محاولات تقديم بطاقة مزيفة للعدوان! كيف ومتى؟
مع كل هذا الوضوح، مع كل هذا الوضوح، في بعض الأوقات وفي بعض المحطات تأتي محاولات لتقديم بطاقة مزيفة عن هذا العدوان، لها صورة مختلفة وعناوين مختلفة، فيأتي الحديث عن أنَّ هذه الحرب هي حرب يمنية يمنية، الذي يجري في اليمن هو مشاكل داخلية، واحتراب داخلي بين أطراف يمنية، توجَّه إليها الدعوات أن تتوقف عن هذا الاقتتال، الذي تتسبب بمآسي كبيرة، ومعاناة كبيرة للشعب اليمني، ويتوجه اللوم إليها: لماذا لا تراعي وضع شعبها، ويتوجه النصح إليها: بأن تكف عن ذلك، وأن تتعقل.
طبعاً هذه تأتي في حالات معينة، وأبرز شيء: عندما يكون هناك مأزق أخلاقي، مثلاً: عندما يكون الرصيد الإجرامي المتراكم قد أصبح إلى درجة شنيعة جدًّا، ووصل صداه إلى كل الدنيا، وإلى مختلف البلدان، حينها تتحرك الأمم المتحدة وتوجِّه النداء لأهل اليمن: [أن يكفوا عن اقتتالهم الداخلي]، بعد أن تصل الجرائم إلى مستوى شنيع، وجرائم ارتكبها من؟ تحالف العدوان بآلاته، بإمكانياته، بعملياته المباشرة، يأتي اللوم لليمنيين، والحث لهم عن التوقف عن هذا الاقتتال.
عندما يشتد الحصار الخارجي على هذا البلد، وتعظم المعاناة، ويصل صدى هذه المعاناة وتصل مشاهدها المأساوية جدًّا إلى مختلف البلدان، وإلى الشعوب الأخرى، كذلك يأتي كلام من الأمم المتحدة، وأحياناً من الطرف الأمريكي، وأحياناً من الأطراف الأوروبية، وأحياناً حتى من السعودي نفسه، يقدم النصح واللوم لأهل اليمن: [لماذا تفعلون بأنفسكم هكذا؟ لماذا وصلتم إلى هذه المأساة الكبيرة بمشاكلكم؟ كفوا عن ذلك]! مغالطة عجيبة جدًّا يعني، وتجاهل للوقائع والأحداث الواضحة جدًّا.
عند المأزق الميداني والسياسي، عندما يكون هناك مأزق ميداني وتفشل عمليات أساسية لتحالف العدوان، ويصبح لديه مشكلة في أدائه العسكري، كذلك يتوجه من جديد بالنصح لأهل اليمن، ويعرض استعداده لأن يقوم برعاية المصالحة فيما بينهم، وأن يحل مشاكلهم هذه، التي لم تتوقف، وأصبحت مصدر إزعاج للجيران وبقية العالم.
عند السعي أيضاً لفرض أجندة الاستسلام، يعني: مع طول فترة الحرب أحياناً يحاول الأعداء أن يجرِّبوا ما إذا كان الأسلوب السياسي سيحقق لهم ما عجزوا عنه بالحرب، أو أن تكون ضغوط الحرب، وآثارها، وأضرارها، وأوجاعها، وآلامها، ومتاعبها، قد أرهقت أبناء هذا الشعب، وهيأتهم لقبول فرض أجندة لصالح المعتدي الخارجي، وسيطرته على هذا البلد بغطاء سياسي، والغطاء السياسي لا بدَّ أن يكون فيه طرف بعنوان يمني، في مثل هذا الظرف يأتون بالمرتزقة والخونة من أبناء البلد ويقدمونهم، ويأتون بعنوان ما يسمونه بالشرعية ويقدمونه، ثم ينادون بالحوار، والأخذ والرد، والنقاش، واللقاءات، والجلسات.
في هذه الحالات الثلاث: عند المأزق الأخلاقي والإنساني، عند المأزق الميداني والسياسي، عند السعي لاقتطاف ثمرة العدوان وفرض أجندة سياسية، يتم إخراج بطاقة أخرى غير البطاقة الأصلية تقدِّم تعريفاً مختلفاً غير واقعي نهائياً لهذه المشكلة، لهذا العدوان، ولهذه الأحداث.
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي