القوات البحرية اليمنية.. مسار متصاعد للتنكيل بسفن الغزو

|| صحافة ||

تتنامى قدراتُ القوات البحرية اليمنية يوماً تلو الآخر، وبصورة أذهلت العالم بشكل عام والعدوان الأمريكي السعوديّ على وجه الخصوص.

وَخلال سنوات العدوان على اليمن السبع تنوعت العمليات التي حقّقتها القوة البحرية، ومضت في مسار تصاعدي، وُصُـولاً إلى عمليةِ ضبط سفينة الشحن العسكرية الإماراتية “روابي” الأسبوع الماضي، والتي تم بتكتيك وتخطيط استراتيجي.

وتذكر هذه الحادثة بحوادثَ أُخرى مماثلة نفذتها قواتنا البحرية عرض البحر، وكان أبرزها استهداف السفينة “سويفت” والتي استأجرتها الإمارات من الولايات المتحدة الأمريكية، وتم استهدافُها مطلع أُكتوبر من العام 2016م وهي كاسحة ألغام تقوم بعملية الدعم اللوجستي البحري.

ومن ضمن العمليات أَيْـضاً استهداف البارجة البحرية السعوديّة “الدمام” والذي كان في وَضَحِ النهار، وكانت السفينة تحمل على متنها أكثر من 170 ضابطاً وجندياً، ناهيك عن العتاد العسكري، وهي رسالة أطلقتها القوة البحرية لدول العدوان مفادها بأن المياه اليمنية ليست للنزهة.

وبالتزامن مع هذه العملية كانت القواتُ البحرية في تصاعُدٍ مُستمرٍّ بطول الشريط البحري الذي يتمركز فيه مرتزِقة العدوان في الساحل الغربي.

وفي مطلع العام 2019م، وبعد أن حوّل العدوان الممر الملاحي الدولي، منطلقاً لاستهدافِ بلادنا عبر بوارجه البحرية كانت القوات البحرية بالمرصاد للبارجة “المدينة” السعوديّة والتي مثل استهدافها آنذاك نقطة تقدم للقوات البحرية.

وتأتي هذه العملياتُ من بين أكثر من 50 عملية بحرية متنوعة، استهدفت سفناً وزوارقَ بحرية حربية تابعة للعدوان، وفق ما أعلنته القوات البحرية في وقت سابق، وبما يعكس الجهوزية العالية والقدرة على حماية المياه الإقليمية اليمنية.

وهنا نجدُ أن القواتِ البحريةَ قد ترجمت جهوزيتَها بعمليةِ ضبط واحتجاز سفينة روابي الإماراتية، وهي عمليةٌ فاجأت العدوان وأربكت حساباته، وعكست جانباً من القدرات البحرية اليمنية في مرحلة حسَّاسة من تاريخ صناعة مستقبل بلد يقدم في سبيل الحفاظ على كرامته وسيادته الغالي والنفيس.

 

تحذيراتُ القيادة

وفي وقت سابق، كان قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، قد أكّـد أن القوةَ البحريةَ في اليمن، قوةٌ دفاعية، وتستطيعُ ضربَ البوارج الحربية والعتاد الحربي القادم من دول العدوان بمختلف أشكاله وأنواعه، ولكن نجد أن دولَ العدوان لم تتعلم من دروس التاريخ في اليمن، ولم تأخذ العبرةَ من انتكاساته المدوية خلال المراحل السابقة، سواء على صعيد ميدان البر، أَو ميدان البحر، وما يخبئُه من مفاجآت سبق أن أعلن السيد القائد عن قدراتها على تغيير المعادلات وصنع المتغيرات الاستراتيجية.

وتعيد عمليةُ ضبط سفينة التأكيد على صدق وعود السيد القائد وجدية تحذيراته لدول العدوان والتي أخذتها العزة بالإثم، لتتمادى في انتهاك السيادة الوطنية والاستخفاف بقدرات الشعب اليمني، حَيثُ يؤكّـد قائدُ الثورة أن القوات البحرية قادرة على الوصول إلى أبعد مدى واستراتيجية ضبط النفس، وتقديراً لحساسية الموقف الدولي لا يعني غَضَّ الطرف عن محاولات فرض الهيمنة على الموانئ اليمنية، ولا يجبُ على دول العدوان فهمه أنه ضعف للعزم اليماني.

 

فرحة شعبيّة غامرة

وعلى الصعيد الشعبي لا تزال الفرحة، تعُمُّ مختلف المناطق اليمنية؛ نظراً لهذا النصر الاستراتيجي، والتي جاءت بعد سبع سنوات من العدوان والحصار المتصاعد.

ويقول أحد سائقي الباصات منصور سالم من وسط العاصمة: إنها “فرحةٌ لا توصف”، داعياً الله بأن ينصُرَهم ويزيد قوتهم وثباتهم.

أما بائعُ المكسرات والبهارات محمد البدري فيقول: نفتخر بالقوات المسلحة وبالقوة البحرية بهذا العمل والإنجاز العظيم، مُضيفاً أنه من شدة الفرح لم ينم.

ويصف مواطنٌ آخر في أحد الماركات التجارية ما حدث بأنها من أقوى العمليات التي قد حصلت منذ سبع سنوات، مُشيراً إلى أن الشارعَ اليمني مرتاحٌ نفسياً بهذا الإنجاز العظيم.

ويقول المواطن مزاحم حمود دارس: إن عمليةَ الاستيلاء على سفينة “روابي” الإماراتية عمليةٌ عسكريةٌ ناجحة أثلجت صدورنا، وبيَّض اللهُ وجوهَ الجيش واللجان الشعبيّة على هذه العملية التي أذهلت العدوَّ وأفرحتنا، فهذه العملية العسكرية تجعل الجيش قوة ضاربة على الأعداء، ونقول لقوى العدوان ومرتزِقتهم، إن السفينةَ التي تم ضبطُها سنردها لكم في مأرب والحدود ومختلف الجبهات.

من جانبه، يقول المواطن عبد الله علي راجح من قبائل بني مطر: لو تحالَفَ الإنس والجن والأعراب والعَجَم على اليمن، ولو طالت الحربُ قروناً وملايين السنين، سيبقى المقاتل اليمني هو رمزُ الشجاعة وابن الميادين وجنرالُ الحروب وملك المعارك على مرّ التاريخ.

ويرى راجح أن ضبطَ سفينة “روابي” في السواحل اليمنية ليس غريباً على اليمنيين؛ كونهم قوماً يمتلكون قوة وشجاعة وكرماً، موضحًا أن فئةً قليلةً من المؤمنين جعلت العالم يندهشُ من هذه العملية التي تأتي في وقت يعاني فيه اليمنيون ومحاصرون براً وجواً وبحراً، والتي يصفها البعض بشبه المعجزة.

ويذكر أن المقاتل اليمني لم يُهزم على مرّ العصور، مبينًا أن واقعنا المعاش جعل المقاتلين أشد شراسة من أجدادهم، وذلك كونهم مع الله يحبون الموتَ في سبيل الله كما يحب مرتزِقةُ العدوان أسيادَهم والعمالة الإسرائيلية، وهو ما سيجعل النهاية قريبة على الأعداء ومصيرهم محسوم نحو الهاوية وإلى مزبلة التاريخ.

ويزيد راجح: “نقول للأعداء الله أكبر على كُـلّ عدو وعميل، الموتُ لمن صنعكم، الموت لمن موَّنكم، اللعنة على من يقودكم، النصر لمن قاتلكم”.

ويضيف: “تباً لمَن لم يعلم بأن كلمة الله هي العليا، وأن النصر بيد الله يقول له كن فيكون، وسحقاً لمن علم ولم يوقن بذلك، فو الله لو اجتمع كُـلّ من في الأرض على أن يمسوا أرضنا بسوء لن يلمسوه إلَّا وقد كتبه الله علينا.

 

2022.. عامٌ عسكريٌّ بامتيَاز

من جهته، يؤكّـد المواطن صادق النهمي، من قبائل الحمية الداخلية، أن تطور القدرات النوعية لقوات اليمن البحرية هي بهَدفِ حماية مجاله البحري من الانتهاكات المنظمة التي تهدّد أمنه واستقراره.

ويبين أن ما قام به مجاهدو الجيش واللجان الشعبيّة من عملية ضبط سفينة روابي الإماراتية مثل صدمة مدوية للأعداء؛ وذلك كونهم يجهلون قدراتِ الشعب اليمني، موضحًا أن ما حصل في البحر الأحمر يتوافقُ مع الحقوق والقوانين الدولية الخَاصَّة بقوانين البحار ومن يهدّد أمن الملاحة البحرية هو العدوان بعبثه في البحر ونشر الفوضى في المدن المحتلّة والعناصر الإرهابية في صفوف قواته.

ويشير إلى أن سبعة أعوام من العدوان على اليمن جعلت اليمن ينتقل نقلةً نوعيةً، لا سِـيَّـما في المجال العسكري الذي يتطور ويزداد قوة عاماً بعد عام، وهو ما يدل على شجاعة وقوة وصلابة الشعب اليمني وشكل العام الجديد سيكون عاماً عسكريًّا بامتيَاز وعام النكال بالأعداء.

ويعتبر النهمي أن عملية ضبط السفينة إنجازٌ عسكري غير مسبوق، وَسيغيّر الكثير من موازين القوى البحرية للمجاهدين اليمنين في مواجهة العدوان الأمريكي والإسرائيلي، مبينًا أن الضربةَ أوجعت أمريكا وعملائها في المنطقة.

ويقول النهمي: هناك معلوماتٌ تؤكّـد أن السفينة الإماراتية عملت ستة نداءات استغاثة إلى البارجات الأمريكية دون أية استجابة رغم تواجد القوات الأمريكية؛ وذلك كون القوات الأمريكية أجبن من أن تتحَرّك لإنقاذها.

ويختتم النهمي حديثه بالقول: سلاح البحرية اليمني خبّر أمريكا و”إسرائيل” بأسَه في عدد كبير من العمليات غير المعلَنة، وهذه رسالة من عرض البحر اليمن بأن اليمن قوة لا تُقهر وإرادَة لا تنكسر، مواصلاً حديثه بالقول: “قوةُ القوة يا جنود ربي، عانكم الله يا مؤمنون، البحر ما يرحم غشيمَ السباحة.

 

سفينة روابي.. صيدُ مشروع لليمن

أما المواطن آدم هيسان فيقول: “نُبارك للقوة البحرية خُصُوصاً والشعب اليمني عُمُـومًا بهذه العملية النوعية والموفقة التي تعتبر حقاً مشروعاً بحسب الأعراف والاتّفاقيات الدولية، ولا توجد أيةُ حُرمة للسفن والبواخر الإماراتية أَو السعوديّة التي تحوي معداتٍ عسكرية، أَو تُستخدم في العدوان ما داموا مُستمرّين في عدوانهم على اليمن سواءٌ أكانوا في المياه الإقليمية اليمنية أَو خارجها، وهذا معنى إعلان الحرب المتبادل”.

ويعتبر هيسان احتجازَ السفينة الإمارتية “روابي” رسالةً قويةً لدول العدوان عامة ودولة الإمارات خَاصَّة التي تسعى لتحريك مرتزِقتها في بعضِ مناطق الاشتباك مع الجيش اليمني بأن أنشطتَهم ستكونُ لها انعكاساتٌ قويةٌ تقلِبُ عليهم الطاولة ويكون التصعيدُ وبالاً عليهم.

كما يعتبرها فضيحةً مدويةً لمنظمة الصليب الأحمر الإمارتية والتي تدّعي أنها محملةٌ بالأدوية والملتزمات الطبية، مُضيفاً بالقول: “هذا يؤكّـد وبما لا يدع مجالاً للشك مَيْلَ هذه المنظمات لصالح دول العدوان والتي تعملُ لخدمتهم”.

ويؤكّـد هيسان أن العملية تدشينٌ للمزيد من العمليات التي ستقوم بها القوات البحرية اليمنية والتي ستفاجئ العالم بها وتثلج قلوب كُـلّ اليمنيين.

 

انتصرنا براً وبحراً

من جهته، يؤكّـد المعتصم العماري، أن عمليةَ ضبط السفينة الإماراتية يعد انتصاراً عظيماً يضافُ إلى انتصاراتٍ المجاهدين المحقّقة على مختلف الأصعدة براً وبحراً وجواً.

ويُعتبَرُ المعتصم تنفيذَ عملية الاستيلاء في عرض البحر خطوةً جبَّارةً ونصراً استراتيجياً كبيراً يذهل العالم أجمع ويجعل قوى العدوان وقياداته في دوامة وفي حيرة من أمرهم إزاء هذه الانتصارات التي يحقّقها المجاهدون في مختلف الجبهات.

ويشيد المعتصم بدور القوات البحرية اليمنية قائلاً لهم: “سلمت أياديكم وكتب الله أجرَكم أثلجتم صدورنا، وأفرحتمونا، ونشد على أيدكم في بذل المزيد والمزيد لتلقين قوى العدوان أشدَّ الدروس حتى يوقفوا عدوانَهم الظالمَ على اليمن، فنِعم الرجالُ أنتم أيها الأبطال.. النصر قادم والفتح قريب وإنا إن شاء الله لَمنتصرون”.

والتقت “المسيرة” في أحد الشوارع العامة في العاصمة بمواطن آخر، ويقول: إن الإنسانَ يشعُرُ بالفرحة والاعتزاز بأن القوة البحرية تمكّنت من ضبط سفينة تابعة ليهود العرب الإمارات، بينما يقولُ آخر كذلك: إن العمليةَ جعلت المشاعر في عنان السماء مرتفعة، مُشيراً إلى قول الله تعالى (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)، مردفاً أن هذه عزةٌ ورفعة وكرامة لنا نحن اليمنيين.

ويضيف مواطنٌ كبيرٌ في السن قائلاً: إنه إنجازٌ كبير وعظيم لقواتنا، وإنه تحقّق الأمن والأمان في المياه الإقليمية، وإن فرحتنا كانت كبيرة جِـدًّا، وقد أدركنا أنه إلى جانبِ القوة البرية التي يمتلكها الجيشُ واللجان الشعبيّة وبدأت في تصنيع الصواريخ مضادات الطيران، مُشيراً إلى أننا أصبحنا متفوقين في القوة البحرية بدرجة كبيرة.

ويبارك أحد المواطنين في ميدان السبعين الانتصارَ العظيمَ الذي تحقّق في الساحل المتمثل في السيطرة على السفينة الإماراتية، مؤكّـداً أن قادمَ الأيّام سيشهد عملياتٍ أكبرَ بإذن الله تعالى.

الشارعُ اليمني عبر “المسيرة” اعتبر الخطوةَ إنجازاً كَبيراً تضيفُه القواتُ البحريةُ إلى سجل إنجازاتها في حماية السيادة اليمنية، مؤكّـدين في الوقت ذاته وقوفهم إلى جانبهم بالدعم والمساندة.

وتواصل “المسيرةُ” التنقُّلَ بين أوساط المواطنين في الشارع اليمني، حَيثُ التقت أَيْـضاً بأحد المواطنين والذي عبّر عن شعوره بالفرحة والسعادة الغامرة بهذه المفاجَأة التي قدمتها القواتُ البحرية اليمنية وضبطها السفينة الغازية التي كانت تعتدي على السواحل اليمنية وعلى الشعب اليمني، متقدماً بالشكر للقوات المسلحة وقائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي، الذي أعاد لهذه الأُمَّــة العزةَ، لافتاً إلى أننا كنا منتهكي السيادة ومنتهكي البحار، وأن اليومَ يتفاجأ الشعبُ اليمني بهذا الإنجاز العظيم.

أما أحد كبار السِّن فيقول: “العملية أراحت القلوبَ والنفوس”، متبعاً “مزيداً من هذه العملياتِ على العدو؛ لأَنَّهم استغلونا وافتروا علينا”، مخاطباً القواتِ البحرية: “بيّض الله وجوهَكم، وأنتم رجالٌ رفعتم رؤوسَنا”.

 

صحيفة المسيرة

 

قد يعجبك ايضا