لا شرعية للعدوان بكل الاعتبارات

 

هل هذا الشعب الذي فوجئ بهذا العدوان، وبدء هذا العدوان عليه من منتصف الليل قبل أربعة أعوام، في السادس والعشرين من مارس، عدواناً ظالماً لا شرعية له، أين هي الشرعية لهذا العدوان؟ أين هي؟ بأيِّ اعتبار؟ هل لأن أمريكا اتخذت قراراً بحمايته سياسياً؟ هل لأن إسرائيل تؤيده، وتسهم فيه، وتشارك فيه، واعترفت بذلك، موقفها واضحٌ في ذلك؟ أم بجرائمه الوحشية المرتكبة من أول غارة وإلى اليوم، وبشكلٍ يومي، هل هذه شرعية؟ هل الاحتلال لسقطرى التي لم يكن فيها أي مشاكل، ولا تواجد للجيش واللجان الشعبية، والاحتلال للمهرة، والاحتلال لأجزاء من هذا البلد، والسيطرة التامة عليها من خلال القوات الأجنبية، وأصبح القرار الأول فيها للأجنبي: السعودي، أو الإماراتي، تحت إمرة الأمريكي والبريطاني، هل هناك شرعية لهذا الفعل، لهذا التصرف، لهذا الاحتلال؟

هل هناك شرعية لهذا التدمير الشامل الذي استهدف كل شيءٍ في بلدنا، الإنسان وكل ما يمت بصلة لحياته: الأسواق، المساجد المستشفيات، المدارس، الآثار، حتى المقابر، الطرقات، الجسور، هل هذه شرعية؟ هل هذا حق؟ هل القتل الجماعي للأطفال والنساء حق؟ هل الاستهداف للمناسبات في الأفراح والأحزان، والمناسبات الدينية والاجتماعية حق وشرعية؟ لا، ما هناك حق.

هل تتوقع أن أمريكا التي تدخلت في بلدان كثيرة للإطاحة بحكومات قائمة فيها، وتغيير زعماء كانت فيما قبل معترفة بشرعيتهم، وأشرفت هي أو نفَّذت هي عملية الإطاحة بهم، والتغيير لهم، مهتمة في بلدنا ألا يكون فيه طرد لشخص خائن، أو موقف من شخص تنصل عن المسؤولية، وهرب وترك المسؤولية، وترك البلاد والدولة؟ هل تتوقع من أمريكا التي تستهدف زعماء ورؤساء منتخبين في بلدانهم، ولم يقدموا استقالاتهم، ولم تنته مدتهم الرئاسية، وتسعى للإطاحة بهم بكل وضوح، ومعها كل عملائها الذين يشاركون في العدوان على شعبنا، ولا يراعون شرعيةً ديمقراطية، ولا ما كانوا عليه من الاعتراف بالسابق، ولا وجود مندوب لتلك السلطة ولذلك النظام، كالنظام السوري الذي رئيسه منتخب من شعبه، ولم يقدم استقالته، ومندوبه في الأمم المتحدة معترفٌ به، أن عندهم اهتمام بالحفاظ على سلطة هنا أو هناك، وأن هذه مسألة مهمة بالنسبة لهم؟ كم وقعت في هذه الدنيا من انقلابات؟ كم وقعت فيها من ثورات؟ كم وقعت فيها من متغيرات؟ هل كل بلد يتجهون إليه ليفرضوا أو ليدعموا سلطةً معينةً فيه للحفاظ عليها؟ لا.

السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com