من أبشع وأفظع جرائم العدوان: جريمة الحصار

مع ذلك أيضاً جريمة أخرى من أبشع أنواع الجرائم- ولو قد طال بنا الوقت- جريمة الحصار: من أفظع وأبشع ما يرتكبه تحالف العدوان من جرائم في استهدافه لشعبنا اليمني هو جريمة الحصار، الحصار الشامل.

العدو من خلال حصاره يعمل على منع وإعاقة وصول المواد الغذائية، إلا بصعوبة بالغة، وبكلفة كبيرة، لا يصل القمح، ولا تصل مختلف المواد الغذائية إلى بلدنا إلا بعد إعاقة، وتأخير، ومنع، وتحمل غرامات وتكاليف، وبشكل معقد، فتصل في نهاية المطاف، وبعناء كبير، وبكلفة كبيرة، وبأسعار باهظة، والذي يعاني نتيجةً لذلك هو المواطن اليمني، هم أبناء هذا الشعب، الشريحة الأوسع في هذا البلد، وهم الفقراء، هم الأكثر معاناة نتيجةً لذلك، معاناة في التأخير، في إشكالية الأسعار الباهظة التي تأتي نتيجةً لذلك.

تحالف العدوان عمل على منع وصول المواد الطبية والأدوية إلى هذا البلد، إلا بصعوبة كبيرة، ومعاناة كبيرة، وبعد تأخير كبير، وبالتالي بتكاليف مادية كبيرة، وبأسعار باهظة، من الذي يعاني؟ أليس هم أبناء هذا البلد؟

منع المرضى من السفر للعلاج في الخارج، لا يسافر إلا القليل جدًّا، بعناء كبير، وفي حالات نادرة، والأكثر منعوا من السفر، وحضر عليهم تحالف العدوان ذلك، حتى إلى دول هي جزء من هذا التحالف، هي الأردن، حالات نادرة جدًّا، وبصعوبة كبيرة.

معظم المواد والاحتياجات الأساسية للناس، لا تصل إلا بصعوبة كبيرة جدًّا، وأكثرها بالتهريب، وبعناء شديد، وبالتالي بأسعار باهظة، هذا سبب معاناة كبيرة لأبناء الشعب، أكثرهم لا يحصل على أي شيء يحتاج إليه، أو يريده، أو من متطلبات حياته، أو يمثل ضرورةً له، إلا بعناء شديد، وبتكاليف باهظة، وأسعار باهظة.

لماذا يفعل تحالف العدوان ذلك؟ لأنه أراد أن يعاني جميع أبناء هذا الشعب، هو يرتاح بقدر ما يعاني أبناء هذا الشعب، بمختلف مناطقهم، بمختلف مذاهبهم، بمختلف اتجاهاتهم، أو أن المعاناة هذه خاصة بآل فلان، أو زعطان، أو فلتان، أو بمذهب كذا، أو بقوم كذا، أو بفئة كذا؟ لا، معاناة شاملة في مختلف المحافظات.

يمنع ويعيق وصول المشتقات النفطية والغاز، إلا بعد تأخير كبير، وعناء شديد، وأسعار كبيرة جدًّا، وظروف تسبب معاناة في مختلف المجالات؛ لأن الوقود يحتاج إليه هذا الشعب في مختلف شؤون حياته، المستشفيات بحاجة إلى الوقود، محطات المياه بحاجة إلى الوقود، محطات الكهرباء بحاجة إلى الوقود، أشياء كثيرة جدًّا، وسائل النقل تعتمد على الوقود، هذا يسبب معاناة كبيرة للشعب، والعدو يدرك ذلك، وهو يركز على هذا الجانب؛ لإلحاق أكبر قدر من المعاناة بالناس في ذلك، يرتاح، النظام السعودي، المسؤول السعودي، الضابط السعودي، الضابط الإماراتي، من معهم من الخونة، يبتهج ويرتاح عندما يلحظ معاناة الشعب اليمني وهم طوابير كبيرة؛ كي يحصلوا على قليل من البنزين بسعر مرتفع، يرتاح ويبتهج، يشعر بالسرور والغبطة، وعنده أنه انتصر، أصبحت راحتهم بمعاناة شعبنا، بعذاباته، بأوجاعه بآلآمه، هل يمكن أن يقال عنهم أنهم يريدون خيراً لهذا البلد، أو أنهم يقدمون شيئاً لصالحه؟ أليست هذه حالة عدائية للجميع، في كل هذه الحالات التي شرحناها؟

كل من يعاني في أي شيءٍ مما قد ذكرناه، ليتذكر أن وراء هذه المعاناة هو السعودي، ليلعن من وراء هذه المعاناة، من ضابط سعودي، أو مسؤول سعودي، أو مسؤول إماراتي، ومن فوقه، ومن معه من الأيادي المرتزقة الخائنة لوطنه، ليدرك من يفعل به ذلك، من يجب أن تكون ردة الفعل تجاهه، من يجب أن نغضب عليه، من يجب أن ندرك أنه الذي نعاني بسببه، بسبب عدوانه، بإجرامه، بفعله، بجريمته، لنعرف إلى من نوجه السخط، وإلى من يتوجه الموقف الصحيح للرد على كل هذه الجرائم بكل أشكالها.

والمعاناة كبيرة وملموسة؛ إنما نتحدث عن هذه الأمور، كونها أموراً نعيشها في واقعنا كشعب، ونشعر بها في واقعنا كشعبٍ يمني مظلوم، يستهدف بكل هذه الأشكال من الاستهداف.

 

الله أكبر

الموت لأمريكا

الموت لإسرائيل

اللعنة على اليهود

النصر للإسلام

 

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

قد يعجبك ايضا