الإعصار اليماني الثالث.. صفعة مزدوجة للعدوين الإماراتي الإسرائيلي
|| صحافة ||
عادت دويلة الإمارات لتتصدر اهتمام الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بكل تفرعاتها، بعد ضربات يمنية موجعة، استهدفت العمق الإماراتي، وتحديداً أبو ظبي ودبي.
وتداول الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي منذ مساء الأحد، أخباراً عن تعرض العمق الإماراتي للقصف، كما انتشرت مقاطع فيدو متعددة، تثبت حقيقة الاستهداف، ورصدت حركة الملاحة توقف الملاحة الجوية في مطار أبو ظبي، ما جعل المهتمين بالشأن اليمني سواء في الداخل والخارج، ينتظرون الخبر اليقين من صنعاء، لا سِـيَّـما بعد أن تم الإعلان في ساعات متأخرة من مساء الأحد، بأن القوات المسلحة اليمنية قد نفذت عملية في العمق الإماراتي.
وأعلن المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد يحيى سريع صباح الاثنين، 31 يناير 2022 عن تنفيذ عملية “إعصار اليمن الثالثة”، مستهدفة العمق الإماراتي، مؤكّـداً أن العملية ضربت أهدافاً نوعية وهامة في إمارة أبو ظبي بعدد من صواريخ ذي الفقار البالستية، وأهدافاً حساسة في إمارة دبي بعدد من طائرات صماد 3.
وتأتي هذه العملية في ظل حدث هام تابعه العالم أجمع، وتمثل بزيارة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، إلى أبو ظبي، بطلب من محمد بن زايد، وقد تم استقباله بحفاوة، وجرت له مراسم استقبال رسمية في قصر “الوطن” في عاصمة العدوّ الإماراتي، كما أطلقت المدفعية 21 طلقةً ترحيباً بزيارة الضيف، واصطف ثلة من حرس الشرف تحية لفخامته.
ولعل أحد الرسائل التي يمكن أن نفهمَها من عملية “إعصار اليمن الثالث” أنها جاءت كرد يماني غاضب، ومستنكر لهذه الزيارة المستفزة، لمشاعر الأُمَّــة الإسلامية، وللقضية الفلسطينية، ولا سيما وأن الواقع العربي يعيش وضعاً متذبذباً، وحالة من التبلد في ما يتعلق بقضاياه المصيرية، حَيثُ لم تحَرّك هذه الزيارة أي مشاعر في الشارع العربي، فجاءت العملية اليمانية، لتقول للصهاينة، بأن اليمن الجريح، خارج هذا السياق، وأنه لن يسكت على أية زيارة، أَو مشاريع تطبيعية تأتي على حساب القضية الفلسطينية، ولهذا أثبت اليمنيون أنهم أول المدافعين عن فلسطين التي تحتل المكانة الأولى ضمن اهتماماتهم، فكانت العملية المباركة لتكون بمثابة ضربة مزدوجة للإماراتي والإسرائيلي، ولمسار التطبيع بشكل عام.
وبالمقارنة بين عملية “إعصار اليمن الثالث” والعمليتين السابقتين، نلحظ أن بيان القوات المسلحة، لم يذكر الأماكن المستهدفة، بل اكتفى بالقول بأنها ضربت أهدافاً نوعية وهامة، في إمارة أبو ظبي ودبي، وهو ما يجعلنا نعتقد بأن ذلك كان مقصوداً، فالهدف من هذه العملية لم يكن تدمير أَو ضرب منشآت حيوية، بقدر ما كان رسالة قوية للإماراتي والإسرائيلي بأن اليمن الجريح لن يسكت على مثل هذه الاستفزازات في المستقبل، وأنه سيكون حجر عثرة أمام كُـلّ محاولات لاستمرار “التطبيع” بين إسرائيل المحتلّة والحكام العرب الخانعين.
وإلى جانب الاستفزاز السابق لزيارة هرتسوغ إلى أبو ظبي، فَـإنَّ الشعب اليمني، وقيادته السياسية والثورية، لم تطق أن ترى النظام الإماراتي يستقبل هؤلاء الصهاينة بالأحضان، ويفرش لهم السجاد الأحمر، في حين أن هذا النظام الباغي يحرك طائراته لتقصف اليمنيين، وتزهق أرواحهم وهم آمنون في منازلهم، بل وتفرض عليهم حصاراً غاشماً، وتمنع دخول الدواء والنفط، ومستلزمات الحياة إلى ميناء الحديدة، ولهذا يختصر رئيس الوفد الوطني محمد عبد السلام هذا بمنشور له عبر تويتر قال فيه: “مع عدو الإسلام والمسلمين والإنسانية تطبيع وسلام، وعلى أبناء الإسلام وأهل العروبة حصار وحرب”، ويقصد بذلك النظام الإماراتي.
صحيفة المسيرة