أهمية تهيئة النفس لتكون ضد كل المواقف الأمريكية والإسرائيلية .. محاربة الإرهاب مثالا
موقع أنصار الله | من هدي القرآن |
مخططاتهم رهيبة، وأصبحت الأشياء كلها تتهيأ لهم بشكل عجيب؛ لأنه فسدت النفوس، فسد زعماء وشعوب حقيقة، أصبحنا كلنا فاسدين، لا نحمل أي وعي، لا نحمل أي اهتمام بالقضية هذه، لا نفكر في أي حـل فيهـا، وأصبحنـا كلنـا نتلقـى في نفوسنـا، في تهيئة نفسياتنا من الفساد الثقافي والإعلامي والأخلاقي ما يهيئ لليهود أن يحققوا أهدافاً أخرى أكثر مما وصلوا إليه، أكثر مما وصلوا إليه حقيقة.
تجد أبرز شيء في هذه المسألة والإنسان يتابع التلفزيون، ويتابع الرادي، يتابع الأحداث أن تفهم بأن أي موقف تتبناه أمريكا أو إسرائيل أو اليهود أن تجعل نفسك من داخل ضده وإن رأيتهم يضربون شخصاً يعجبك تحـت عنـوان مفتـوح، الخطـورة هنا: مقاومة الإرهاب، قالوا: ما هو الإرهاب يطلب منهم الزعماء فَسِّروا لنا الإرهاب! أصبحت أمريكا تملك حتى تفسير المصطلحات! أليست كلمة إرهاب كلمة عربية؟ يريدون أن يفسرها بـوش الإنجليـزي الـذي لغته إنجليزية! الإرهاب في اللغة كذا، كذا.
عارفين ماذا يعني إرهاب، هم فاهمون ماذا يعني إرهاب: أنه أي مصالح أمريكية أي غرض أمريكي يتعارض معه أي نشاط يمس بأهداف أمريكا ومصالح أمريكا يعتبر إرهابـاً. ومعلوم بأنه في عقائدنا ما يتجه نحو أمريكا، نحو اليهود والنصارى هو يسمى في مصطلحنا في غالبه، يسمى الجهاد، تحت عنوان جهاد، فالجهاد في الإسلام هو نفس الإرهاب الذي أمريكا تريد أن تقود العالم كله لمقاومته، الجهاد بالسيف، الجهاد بالكلمة، الجهاد بالموقف، هذا كله، تجند كل إمكانياتها تحت مسمى أن هذا هو إرهاب.
لم يرضوا يفسروا الإرهاب، يطلبون منهم أن يفسروا الإرهاب ما رضيوا يفسروه، يريدون أن تجلس كلمة عائمة. وهم قد ضربوا هنـاك مـن أجـل النـاس كلهم يخافونهم.
ليس صحيحاً إطلاقاً ولا يمكن إذا كان الناس مسلمين أن يسكتوا على هذا الشيء، أن يصل الناس إلى درجة أن يروا اليهود والنصارى يفسدون كل شيء، ويحاربـون كـل شـيء من ديننـا، وقيمنـا، ومصالحنا، وخيراتنا، ثم لا يجوز أن نتكلم فيهم، الباري قد قال لنا نتكلم في الشيطان، قال: العنوه، اتخذوه عدواً، على الأقل تنفس عن نفسك.
وليس إلى درجة أنهم يعملون كل شيء ثم لا تتكلم، لا تطلع كلمة، من أين جاء هذا؟ يأتي عن طريق الزعماء نفوسهم، ثم ينزل إلى الشخصيات نفسها! قد تسمع أحياناً حتى من أقاربك، أو من أهل منطقتك من يقول: [والله صحيح أما هذا شفتوا إن هذا عمل عظيم، كان قد با يجي كذا لو ما عمل فلان كذا]!
الذي أريد أن أقول بأننا جزء من المسلمين، والمسؤولية على المسلمين جميعاً، ومعلوم بأن أمريكا وهي على بعد تحسب ألف حساب أن مثل هذا الجمع يكونون في واقعهم بالشكل الذي يخدمهم؛ لأن من مثل هذا الجمع يمكن أن تجند ملايين لأجل تفسدهم، هي لا تقول هذا المجلس عادي، أو هذه المجموعة البسيطة مـاذا يمكـن أن يمثلـوا، لا، تحـرص علـى مثـل هـذا الجمع أن تفسدهم بأي ثمن.
فنحـن نحـرص على أن نحافـظ على وعينـا، نحافـظ على سلامة نفوسنا أمام الله، مسائل خطيرة جداً، مسائل خطيرة جداً، من تلمس منه رائحة الولاء لليهود والنصارى يجب أن تحمـل لـه روح العـداء، يجـب أن تحمل له روح العداء، في كل مشاعرك، وداخل أعماق نفسك، العداء الإيجابي، العداء الساخن، كل من تلمس أنه يوالي اليهود والنصارى، كل من تلمس بأن منطقه وإن كان منطق تحـت عناوين أخرى: مصلحة كذا وكذا، يجب أن تحمـل لـه روح العـداء، وأن ترد عليه أن هذا غير صحيح، فليضربونا أشرف لنا، أن يضربونا ولا أن نأتي نحن نُضرب من داخلنا.
هكذا قال الفلسطينيون، الفلسطينيون أنفسهم كنا نستغرب ونراها فعلاً قضية محرجة للفلسطينيين، حركة حماس، حركة الجهاد الإسلامي، كانت تجند إسرائيل عرفات وحكومته للقبض عليهم، قالوا: نحن وقفنا محتارين إن نقاتل هؤلاء نتقاتـل فـي مـا بيننا الفلسطينيين، ويكون الضحية كلها والنتيجة في صالح إسرائيل، أن نسكت رأينا الباطل، رأينا القهر، نقاد إلى السجون، ولا نعد نستطيع نعمل شيء ضد عدونا، ضد إسرائيل!
إسرائيل تريد أن تصل بكل بلد عربي إلى مثل ما وصل إليه فلسطين، إلى ما وصل إليه فلسطين، إنه هذا يوظف لصالح توجيهاتها، يمسك هذا، يضرب هذا، إن قاموا الناس وتضاربوا نفس الشيء في صالح إسرائيل مثل ما قال عمرو بن العاص: [إني سأضع خطة إن قبلوها اختلفوا وإن ردوها اختلفوا] هي هذه إسرائيل توصلنا إلى هذا الشيء، تريد ما يحصل في فلسطين أن يحصل في كل بلد، وتريد ما تفرضه على ياسر عرفات أن تفرضه على كل زعيم عربي.
إذا ما انتبهنا إلى الأشياء هذه، إذا ما حملنا روح اهتمام حقيقي، إذا مـا حاولنـا أن نحارب الفساد، مثل الدشات هذه كما قلنا: الدش نفسه عندما تفسد ابنك ستـطلع ابنك جندي إسرائيلي، يخـدم إسرائيل، لـم تعد قضية سهلة – لو عاد الدنيا سلامات. ما هناك من هذه الأشياء. فَسَدَ هو الفسادَ الذي في محيطك الشخصي وآثاره في محيطك الشخصي طبيعي، يعني الفارق يعتبر طبيعي بالنسبة لمـا هو حاصل الآن – الآن فسادك يحولـك إلـى جنـدي تخدم إسرائيل، ومصالح إسرائيل، زوجتك، بنتك تتحول نفس الشيء بإفسادها إلى امرأة تخدم بفسادها النفسي إسرائيل؛ لأن هذه المرأة عندما تفسد في يوم من الأيام وأنـت ابنهـا تنطلق تريد أن تعمل عمل معيّن، أو تقول كلمة قاسيه، ستأتي تقول: بطّل ما لك حاجه. تُهدِّئ أعصابك، وتحاول تشكل من نفسها عائقاً أمامك. سواءً زوجتك أو أمك أو أي واحدة من أقاربك، كذلك أولادك.
فإذا كانت القضية صحيحة لهذه الدرجة، فمعنى هذا بأن الفساد سيكون إثمه عند الله مضاعف، يتضاعف كما قلنا لكم سابقاً: على حسب الاعتبارات سواءً اعتبارات اجتماعية، أو اعتبارات حالياً باعتبار الزمن، أو باعتبار أي شيء آخر في علم الله، وفي نفس الوقت نكون نحن نصوم، ألسنا الآن خرجنا من شهر رمضان؟ ويكون رمضان يصبح لا قيمة له، صلاتنا تصبح مـا لهـا قيمـة، زكاتنا ما لها قيمة، حجُّنا ما له قيمة، عباداتنا ما لها قيمة، نضربها بقضية واحدة، بقضية واحدة تصبح كل هذه الأشياء لا قيمة لها، ويكون الإنسان في واقعه ولا سمح الله، ونعوذ بالله، يهودي من حيث لا يشعر، أو نصراني من حيث لا يشعر، فعلاً، فعلاً هذه حقيقة، حقيقة قرآنية، والواقع نفسه يهيئ الناس لهذا، الواقع وعمل اليهـود وأوليـاء اليهـود يحولونـا إلى أن نكون يهوداً ونصارى من حيث لا نشعر، بالتولي لهم أو لمن هو متولي لهم، إلى آخره.
الله يوفقنا جميعاً لما فيه رضاه، وينور بصائرنا، ويوفقنا ويفرج عن الإسلام والمسلمين.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
الموالاة والمعاداة
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
شوال 1422هـ
اليمن – صعدة