، إلى أن التعليم الإلكتروني يمثل منبراً ووسيلة من وسائل تقدم الأوطان حاضراً ومستقبلاً .. داعياً مؤسسات التعليم العالي إلى استنهاض التعليم بقدراته وإمكانياته وتحدياته لمواكبة التطورات العلمية التي يشهدها العالم في هذا المجال.
وقال: “علينا مراجعة مخرجات المؤتمر العلمي الأول للتعليم الإلكتروني، وتقييم ما تم إنجازه من توصياته، وجعل من هذه المؤتمرات لبنة أساسية لمسار عملية التطور، وتحويل تلك التوصيات إلى برامج عمل تنفيذية على الواقع”.
من جانبه، اعتبر رئيس مجلس الوزراء -رئيس المجلس الأعلى للتعليم العالي، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، تنظيم الجامعات اليمنية لـ28 مؤتمراً علمياً -خلال العام الجامعي الماضي- إنجازاً غير مسبوق، تتعاظم أهميته في أنه جاء في ظل ظروف العدوان والحصار.
وأشار إلى أن الجامعات اليمنية واجهت تحديات متعددة وهي تقدم أنموذجاً في الدفاع عن الوطن بيد، وتحمل راية التعليم في اليد الأخرى.
وعبّر عن الشكر لوزير التعليم العالي والبحث العلمي ونائبه وطاقمه على مساهمتهم في عقد المؤتمر العلمي، ولكل من أسهم من مختلف المؤسسات في إبراز قدرات الأساتذة والباحثين في مختلف المجالات بصورة عامة، وفي مجال اختصاص التعليم الإلكتروني على وجه التحديد.
ونوّه الدكتور بن حبتور بالإرادة الصلبة للأكاديميين الذين استطاعوا -رغم الصعوبات- عقد مؤتمرات علمية وأوراق بحثية، ويخوضون جدلا ونقاشا علميا .. معتبراً ذلك أمراً محموداً وتحدياً كبيراً يحسب للجميع.
ولفت إلى أهمية تسهيل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لعملية استفادة الباحثين من خدمات الإنترنت لفائدة البحث العلمي، وتوسيع السعة وزيادة السرعة، بما يمكّن الباحثين من الاستفادة من هذه التقنية ومن مخرجات الأبحاث العالمية، وكذلك الاستفادة من الكتب الكثيرة والمتنوعة، التي تتيحها المكتبات العالمية أمام الباحثين.
وأشاد بهذا الشأن بالتزام قيادة وزارة الاتصالات في العمل على تسهيل خدمة الانترنت للجامعات ووزارة التعليم العالي، بما يخدم البحث العلمي والعلوم بصورة عامة.
وبيّن رئيس الوزراء أن البحث العلمي ليس عملاً تصنيفيا، لكنه يحتاج إلى توفير مجموعة عناصر وأدوات لدى الباحث، ليكون بحثه مميزاً ومقبولا من قبل أساتذته.
وقال: “إن الأساتذة مثلهم مثل المجاهدين من أجل تحرير الأرض، لأنهم يجاهدون لإبراز العلم والاختصاص الذي ينتسبون إليه، وإظهار دور ومكانة جامعته ومؤسسته العلمية”.
وأضاف: “نهدي هذا الجهد العلمي الكبير لقائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي يقود معركة ليست بالسهلة على الإطلاق، فهي ذات طابع عسكري وأمني، وآخر ثقافي وعلمي”.
وتابع الدكتور بن حبتور: “إن معركة الوطن اليوم ليست ككل المعارك التي دارت ضد اليمن، لأن هناك تحالفا دوليا واسعا يشن عدوانه المباشر، وحصاراً خانقاً شمل احتياجات أساسية، واستهدافاً للمقومات الاقتصادية والموارد السيادية”.
ولفت إلى أن هناك معركة إعلامية تضليلية تكرر مصطلحات يومية في مختلف الوسائل الإعلامية ضد المشروع الوطني المقاوم لم يتم ملاحظتها في أي من الحروب الأخرى، حيث يراد لليمنيين طحن بعضهم بعضاً لأسباب كاذبة.
وقال: “المعركة مفصلية بكل ما تعنيه الكلمة، يرافقها مغالطة تاريخية كبرى، يجري ترويجها وتسويقها للبسطاء من الناس، تلقى للأسف قبولاً لدى بعض المثقفين”.
وحيا الدكتور بن حبتور عالياً القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى والقوى الوطنية التي حافظت على تماسك الجبهة الداخلية واللحمة الوطنية خلال هذه الفترة الحرجة .
وعبّر في ختام كلمته عن الشكر لأعضاء المؤتمر العلمي، وانجازهم العلمي الرائع للوثائق .. متمنياً أن يخرج المؤتمر بقرارات تخدم العملية التعليمية والبحثية في الجمهورية اليمنية.
بدوره، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس المؤتمر، حسين حازب، أن المؤتمر سيسلط الضوء على التدفق المعرفي والتقدم التكنولوجي والتطورات المتسارعة في التعليم الإلكتروني، وكيفية الاستفادة منها في مواجهة المخاطر الناجمة عن الأزمات والكوارث.
وذكر أن التطورات العالمية دفعت الوزارة للمسارعة في مواكبتها، وتبنّي أهدافها ومفاهيمها في كافة مؤسسات التعليم العالي الحكومية والأهلية، والاهتمام بالبحث العلمي وتوجيه أنشطته نحو قضايا المجتمع ومجالات التنمية، وتطوير قدرات الجامعات، لضمان جودة ونوعية خدماتها ومخرجاتها، للوصول إلى المنافسة إقليمياً ودولياً.
وأشار إلى اهتمام وزارة التعليم العالي بالتعليم الإلكتروني في الجامعات اليمنية وإيلائه أهميةً قصوى، وجعله إحدى أولوياتها ضمن برامجها وخططها المرحلية .. معتبراً التعليم الإلكتروني بمختلف أنظمته وأنواعه المتزامن وغير المتزامن والمدمج، أحد طرق ووسائل التعليم، التي أصبحت جزءا رئيسياً من المنظومة التعليمية، يحوّل التعليم من التلقين إلى الإبداع وتنمية المهارات والتفاعل، لاعتماده على بيئة إلكترونية رقمية متكاملة وتقنيات متعددة.
وأوضح الوزير حازب أن انعقاد المؤتمر وغيره من المؤتمرات والندوات وورش العمل في مختلف الجامعات اليمنية، رغم الظروف التي تمر بها البلاد، يمثل رسالة لدول العدوان بقدرة اليمن على تجاوز التحديات التي فرضها، مهما كان حجمها أو شكلها ونوعها.
وأفاد وزير التعليم العالي بأن اليمن شهدت -خلال العامين الماضي والحالي- حراكاً علمياً غير مسبوق، بتنظيم أكثر من 28 مؤتمراً علمياً وندوات وورشاً علمية، نظّمتها وزارة التعليم العالي والجامعات، كُرست لمناقشة مجالات متعددة تعليمية وطبية وصحية وهندسية وتقنية.
وأثنى على جهود قيادة مركز تقنية المعلومات وجامعتي العلوم والتكنولوجيا والإماراتية الدولية الداعمة، وأعضاء اللجان العلمية في إعداد وتنظيم المؤتمر .. معرباً عن أمله في أن تولي الجهات ذات العلاقة في الدولة جُلَّ اهتمامها بمخرجات المؤتمر وتتبنّى تنفيذ توصياته.
وفي الافتتاح، بحضور وزراء التخطيط والتنمية الدكتور عبد العزيز الكميم والاتصالات المهندس مسفر النمير والتعليم الفني والتدريب المهني غازي أحمد علي محسن ونائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور علي شرف الدين، أكد المدير التنفيذي لمركز تقنية المعلومات رئيس اللجنة المنظمة، الدكتور فؤاد عبد الرزاق، أن انعقاد المؤتمر يأتي انطلاقا من موجّهات الرؤية الوطنية، وتنفيذاً لاستراتيجيتي المركز ووزارة التعليم العالي.
وأوضح أن المؤتمر يهدف إلى إثراء الجوانب ذات العلاقة بالتعليم الإلكتروني من منظور البحث العلمي، وبمشاركة بحثية محلية ودولية، والسعي لدراسة وتحليل التحديات التي تواجه تطبيق التعليم الإلكتروني والافتراضي في المؤسسات التعليمية، واستشراف مستقبله، ومواكبة التطلعات والاتجاهات الحديثة بالتعليم الإلكتروني والافتراضي، وتبادل الخبرات بين الباحثين.
ولفت الدكتور عبدالرزاق إلى أن برنامج المؤتمر يتضمّن بحث سبل تطوير الأداء والتغلّب على المشكلات التي تواجه العملية التعليمية بشقيها الالكتروني وبناها الأساسية ومتطلباتها، والتعرف على كل ما هو جديد يمكن الاستفادة منه، وتوظيفه في خدمة مؤسسات التعليم العالي.
ونوّه بجهود اللجان الإشرافية والعلمية والتنظيمية والداعمين والباحثين ودورهم الفاعل في الإعداد الجديد لانعقاد المؤتمر لتحقيق غايات وطموحات الجميع لضمان مستقبل أفضل للتعليم العالي في اليمن.
في حين اعتبر رئيس الجامعة الإماراتية الدولية، الدكتور نجيب محمد الكميم، التعليم أساس النهضة وجوهرها لأي بلد، وحجر الزاوية في بناء جيل قادر على تحقيق التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن المعرفة ليست مجرد عملية نقل للمعلومات من المعلم للطالب، بل كيفية تلقي الطالب المعرفة من الناحية الذهنية، وتمكينه من تحمل المسؤولية في العملية التعليمية عن طريق الاستكشاف والتعبير والتجربة، وتغيير مفهوم التعليم وأدواره.
ولفت الدكتور الكميم إلى أن المرحلة التعليمية الحالية فاصلة، تعدُّ مرحلة تغيير شامل في أنماط التعليم بالجامعات، ومنظومة التعليم بأكملها، ما يستدعى الوقوف لتقييم العملية التعليمية، وإعادة التفكير في وسائل التعليم والتوصيل المعرفي، وفرصةً لتقييم التعليم بكل أركانه.
ونوّه بالأبحاث التي سيناقشها المؤتمر، ووضع توصيات تقدم المشورة لصناع القرار، تتماشى مع رؤية الدولة الحديثة، في محاورها الخاصة بالتعليم، وتبني معرفة وخبرة إضافية.
من جهته، أكد رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا، الدكتور عادل المتوكل، أن التطور المعرفي المتسارع، الذي تشهده وسائل الاتصال والتواصل اليوم، فرض على العملية التعليمية مواكبة هذه التطورات وإحداث تغييرات جذرية في نوعية وأساليب التعليم.
وبيّن أن مشاركة الجامعة في دعم المؤتمر العلمي، في ظل المرحلة الراهنة، مهمة لتطوير العملية التعليمية، وتقديم نماذج عملية للإسهام في حل إشكالية التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد، وتنفيذاً مضامين الرؤية الوطنية المتعلقة بمحور التعليم والإبداع.
وتطرق إلى تجربة الجامعة في التعليم الالكتروني، ما مكنها من الحصول على جائزة الإبداع والتميز في التعليم عن بعد على مستوى الوطن العربي .. داعياً صناع القرار والمعنيين إلى سرعة إعداد استراتيجية وطنية للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد، وتعديل التشريعات والقوانين والمعايير، لتستوعب مستجدات التعليم الالكتروني، وتطوير قطاع الاتصالات وتحسين سرعة الانترنت، وتخفيض التعرفة للجامعات.
حضر المؤتمر قيادات وزارة التعليم العالي، ومركز تقنية المعلومات، ورؤساء الجامعات الحكومية والأهلية ونوابهم، ومسؤولو وممثلو الجهات والهيئات المعنية وذات العلاقة، وأكثر من 300 أكاديمي وباحث يمني من مختلف الجامعات.
بعد ذلك بدأت جلسات أعمال المؤتمر بعقد ثلاث جلسات عمل، قُدّمت في جلسة العمل الأولى أربعة أبحاث: “استعرض الأول -المقدم من الخبير الوطني البروفيسور عبد اللطيف حيدر- واقع التعليم العالي في دول العالم الثالث وتحديات الثورة الصناعية الرابعة.
وتطرّق المبحث الثاني إلى واقع التعليم العالي والبحث العلمي، وتحدياته في الوطن العربي، لرئيس اتحاد الجامعات العربية السابق، الدكتور سلطان أبو عرابي.. فيما استعرض الدكتور خليل الوجيه الاتجاهات الحديثة المستقبلية للتعليم الإلكتروني.. وتناول الدكتور عثمان عمران خليفة -من ماليزيا- التعليم الإلكتروني في ضوء التحول الرقمي”.
فيما قُدمت في جلسة العمل الثانية أربعة أبحاث علمية تمحورت حول: “مشكلات الاختبارات الإلكترونية المستخدمة في اختبارات القبول بالجامعات اليمنية -من وجهة نظر الطلبة- وتحديات الأمن السيبراني للتعليم الإلكتروني، وأثر التعليم المدمج في تنمية مهارات إعداد الاختبارات الإلكترونية لدى طلبة كلية التربية والألسن بجامعة عمران، وكذا فوائد التعليم الالكتروني، وأهميته للنشء والشباب -بحث نظري- تمهيدا لدراسة تطبيقية على أندية ومراكز التدريب الشبابية والرياضية.
وركّزت جلسة العمل الثالثة -من خلال أربعة أبحاث- على” أثر التعليم الإلكتروني في إدارة الأزمات بالتطبيق على الجامعات الأهلية في اليمن، والتعليم الالكتروني في اليمن بين التأطير والتنظير -دراسة في مجال التعليم العالي- وتجربة جامعة العلوم والتكنولوجيا في تصميم المقررات الالكترونية وفقا للمعايير الدولية (كوالتي ماترز).