عن الشروط السعودية لعودة الوفد
موقع أنصار الله || مقالات || عبدالله بن عامر
كما أسلفت أن المملكة تخشى من استمرار الوفد في أداء دوره وتكثيف نشاطه الدبلوماسي ولهذا تراجعت عن قرار منع الوفد من العودة إلى صنعاء بعد أن كانت قد اتخذت هذا القرار بغية إهانة الوفد لا غير.
أصبحت الخشية من عودة الوفد للداخل أكثر منها من بقائه في الخارج (كيف؟!) الأمر بسيط جداً فبعد إعلان المجلس السياسي فالوفد الحالي لو عاد وفي حال أعلنت جولة مشاورات جديدة سيكون هناك وفد جديد باسم المجلس السياسي وتعاطي السعودية مع الوفد الجديد المفترض تشكيله سيكون ذلك بمثابة اعتراف ضمني بالمجلس السياسي والأمر كذلك بالنسبة لبقية الدول بل وحتى للأمم المتحدة وبالتالي أصبح أمر عودة الوفد الحالي مشكلة بالنسبة للسعودية بل وللأمم المتحدة المتماهية مع دول العدوان.
ولهذا قلت المملكة في البداية كانت تظن ان بقاء الوفد في الخارج سيجعلها تمضي في إهانة هذا الوفد الذي رفض الإملاءات ووقف صامداً امام الترغيب والترهيب وعاد الى سلطنة عمان دون ان يوقع على ما كانت واشنطن ولندن تريدان فرضه باسم التحالف.
إذاً في نهاية الأمر.. أصبح بقاء الوفد خارجاً مشكلة بالنسبة لهم ولو عاد الى الداخل ستصبح مشكلتهم مشكلتين لان البقاء في الخارج يعني نشاط دبلوماسي مكثف وتواصل وهو ما سينعكس سلباً على موقف دول العدوان كما حدث في الكويت 1..
يوم أمس علمت أن المملكة كانت قد اشترطت عدم عودة البرلمانيين المتواجدين مع الوفد في مسقط بالطائرة التي ستقل الوفد إلى صنعاء وهذا ما قد يدفعنا لتوقع اعتراض الطائرة واجبارها على الهبوط في بيشه كنوع من الإهانة فقط وتحت مبرر التأكد من خلو الطائرة من البرلمانيين.
المهم.. المملكة أرادت إهانة الوفد الذي أفشل مخططاتها في الكويت 2 ونجح بكل المقاييس في الكويت 1 فمنعته من العودة لتصبح هي في مأزق فلا وافقت على العودة ولا استمرت في الإمتناع والرفض..انما تحولت الى ما بين البين ما يؤكد انها هي في مأزق فإما العودة وبالتالي وفد جديد واحد باسم المجلس السياسي او البقاء في مسقط وهو ما يعني خسارة السعودية ولو أخلاقياً صورتها البشعة في حصار اليمن واليمنيين والضغط على وفد قدم الى الكويت بضمانات اممية بأن تكون كافة تحركاته تحت سلطة الأمم المتحدة..
إنهم في مأزق فلا حل أمامهم إلا ان يختفي هذا الوفد من الوجود حتى لا يبقى في الخارج ولا يعود إلى الداخل..
عائدون يا صنعاء..