التصدي واجب بكل الاعتبارات والمثبطون دجالون

فمن يثبط الناس، أو يخذلهم عن أداء هذا الواجب؛ فهو من الدجَّالين، وهو من المفترين، وهو من الكاذبين، وهو من الذين يفترون على الله الكذب، ويغشون الناس، ويسعون لتدجينهم لصالح العدو، والصمود والتصدي للعدوان واجبٌ وطني، واجبٌ وطني، كم كنا نسمع من البعض خلال الأعوام الماضية وهم يقدمون أنفسهم على أنهم وطنيون، على أنهم الحماة لهذا الوطن، وعلى أنهم من يحملون راية هذا الوطن، والبعض منهم حتى في المراحل الماضية وبعد أن بدأ العدوان كانوا يظهرون هذا العنوان، ويحملون هذه الراية، ويعلنون وقوفهم ضد العدوان من هذا المنطلق: من المنطلق الوطني، ثم- مع الوقت- افتضحوا، وانكشفت حقيقتهم، وإذا بهم يبيعون الوطن بكله، الوطن والشعب وكل شيء، وينضمون إلى صف العدوان الذي قد شهدوا- سابقاً- عليه أنه عدوانٌ ظالمٌ بغير حق، يسعى لاحتلال هذا الوطن؛ فوقفوا في صفه، وقاتلوا هذا الشعب، وخانوا خيانةً قد شهدوا سابقاً على أن من يفعلها هو خائن.

واجبٌ بالاعتبار الوطني، إذا لم يتحرك الوطنيون في هذا الظرف الذي أتت فيه دول أجنبية لتغزو هذا البلد، وتحتل هذا البلد، وتسيطر على هذا الوطن، إذا لم يتحركوا في ظرفٍ كهذا، فمتى سيتحركون، في أي ظرف، في أي واقع؟ هذا البلد يتعرض للاحتلال، وشعبه يتعرض للقتل اليومي بكل فئاته، ومن كل المحافظات، ومن كل المكونات، فماذا ينتظرون، ومتى سيتحركون؟ الأوفياء منهم بالطبع تحركوا، ويتحركون، ويشهد لهم الواقع.

الصمود والتصدي للعدوان واجبٌ إنسانيٌ أيضاً، أنت كإنسان بفطرتك الإنسانية، الفطرة الإنسانية التي تعلِّمك أن تكون حراً، وهؤلاء أتوا ليسلبوك حريتك، الفطرة الإنسانية التي تعلِّمك أن تحمل المشاعر الإنسانية تجاه المظلومية، أيُّ مظلومية بعد مظلومية شعبنا العزيز، وبعد مشاهد القتل الجماعي للأطفال والنساء، والتدمير الكلي لبنية هذا البلد، والجرائم الوحشية والفظيعة جدًّا، التي أحرجت حتى قوى العالم التي تعمل على توفير الغطاء لهذا العدوان على شعبنا العزيز، أحرجت حتى أمريكا، وأحرجت حتى أوروبا، أنت كمسلم يمني من هذا الشعب، تنتمي إليه، وتزعم أنك من بني الإنسان، أين هي مشاعرك الإنسانية؟ أين هي أحاسيسك؟ هل طُبِعَ على قلبك؟ الذين بقيت فيهم فطرتهم الإنسانية، وبقي فيهم الشعور الإنساني والوجدان الإنساني سليماً؛ بالطبع تحركوا، وانطلقوا، وهم في موقف الشرف، والذين قد فقدوا حتى إنسانيتهم هم في الاتجاه الآخر: إما في موقف الخيانة، وإما في موقع التنصل عن المسؤولية والتخاذل.

أمَّا الأحرار والشرفاء والأوفياء في هذا البلد فقد انطلقوا، من انطلق بوازع الدافع الديني، ومن انطلق بوازع الدافع الوطني، ومن انطلق بوازع الدافع الإنساني، وموقف الصمود هو أيضاً يستند إلى الموقف الحق والقضية العادلة، نحن في موقف الحق، الأمريكي والإسرائيلي والسعودي والإماراتي… ومن معهم، ليسوا هم في موقف الحق في عدوانهم على شعبنا العزيز، الموقف بالنسبة لهم موقفٌ واحد، موقف الإسرائيلي، وموقف الأمريكي، وموقف النظام السعودي، وموقف النظام الإماراتي، وموقف الخونة، وموقف من معهم ولحق بصفهم هو موقف واحد، هو موقف المباشر والمشارك في هذا العدوان، والمنفِّذ لهذا العدوان، يعني: اشتراك في هذا العدوان بكل المستويات، وبكل المجالات، موقف واحد وجبهة واحدة، هل تتوقع أنَّ الإسرائيلي والأمريكي والسعودي والإماراتي، والخائن الذي التحق بصفهم من أبناء بلدنا هم في موقف الحق؟ وأنَّ هذا الشعب الذي يتصدى لهذا العدوان بكل فئاته ومكوناته وجماهيره الغفيرة، هذا الشعب الذي يروى عن الرسول أنه قال بحقه: (الإيمان يمان) في موقف الباطل؟

قد يعجبك ايضا