الشهادة في ميزان الربح والخسارة

هذه الحياة هي حياة مؤقتة على كل حال، وإذا جئنا لندرس الشهادة في ميزان الربح والخسارة، وهل الشهيد خسر حياته، وترك ما هو فيه في هذه الدنيا، وخلاص انتهى؟ |لا|. إذا جئنا لنحسب الأمور في حساب الربح والخسارة، كلنا يعلم وكلنا يوقن أن وجودنا في هذه الحياة وجودٌ مؤقت، وأن الفناء محتومٌ علينا، والموت نهايةٌ حتميةٌ لكل الموجودين في هذه الحياة، الله -جلّ شأنه- قال عن الأرض: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} [الرحمن من الآية: 26]، كل من عليها: ملوك، رؤساء، زعماء، قادة، كبار، رجال، صغار، نساء…

 الكل نهايتهم في هذه الحياة، في الوجود على كوكب الأرض، في الوجود في هذه الحياة، الفناء، الفناء أمر حتمي {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ}، يقول -جلّ شأنه-: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} [الأنبياء من الآية: 35]، هذا أمر واضح، ولهذا كم هي الأجيال التي رحلت من قبلنا، نحن اليوم جيل متأخر، في آخر الزمان، الله أعلم كم من الأمم، كم من المليارات من البشرية التي قد رحلت وفارقت هذه الحياة، عاشوا في هذه الحياة، كانوا في هذا الوجود عاشوا بحظهم،

بنصيبهم في هذه الحياة، بمقدار ما كُتِبَ لهم في هذه الحياة، وما أُعطوا في هذه الحياة، وعاشوا هذه الحياة بحلوها ومرها، وصراعاتها ومشاكلها، وخيرها وشرها، وما فيها… ورحلوا جيلاً إثر جيل إثر جيل، لم يستطع جيل، ولم يستطع أحد من البشرية، أن يبقوا خالدين في هذه الدنيا، وأن يتخلصوا من الفناء، وأن يدفعوا عن أنفسهم الموت، وأن يعيشوا إلى الأبد، فنرى مثلاً في عصرنا شخصاً له كذا كذا آلاف من السنين، وكذا كذا مئات الآلاف أو عشرات الآلاف في عمره من الأعوام. |لا|،

 أجيال إثر أجيال، كان فيهم: الملوك والمقتدرون، والأغنياء ذو الثروة الهائلة، من لو استطاع أن يشتري في هذه الحياة بأموال كثيرة وهائلة، أو بكميات هائلة من الذهب والفضة، أو من المبالغ، أو من النفائس، أعماراً طويلة ومُدداً وآجالاً متأخرة لفعلوا. |لا|، خلاص يطويهم الزمان (الموت)، يأتي عليهم الفناء، يحلُّ بهم أمر الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- الغالب القاهر، ويرحلون، وأصبحت هذه مسالة حتمية، معروفة عند البشر، لا أحد يستطيع أن يدَّعيَ لنفسه الخلود في هذه الدنيا وفي هذه الحياة، كُلٌ منا يوقن أنه سيموت وأن الفناء محتومٌ عليه، فهذه أول حقيقة من الحقائق التي تجعلنا ننظر إلى الشهادة، ونفهم كيف هي في ميزان الربح والخسارة: أنه لا بد لكُلٍ منا من الرحيل من هذه الحياة، وأننا موجودون ضمن آجال وحدود معينة، لك أجل لا يمكن أن تتعداه نهائياً، هذه واحدة من المسائل.

حقيقة أخرى من الحقائق: كلنا لا يدري ولا يعرف متى سيموت؟؟ ما أحد يعرف بالتحديد والتأكيد واليقين أن وفاته ستكون في عام كذا، في يوم كذا، في وقت كذا. |لا|، ما أحد يعرف على وجه اليقين والتأكيد متى سيموت، ولا كيف ستكون نهايته في هذه الحياة، هل وفاة بالشكل الطبيعي، هل بمرض معين، هل بحادث من الحوادث؟ بعضهم مثلاً حادث اصطدام سيارة، أو انقلاب سيارة، أو أي حدث من الأحداث الكثيرة جدًّا والمتنوعة في هذه الحياة، والتي تنوعت أكثر في زمننا هذا، في زماننا هذا تنوعت الحوادث بشكل أكثر وأوسع، كيف هي نهايتك في هذه الحياة؟ لا تعرف.

أيضاً أين، أين ستكون نهايتك؟ أين ستلاقي حتفك؟ أين سيأتي الموت وأنت في أي مكان؟ {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ}[لقمان من الآية: 34]، ما تعرف أي أرض ستكون فيها نهايتك، في بقعة، في أي منطقة؟ لا تعرف هذا. هذه حقائق مؤكدة بالنسبة لكلٍ منَّا، لا بد من الفناء، لا بد من الموت، لا يعرف الإنسان متى، ولا كيف، ولا أين.

 

الله أكبر

الموت لأمريكا

المت لإسرائيل

اللعنة على اليهود

النصر للإسلام

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

كلمة السيد في الذكرى السنوية للشهيد 1439هـ

قد يعجبك ايضا