لمن يستكثرون علينا الحرية والاستقلال: أنتم فاشلون خائبون!
فلا مبرر لكم، لا جدوى لكم من الاستمرار في هذا العدوان على هذا الشعب، لن تصلوا إلى أهدافكم أبداً أبداً أبداً بإذن الله -سبحانه وتعالى- ولا مبرر لكم، لستم بحاجة إلى الاستمرار في هذا العدوان؛ لأنه ليس صحيحاً أنَّ هذا الشعب يشكِّل خطراً على أمن أحدٍ في محيطه العربي والإسلامي، الأحرار في هذا البلد الذين يهتفون بالموت لأمريكا وإسرائيل، شرفاء هذا البلد، وأخياره، وأحراره، الذين لهم موقف مبدئي تجاه قضايا أمتنا الإسلامية، هم ينطلقون في موقفهم هذا من منطلقات إيمانية ومبدئية، وموقف طبيعي جدًّا لهم، ولكنهم على مستوى محيطهم العربي والإسلامي لا يشكِّلون خطراً على أحد، ولا تهديداً لأحد، الذي يريده شعبنا هو الاستقلال، هو الحرية، هل تستكثرون عليه ذلك؟! هل تعتبرون هذه بالنسبة لكم طامة وكارثة؟! هل هذا أمرٌ لا تستطيعون تحمله؟! فهذه مشكلة خطيرة عندكم، أنتم بحاجة إلى أن تسعوا للتشافي منها، للعلاج منها، أنتم بحاجة إلى إعادة النظر في طبيعة تفكيركم، في طبيعة نظرتكم إلى الآخرين، حتى في طبيعة نظرتكم إلى هذا الشعب؛ لأن هذا الشعب العزيز هو جديرٌ بالحرية والاستقلال، وأهلٌ لذلك.
من يفكِّر في أن يجعل من هذا الشعب بكله مجرد أداةٍ تحت سيطرته، وأن يجعل من هذا البلد بكله بلداً محتلاً، هو واهم، هو حالم، هو يعتمد في نظرته السرابية على الخيال، غير الممكن التطبيق في الواقع. هذا شعبٌ كبير وشعبٌ عظيم، شعبٌ له أصالة، له تاريخ، له هوية، شعبٌ عُرِف بلده على مدى التاريخ بأنه مقبرة الغزاة؛ ولذلك الاستقلال والحرية عندنا جزءٌ أساسيٌ من ديننا ومن إيماننا، هو فينا روحٌ نحمله، هو جزءٌ في تكويننا الذاتي والنفسي والمعنوي لا يمكن التفريط به.
فأي بلد، أي نظام، أي متسلط، أي طاغية في هذه الدنيا، يستكثر علينا أن نكون بلداً حراً مستقلاً، لا نفوذ لأي طرف أجنبي عليه، ولا يتحكم به أي طرف هنا أو هناك في هذه الدنيا، ويسعى إلى أن يروِّضنا على الاستسلام، وعلى الخنوع، وعلى الاحتلال؛ فهو فاشل وخائب، ولن يصل إلى تحقيق أهدافه، كل من يفكِّر هذا التفكير، ولا مبرر لأحد.
النظام السعودي إذا كان يفكِّر بأن جواره لبلدنا يمنحه هذا الأمر، ويجعل منه حقاً له، وكما يقول البعض بأنه ينظر إلى اليمن كحديقة خلفية، أنا قلت مراراً وتكراراً: أنه ينظر إلى اليمن نظرة سوداوية وسليبة جدًّا عليه أن يغيِّرها، ويريد لهذا البلد أن يكون مكباً للنفايات، وليس حديقةً خلفية، يريد لنا أن نكون بلداً ضعيفاً مقسَّماً محطماً، لا كيان له، لا حرية له، لا استقلال له، ويرى أنه بذلك سيطمئن، ما الذي يخيفه من هذا الشعب؟ ما الذي يقلقه من اليمن ومن أبناء اليمن حتى يفكر هذا التفكير العدواني السلبي السيء، والذي جعله يتعامل تعاملاً سيئاً ولا يحترم حق الجوار؟
شعبنا اليمني هو شعب الإيمان والحكمة، المفترض من كل الآخرين في محيطه العربي والإسلامي أن ينظروا إليه هذه النظرة الإيجابية، شعبٌ يتمتع بالمبادئ الإيمانية، والقيم الإيمانية، والأخلاق الحميدة، يتمتع بمكارم الأخلاق، لن يمثِّل خطراً وسوءاً على محيطه العربي والإسلامي، هو يحمل إرادة الخير لكل أبناء أمته. ولذلك فمن يسعى لإذلال هذا الشعب، وإخضاع هذا الشعب، واستعباد هذا الشعب، والسيطرة على هذا البلد، فهو يسعى للخيال، للأوهام، للسراب، ولا يمكنه تحقيق هذا الهدف بأيِّ حالٍ من الأحوال، طالما كان هذا الشعب معتمداً على الله وهو كذلك، وواثقاً بالله وهو كذلك، ومتوكلاً على الله وهو كذلك، ويحمل الهوية الإيمانية وهو كذلك، فلا مبرر للاستمرار في هذا العدوان، والنتائج سلبية، وتزداد سوءاً على تحالف العدوان، وهذا ملحوظ.
السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي