رئيس الوزراء يشيد بجهود الهيئة العامة للزكاة ومساهمتها الفاعلة في جبهة التكافل الاجتماعي
موقع أنصار الله – صنعاء – 22 ربيع الآخر 1443 هجرية
اعتبر رئيس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، موضوع التكافل الاجتماعي إحدى أهم الخطوات ذات الصلة بالحفاظ على سكينة المجتمع وتلاحمه واستقراره، وتأكيد الروح الإيجابيةَ في أوساطه.
وأشار رئيس الوزراء أثناء مشاركته في اللقاء التوعوي الموسّع، الذي نظمته اليوم السبت في صنعاء الهيئة العامة للزكاة تحت عنوان “معاً لتحقيق التكافل الاجتماعي وتيسير الزواج”، إلى ما يمثله تنظيم الأعراس الجماعية من أهمية في التخفيف من الأعباء والتكاليف الباهظة التي تتطلبها الأعراس.
ولفت إلى ضرورة التفات الجهات الرسمية والشعبية إلى قضية التكافل الاجتماعي والتعامل معها بمسؤولية، خاصة في ظل الصراع الدولي والعالمي الذي وُضع اليمن فيه، وما يُخلفه من آثار وتداعيات على المجتمع اليمني.
وأوضح أن قائد الثورةَ، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، يحثّ في العديد من المناسبات على موضوع التكافل الاجتماعي، والعمل المشترك بين مؤسسات الدولة والمجتمع للحد من التحدّيات الإنسانية التي يكابدها أبناء المجتمع، والشباب منهم على وجه التحديد.
وأكد أن الجميع معني -خلال المرحلة الراهنة- باستشعار المسؤولية “كل في مجاله واختصاصاته” تجاه التكافل الاجتماعي، واتباع المنهج النبوي الإنساني الراقي، للمساعدة في الوصول إلى أهداف ومبادئ التكافل الاجتماعي، وإعلاء قيمته الدِّينية والإنسانية في أوساط المجتمع.
وقال: “معنيون جميعاً بتوطيد التلاحم الداخلي الذي حدث طيلة السبع السنوات بفضل من الله أولاً، ثم بحكمة قائد الثورة، وتضافر جهود كافة أبناء المجتمع، وقواه الحيّة”.
وبيّن الدكتور بن حبتور أن تحقيق النجاحات في الجبهة الداخلية لا يقلّ أهمية عن النجاحات والانتصارات التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية.
وتوجّه بالشكر للمجلس السياسي الأعلى، ومكتب قائد الثورة، ومكتب رئاسة الجمهورية، على دورهم في إسناد الجهود الرسمية والشعبية لانتظام الأوضاع في الداخل، الذي يعدُّ من عوامل النّصر الذي يتحقق على مستوى الجبهات.
وأشاد بمستوى التكافل الاجتماعي السائد في أمانة العاصمة والمحافظات الحرة، مقارنة بالوضع السائد في المحافظات والمناطق الواقعة تحت الاحتلال، نتيجة المشاكل التي يمر بها المجتمع هناك، التي لا تُعد ولا تُحصى.
وعبّر رئيس الوزراء، في ختام كلمته، عن التقدير للهيئة العامة للزكاة وقيادتها على تنظيم الفعالية المهمّة، وجهودها وتحقيقها إنجازات إنسانية قيّمة لفائدة مختلف الشرائح المستهدفة.
من جانبه، أكد مدير مكتب رئاسة الجمهورية، أحمد حامد، أهمية اللقاء في العمل على تخفيف معاناة المجتمع، خاصة المحتاجين، من خلال استشعار المسؤولين مهامهم في التحرّك لتعزيز التكافل المجتمعي.
وقال: “إذا تم تصحيح المفاهيم لدينا سنتحرّك بشكل واعٍ، وتتحول الوظيفة إلى خدمة عامة، ونعرف أننا في موقع المسؤولية والخدمة” .. مشيراً إلى أن هيئة الزكاة تقدّم مبادرة “الزواج الجماعي” لتخفيف معاناة المحتاجين، وغيرها من المشاريع التي تصبّ في خدمة المجتمع.
وأشاد حامد بالحملة الإغاثية العاجلة (دثروني)، التي نفذّتها هيئة الزكاة أمس الأول، من خلال توزيع بطانيات على المساكين الذين لا مأوى لهم في شوارع وأحياء أمانة العاصمة، ممن يتوسدون الأرض، ويلتحفون السماء، في هذا الشتاء والبرد القارس.
ودعا المعنيين إلى التحرّك كلا من موقع مسؤوليته، لانتشال الذين لا يجدون مأوى يقيهم حر الصيف وبرد الشتاء، باعتبار ذلك من أهم الأعمال وأولى الأولويات.
من جهته، أكد مفتي الديار اليمنية، العلامة شمس الدين شرف الدين، أهمية توجيه الجهود وتسخير الطاقات، وجعل الأولويات في خدمة الشعب اليمني، لا سيما الضعفاء والمساكين منهم والفقراء، باعتبار ذلك من المقرِّبات إلى الله تعالى.
وثمّن دور القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ في الاهتمام بخدمة المواطن، انطلاقاً من الشعور بالمسؤولية، بما يصبُّ في مصلحة الوطن إنسانياً واجتماعيا .. مشيراً إلى أن من يسمون بالشرعية لا يهمهم مصير الشعب ولا حياته أو حزنه وجوعه، وما يحدث في المحافظات المحتلة من ضيق العيش والأحزان والانفلات الأمني خير دليل على ذلك.
ولفت العلامة شرف الدين إلى أن الزواج من المسائل الضرورية التي اعتنى بها الإسلام، لارتباطها الوثيق بحياة المجتمعات وتعاملاتهم، ومواصلة الاستخلاف في الأرض .. مؤكداً أهمية تسهيل الزواج وتخفيف المهور لتجاوز العقبات التي حالت بين الشباب والزواج.
وتطرّق إلى ما تعيشه الأمة اليوم من حرب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ومنها ما يسمّى بالحرب الناعمة، التي استهدفت طهارة ونقاء وزكاة الشباب والفتيات، ما يدعو إلى مواجهة هذه الحرب، وسد ثغورها، بدعوة المجتمع إلى تخفيف المهور وتيسير أمور الزواج.
فيما نقل مدير مكتب قائد الثورة، سفر الصوفي، مباركة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لمبادرة الزواج الجماعي، التي تتبناها موسمياً هيئة الزكاة، وللجهود المبذولة في هذا السياق في معالجة الوضع الاجتماعي وتحصين الشباب من المعدَمين والفقراء.
وقال: “بهذه المشاريع نعمل على مواجهة حرباً شعواء، يشنّها الأعداء لاستهداف المجتمع وإفساده، وهدم قيمه وأخلاقه”.. داعيا إلى التنافس في أعمال الإحسان والتعاون على البر والتقوى، والاستفادة من هذه المبادرة وأبعادها في المجالات التوعوية والإعلامية والثقافية، للعمل على تيسير الزواج، وترك العادات السيّئة في مراسيم الأعراس.
وأكد الصوفي أن الأعراس الجماعية تجسّد معاني الإسلام، ومشروع بناء الحياة والمجتمع في مواجهة الأعداء الذين يسعون لهدم المجتمع وإبادة الحياة، طيلة سبع سنوات من العدوان الذي ارتكبت آلاف الجرائم بحق أبناء الشعب اليمني.
بدوره، أشار رئيس الهيئة العامة للزكاة، الشيخ شمسان أبو نشطان، إلى أهمية اللقاء لتأسيس مرحلة من التكافل والتراحم والتعاون والتواصي بالخير في جبهة التكافل الاجتماعي، وتيسير الزواج خدمة للفقراء والمساكين.
وأوضح أن هيئة الزكاة بصدد إقامة العرس الجماعي الخميس المقبل، الذي يصل خيره لسبعة آلاف و200 عريس وعروس من الفئات الأشد فقراً، والمستضعفين في أمانة العاصمة والمحافظات.
ولفت إلى حرص الهيئة، خلال الأشهر الماضية، على وضع معايير في اختيار المستهدفين، وتلافي القصور والسلبيات في العرس الماضي، من أجل صرف الزكاة في مصارفها .. منوهاً بدعم القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى والحكومة ونخب المجتمع ورجال المال والأعمال مبادرة هيئة الزكاة لتحصين الشباب وخدمة الفقراء والمساكين في مواجهة الحرب الناعمة التي تسعى لانحراف الشباب عن هويتهم الإيمانية.
وأعلن الشيخ أبو نشطان عن إطلاق حملة وطنية لتعزيز التكافل الاجتماعي وتيسير الزواج في محافظات الجمهورية، لتجسيد وثيقة تخفيف المهور، وتكاليف الزواج، وترك مظاهر البذخ والإسراف في الأعراس عبر هيئة الزكاة، بدعم قيادة الدولة، ومشاركة الجهات الحكومية والشعبية المعنية، ورجال المال والأعمال.
وخرج اللقاء، الذي ضم نخباً سياسية واجتماعية ووكلاء هيئة الزكاة، بعدد من التوصيات، تلاها وكيل الهيئة لقطاع التوعية والتأهيل، أحمد مجلي، حثت المجتمع والجهات المعنية على تطبيق وتنفيذ وثيقة تيسير الزواج، وإيجاد آلية مشتركة تكاملية للجهات الرسمية ذات العلاقة لتنفيذها.
ودعت التوصيات وسائل الإعلام إلى إطلاق حملة توعوية إعلامية توضّح أهمية تيسير الزواج، وتحصين المجتمع من الحرب الناعمة، والتحذير من الآثار السلبية لارتفاع تكاليف الزواج .. حاثة رجال المال والأعمال على تنفيذ مبادرات مجتمعية لتحصين الشباب من خلال تبنّي أعراس جماعية.
وأكدت التوصيات على اضطلاع الجهات المعنية، ممثلة بوزارة الإرشاد ورابطة علماء اليمن وغيرها من الجهات المعنية، بتكثيف الأنشطة والبرامج الهادفة إلى الارتقاء بالوعي المجتمعي لتيسير الزواج والابتعاد عن مظاهر البذخ.
ونوّهت توصيات اللقاء بالمبادرات المجتمعية المنفّذة، بخصوص تخفيض تكاليف الزواج، ودعوة أبناء المجتمع في المحافظات إلى الاقتداء بها.
وثمّنت التوصيات جهود هيئة الزكاة ومشاريعها في مجال تيسير الزواج، ومباركة جهودها في مشروع الزواج الجماعي، المزمع تنفيذه في تأريخ 27 ربيع ثاني 1443هـ، الموافق الثاني من ديسمبر 2021م، لـ7200 عريس وعروس.