2021 بين دعايات “وقف الحرب” والتصعيد.. عامُ تثبيت المعادلة الوحيدة للسلام

|| صحافة ||

مثّل عامُ 2021 المنصرم، على الصعيد السياسي، مرحلةً بالغةَ الأهميّة من مراحل الانتصار اليمني على تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ، يمكن وصفُها بمرحلة “فرض المعادلات”، إذ واجهت صنعاء فيه محاولات حثيثة وكثيفة من قبل تحالف العدوان ورعاته الدوليين للالتفاف على منطق الحرب والسلام عبر صفقات و”مبادرات” مخادعة هدفها حسم الحرب، سياسيًّا، لصالح العدوّ.

لم تكن هذه المرحلة الأولى التي يحاول فيها تحالف العدوان خداع صنعاء سياسيًّا، غير أنها كانت المرحلة الأبرز في هذا الجانب، مع صعود إدارة بايدن إلى الحكم ورفع شعار “وقف الحرب” على نطاق واسع وبصورة غير مسبوقة، لخداع العالم كله وليس صنعاء فحسب.

منذ اللحظة الأولى لهذه المراوغة التزمت صنعاء موقفاً ثابتاً هو أن: الولايات المتحدة ليست “وسيط” سلام، وليست محل ثقة، وبالتالي فَـإنَّ السبيلَ الوحيدَ للتعاطي مع تصريحاتها هو الاختبار العملي لجدية شعارات السلام، وهو الأمر الذي أغلق جميع الأبواب مبكراً أمام واشنطن، واضطرها إلى الإعلان بصراحة عن استخدام الملف الإنساني كورقة ضغط وابتزاز من خلال محاولة مقايضة فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة بوقف التقدم في مأرب ووقف الصواريخ والطائرات.

كان اللجوءُ إلى هذه المقايضة وتبنيها بشكل علني دليلا واضحًا على شحة -إن لم يكن انعدام- خيارات تحالف العدوان ورعاته، وبالتالي فقد أثبتت صنعاء منذ البداية أن موقفها هو الأقوى والأكثر منطقية وواقعية على الطاولة، وسرعان ما انكشف “السلام” الأمريكي السعوديّ على حقيقته، ليتحول إلى “ضغوط”؛ مِن أجلِ إنقاذ النظام السعوديّ، انتهى بها الأمر هي أَيْـضاً إلى تصعيد عسكري معلن ينسف كُـلّ مغالطات وادِّعاءات “السلام” بشكل نهائي.

خلال كُـلّ هذا التقلب والتلون، كان موقف صنعاء ثابتاً وراسخاً، يعبر بشكل واضح عن نجاح كبير في إزاحة كُـلّ صفقات المساومة والخداع والابتزاز من على الطاولة، وفرض معادلة واحدة فقط للسلام، لا يملك العدوّ أمامها إلا خيارَين: إما القبول بها لإثبات جدية شعارات إنهاء الحرب، أَو رفضها والمخاطرة بتحمل التداعيات، وبرغم المحاولات السعوديّة الأمريكية الحثيثة منذ بداية العام لإيجاد مخرج “وسط” بين الخيارَين، كان خيار واشنطن والرياض في نهاية العام هو التصعيد الذي مثل دليلًا واضحًا على انسداد أفق الطرق الملتوية والمساومات أمام العدوّ، وثبوت المعادلة الوطنية للحرب والسلام.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا