استهداف متعمد للإعلام والإعلاميين.. أمريكا تحاربُ “صدقَ الكلمة”!

|| صحافة ||

يبرُزُ الدورُ الإعلامي الأمريكي المساند للعدوان والحصار على بلادنا كأهم الأدوات التي شكّلت غطاءً كاذباً وتحريفاً واضحاً للحقائق على مدى السنوات السبع الماضية.

وتعمدت أمريكا محاربةَ كُـلّ المنابر الإعلامية المناهضة للعدوان وفرض قيود تعسفية عليها، وإجراءات تتنافى مع ما تدعيه أمريكا من حريات وحقوق، فحجبت القنوات من الأقمار الصناعية، ومواقع التواصل الاجتماعي أكثر من مرة، ومنعت الصحفيين الدوليين من زيارة اليمن لنقل حقيقة ما يجري من عدوان وحصار وغيرها من الأساليب الأُخرى.

وأقدمت أمريكا إلى ما هو أكبر من ذلك عن طريق الاستهداف العسكري لوسائل الإعلام المناهضة للعدوان، فتم استهداف 50 منشأة إعلامية بحسب أحدث تقرير لمركز عين الإنسانية، وارتقى عددٌ من الإعلاميين شهداء، وهو يواكبون مظلومية اليمن، كما أقدمت أمريكا وعدوانها على استهداف الشخصيات الإعلامية كما حدث لسفير الجمهورية اليمنية لدى سوريا الأُستاذ عبد الله صبري، حَيثُ تم استهداف منزله في شهر رمضان وهو نائم مع أسرته، ما أَدَّى إلى استشهاد نجليه ووالدته، وتعرضه لكسور في رجله لا يزال يعاني منها إلى يومنا هذا.

ويرى الناشط الإعلامي أنس القاضي، أن مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية في العدوان على اليمن في الجانب الإعلامي، هي مشاركة عدوانية فاعلة لا تقل خطورة عن المشاركة العسكرية، وأن الولايات المتحدة تنطلق في العدوان على اليمن من قاعدة شمولية المعركة، لهذا فهي تخوضُ معاركَ إعلامية واقتصادية وعسكرية وسياسية وغيرها ولا تهمل أياً من هذه الجوانب لصالح جانب آخر.

ويوضح القاضي قائلاً: هناك العديد من الأشكال للمشاركة الأمريكية في العدوان على اليمن في المجال الإعلامي، وأبرزها تهكير المواقع الإلكترونية وصفحات المؤسّسات والأشخاص في مواقع التواصل وحضر تداول بعض الصور والعبارات وحجب بث القنوات الوطنية عن بعض الأقمار الصناعية ومنع دخول الصحفيين الأجانب إلى اليمن بالإضافة إلى استخدام الوسائل الإعلامية الأمريكية ذاتها في صنع صورة زائفة عما يجري في اليمن.

من جانبه، يقول الإعلامي عيسى السياني: منذ بداية العدوان كان الدور الأول الذي اعتمدت عليه أمريكا هي وسائل الإعلام عبر العديد من المصطلحات والمفاهيم المغلوطة التي تعكس معطيات وموازين الميدان العسكري والسياسي والإنساني وكذلك في ميدان الإعلام كما لم يحدث سابقًا، بتغطية وتبرير العدوان والحصار وكافة الجرائم الوحشية، والإنسانية، والقيمية، والأخلاقية، وعبر العديد من الجيوش الإعلامية مثل قنوات (العربية والحدث، قناة إسكاي نيوز عربية، قناة الجزيرة، قناة العربي).

ويشير السياني إلى أبرز القنوات التي قامت بدور إسناد إعلامي للعدوان السعوديّ الأمريكي وتقدم الخدمة المجانية حسب السياسات والإملاءات الأمريكية والتي تمحورت تغطيتها الإعلامية حول تصورات ومفاهيم عدة؛ مِن أجلِ تغييب القضية اليمنية وانتهاكات العدوان للمواثيق والمعاهدات الدولية.

ولا يقتصر الدور الأمريكي في محاربة وسائل الإعلام المناهضة للعدوان، بل وصل الأمر إلى الاستهداف المباشر للإعلاميين؛ بهَدفِ طمس الحقيقَة، والعمل على إدارة السياسة الإعلامية في الشرق الأوسط بأكمله، لتنحاز مع الجلاد ضد الضحية.

ويقول الناشط الإعلامي عبد الخالق القاسمي: إن الدور الأمريكي في الجانب الإعلامي عمد إلى تقديم الغطاء السياسي في الأمم المتحدة، والتضليل الممنهج على مستوى المجتمع الدولي بالتحَرّك الدبلوماسي المشبوه، وتبرير جرائم العدوان على اليمن بما فيها قتل الأطفال والنساء وذلك؛ مِن أجلِ استمرار نزيف الدم اليمني وتمرير مشاريعهم.

بدوره، يؤكّـد الحسين اليزيدي، أحد طلاب كلية الإعلام جامعة صنعاء، أن الإعلام الأمريكي أَو الإعلام الممول أمريكياً كان منذ الوهلة الأولى للعدوان يخوض حرباً شيطانية تنافي قيمَ الإعلام الحر الصادق المهني، وذلك فيما رأيناه من التغطيات لجرائم العدوان ووصفها بأنها ضربات حقّقت أهدافها وهي في الحقيقة كانت استهدافاً لضحايا مدنيين في أسواق وأعراس وتجمعات سكنية، لذلك كان ذلك الإعلام يُميع قتل المدنيين والحصار البري والبحري والجوي على بلادنا وَما يزال يفعل ذلك إلى اليوم.

ويتفق الإعلامي أسامة السعيدي مع كُـلّ ما طرح سابقًا، ويزيد أن الدور الإعلامي الأمريكي تمثل في تشويه أنصار الله وتشنيعهم وغض الطرف عن مظلومية الشعب اليمني وإلصاق جرائم التحالف في اليمن للأنصار، بالإضافة إلى تجميل المصطلحات لتحريف الحقائق.

ويقول السعيدي: إن الإعلام الأمريكي لم يقتصر على ذلك فحسب، بل ساهم في إلباس أمريكا قناع المصلح ومحو دورها المشارك في قتل اليمنيين وتدمير ممتلكاتهم فيظهر أمريكا في الأخير كدولة محبة للسلام وأنها لا تريد سوى السلام في اليمن.

 

قلب الحقائق

ويقول وكيل وزارة الإعلام، رئيس المركز الإعلامي لأنصار الله، نصر الدين عامر: إن أمريكا استنفرت كُـلَّ منظومتها الإعلامية العالمية؛ بهَدفِ إسقاط اليمن واحتلاله أرضاً وإنساناً، مُشيراً إلى ضرورة الإدراك بأن هذا العدوان على اليمن مخطَّطٌ له بشكل كامل، وأنه انطلق على كُـلّ الأصعدة العسكرية والاقتصادية والأمنية، وَأَيْـضاً الإعلامية.

ويقول عامر في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة”: إن من المعلوم أن الأمريكي والإسرائيلي يسيطرون على الإعلام العالمي بشكل كبير ويتحكمون بالرأي العام على مستوى العالم، وَأنهم عمدوا إلى إنتاج صورة معكوسة تماماً عن الوضع في اليمن، وقلبوا الحقائق، وشوّشوا على جرائمهم وقدموا أنفسهم كمنقذين، مستدركاً بقوله: “لكن في النهاية وبقوة الله سقطت ترسانتهم الإعلامية بجانب ترسانتهم العسكرية أمام صمود الشعب اليمني، ولحقت بهم الهزائم في مختلف الساحات والميادين وبقي الشعب اليمني بصموده ووعيه شوكة في عيونهم”.

وسعت مطابخ التغريب برئاسة أمريكا وإسرائيل خلال السنوات السبع الماضية من عمر العدوان على اليمن إلى بناء غرف مظلمة لتدمير قيم الإنسان وتمزيق المجتمعات على كافة الأصعدة من خلال مشاريع تسوقها في المعمورة العربية على المدى البعيد والقريب ليصبح عالماً ممزقاً مُجَـرّداً من الإنسانية ولا يضع أي اعتبار للآدمية.

وفي هذا الصدد، يقول نائب وزير الإعلام، فهمي اليوسفي: إن استهداف وقتل القيم القرآنية وتشويه المفاهيم الجميلة للإسلام ونشر التقليدية والتخلف هو جزء من أهداف العائلة الحاكمة في الرياض لخدمة مصالح ومطامع الصهيو أمريكية ضد النسيج الإسلامي، بما يمكنهم على المدى البعيد من تحويل الساحة الإسلامية من عبادة الله لعبادة البعير أَو الناقة.

ويرى اليوسفي أنه ليس غريباً على آل سعود أن يستمر عدوانهم الوحشي على بلدنا منذ ٧ سبع سنوات وحتى اليوم؛ لأَنَّها عائلة متوحشة جاءت من رحم المخابرات الصهيونية وكل ذلك يؤكّـد أنها لا تحترم الإنسانية، بل لديها مشاريع إبادة للأُمَّـة العربية والإسلامية وتدمير المقدسات ويتطلب الأمر بهذه الحالة أولاً فهم المشكلة؛ لأَنَّ فهمها بشكل دقيق هو المدخل الفعلي لمكافحة مثل هذه الأخطار.

من جهته، يقول مستشار وزارة الإعلام بحكومة الإنقاذ، توفيق الحميري: إن الحديث عن الدور الإعلامي الأمريكي في العدوان على اليمن يقوم بدور الموجه الرئيس لإعلام أنظمة تحالف العدوان أَو أدوات أمريكا بتعبير أدق.

ويضيف في حديثه لصحيفة “المسيرة” أنه ومنذ الساعة الأولى للعدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن حتى الآن سنجد هنالك موجهان رئيسيان لإعلام دول تحالف العدوان الأول موجه أمريكي والآخر هو إعلام كيان العدوّ الإسرائيلي.

ويوضح الحميري أن إعلام الأمريكان بشكل عام هو من يقدم المسميات والمفاهيم المغلوطة والتوصيفات غير الصحيحة لما يجري في اليمن والمنطقة عُمُـومًا، وكذلك يقوم بالتزييف للحقائق وحرف القناعات والاهتمامات والمغالطات البعيدة عن الواقع والمنافية للحقيقة، ثم سنجد إعلام الأنظمة التابعة لأمريكا وتحديداً إعلام تحالف العدوان مُجَـرّد وسائل تكرار فاقدة الاستقلالية والمصداقية على النقيض من إعلام محور المقاومة وفي مقدمته الإعلام اليمني المتصدي للعدوان والذي ينعم بالاستقلالية.

ويضيف الحميري: أما الموجه الآخر والمتمثل بإعلام كيان العدوّ الإسرائيلي فهو يقوم بدور الموجه الخطابي التمزيقي والإجرامي وخير دليل على ذلك حين تقرأ اليوم افتتاحية لصحيفة سعوديّة أَو إماراتية أَو إسرائيلية ستجدها بلغة خطاب واحد ووجهة نظر واحدة.

بدوره، يشير مدير إذاعة صوت الشعب، أحمد المختفي، إلى أن أمريكا لعبت دوراً محوريًّا ومركزياً في العدوان على اليمن بدءاً من مرحلة الإعلان للعدوان الذي تم من أمريكا، مُرورًا بالدعم اللوجستي عبر الاستشارات والأقمار الصناعية والتدريب وانتهاء بالمشاركة الفعلية بطيارين أمريكيين، أَو بالصفقات المتواصلة والمُستمرّة للأسلحة الأمريكية في عهد رؤساء أمريكا الثلاثة أوباما وترامب وبايدن.

ويضيف قائلاً: إن المتتبع للأحداث يعلم يقيناً أن أمريكا هي الراعية الرئيسة للعدوان وأن السعوديّة وحلفَها مُجَـرّد أدوات تقوم بالتنفيذ وهي رابحة بكل تأكيد من مبيعات الأسلحة الضخمة التي تدر عليها ملايين الدولارات، فضلاً عن إيجارات الأقمار الصناعية والتدريب، بالإضافة إلى أنها تريد تدمير محور المقاومة الذي صعد مؤخّراً وبقوة، وباتت اليمن ركناً محوريًّا وأَسَاسياً فيه خَاصَّة أنصار الله الذين استطاعوا كسر الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية وإنهاء أُسطورة قوة السلاح الأمريكي الذي أصبح مُجَـرّد علب كرتون تحرق بولاعة المجاهد اليمني وتم توثيق تلك المشاهد في الإعلام الحربي.

ويؤكّـد المختفي بقوله: إن أمريكا الآن محرجة وتحس أن كبرياءَها وسطوتها وجبروتها أصبحت في الماضي وهي تحاول جاهدة ألا تظهر أنها من يدير الحرب والعدوان؛ لأَنَّها تعلم يقيناً أن نزولها رسميًّا دون غطاء ودون أذرع لها في مواجهة أنصار الله وهزيمتها سينهي وجودها وهيلمانها وسُمعتها التي صنعتها عبر سنوات منذ الحرب العالمية الثانية، وهذا ما سيشجّع دولاً لها ثقلُها أن تبرزَ عضلاتها دون خشية، وعلى رأسها المارد الصيني والدب الروسي، مبينًا أن الأيّام القادمة حبلى بالمفاجآت وأن المؤشرات تؤكّـد يقيناً أن الانتصار قادم لا محالة، وأن عدوان أمريكا وتحالفها الأرعن مصيرُه الانهيار.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com