جمعة رجب والهوية الإيمانية اليمانية
|| صحافة ||
يحتفل اليمنيون في الجمعة الأولى من شهر رجب الحرام، بذكرى دخولهم الإسلام استجابة لدعوة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، والتي على إثرها دخلوا في دين الله أفواجاً ، هذه الذكرى العظيمة تمثل أهمية بالغة في تعزيز الارتباط بالهوية الإيمانية ويسلط الضوء خلالها على تلكم الأدوار المشهودة لأهل اليمن في إعلاء راية الإسلام ونشرها في أرجاء المعمورة ، حيث ينفرد أهل اليمن بخصوصية الاحتفال بجمعة رجب التي تمثل بالنسبة لهم عيداً يضاف إلى عيدي الفطر والأضحى ، ويرون أن هذه المناسبة تمثل محطة هامة لها حضورها في تاريخهم ولها موقعها ومكانتها في موروثهم الثقافي وهويتهم الإيمانية التي تربطهم بالرسول الأعظم ورسالته المحمدية التي شّكل دخولهم في الإسلام في أول جمعة من العام السادس الهجري نقطة التحول في تاريخ اليمن واليمنيين.
جمعة رجب عيد أهل اليمن
أول جمعة من شهر رجب والتي تعرف عند اليمنيين بجمعة رجب أو عيد رجب تمثل البداية الحقيقية للتاريخ الإسلامي بالنسبة لأهل اليمن وتكاد تكون المحطة الهامة في تاريخ اليمن والتي شكلت ملامح الهوية الإيمانية اليمنية التي وضع مرتكزاتها الأساسية الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في العام السادس من الهجرة، هذا العام الذي دخل فيه أهل اليمن الإسلام إستجابة للرسالة المحمدية التي حملها مبعوث الرسول الأعظم الإمام علي بن أبي طالب الذي وصل إلى صنعاء في دلالة واضحة على المكانة التي يحتلها اليمنيون عند رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله ؛ كيف لا، وقد اختصهم بأخيه وخليله وأحب الناس إليه الإمام الكرار علي بن أبي طالب عليه السلام فأرسله لدعوتهم إلى الإسلام وترك عبادة الأوثان ، حيث أشار الكثير من الرواة إلى أن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عندما وصل إلى صنعاء قام خطيباً في قبائل همدان واجتمعوا في مكان يسمى اليوم «سوق الحلقة» شمال الجامع الكبير بصنعاء القديمة، فتأثروا بخطبته وأعلنوا إسلامهم ، حيث أسلمت همدان قاطبة في يوم واحد ، في الوقت الذي أرسل الرسول صلوات الله عليه وآله الصحابي الجليل معاذ بن جبل إلى مخلاف الجند والصحابي الجليل أبو موسى الأشعري إلي زبيد يحملان في طياتهما دين الله ودعوة رسوله للدخول في دين الإسلام ، وتعليمهم أمور دينهم .
الاستجابة الطوعية للدعوة المحمدية
حيث أعلن أهل اليمن الاستجابة الطوعية لهذه الدعوة المحمدية ، وأعلنوا دخولهم في دين الله أفواجا ، حيث أرسل الإمام علي عليه السلام للرسول صلى الله عليه وآله وسلم خطابا يزف إليه فيه بشارة إسلام أهل اليمن ، فتلقى الرسول الأعظم صلوات ربي وسلامه عليه وآله الخبر بفرحة غامرة وسجد على إثره سجدة شكر لله على هذه النعمة ، ثم رفع رأسه عليه الصلاة والسلام وقال عبارته المشهورة : السلام على همدان» ، وتشير الكثير من الروايات إلى أن دخول أهل اليمن الإسلام كان سببا في نزول سورة النصر قال تعالى ( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) لتبدأ وفود القبائل اليمنية تتقاطر على المدينة المنورة لمبايعة الرسول الأعظم وهو ما أثلج صدره صلوات ربي وسلامه عليه فقال بالمناسبة ( أتاكم أهل اليمن الأرق قلوباً والألين أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية ) ليبدأ اليمنيون مسيرة النصرة لرسول الله والمدد لدين الله بعد سنوات من الكفر والضلال والإلحاد ، ليتحولوا إلى قادة عظماء أعز الله بهم دينه ونصر بهم نبيه ، فكانوا النصرة والمدد لله ورسوله وللدين الإسلامي فسطروا الملاحم البطولية في صدر الإسلام وأبلوا بلاء حسنا في عصر الفتوحات الإسلامية ، حيث تطالعنا كتب التاريخ والسير عنهم وعن تاريخهم العريق الخالد في سفر العظماء .
عيد جمعة رجب .. الأهمية والدلالات
وصف السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمته بمناسبة جمعة رجب العام 1442 جمعة رجب بأنها مناسبة نتذكر فيها صفحةً بيضاء ناصعة من الصفحات المشرقة في تاريخ شعبنا اليمني المسلم العزيز، كما أنها أيضاً من المحطات التاريخية العظيمة والمهمة لشعبنا اليمني العزيز، وترتب عليها التحول التاريخي الكبير في الاتجاه الإيماني العظيم ،وأشار في كلمته إلى ( أن حدثاً بحجم دخول أهل اليمن الإسلام يستوجب الاحتفال به وتخليده ) ولا غرابة، ففي هذا اليوم الأغر أضاءت الأنوار المحمدية أرجاء اليمن وتبددت دياجير الظلم وتهاوت أركان الشرك والإلحاد التي كان عليها أهل اليمن ، فكانت لهم بمثابة العيد ودرجت العادة في كثير من المحافظات والمدن اليمنية على الاحتفال بهذا العيد الخاص بأهل اليمن للتعبير عن فرحهم بالدخول في دين الله وشكرهم لله على هذه النعمة من خلال القيام بالعديد من المظاهر الاحتفالية، حيث يلبس الأطفال الملابس الجديدة ويتبادل اليمنيون الزيارات ويصلون الأرحام وذبح الذبائح وتوزيعها على الفقراء ، كما تشهد المساجد إقامة العديد من الندوات والفعاليات الدينية والإنشادية والمدائح النبوية ، علاوة على إقامة الندوات الدينية المعبرة عن عظمة المناسبة وأهميتها والدلالات التي تحملها والمكانة التي تمثلها في ترسيخ الهوية الإيمانية لدى اليمنيين منذ العام السادس الهجري وحتى اليوم وخصوصا في ظل تفرد أهل اليمن بالإستجابة الطوعية السريعة للدعوة المحمدية وإيمانهم بها ومن ثم قيامهم بالمشاركة في شرف نشرها في أرجاء المعمورة.
جمعة رجب والهوية الإيمانية اليمانية
دخول أهل اليمن للإسلام في أول جمعة من شهر رجب في السنة السادسة من الهجرة شكل نقطة تحول في تاريخ اليمنيين، حيث ارتبط هذا الحدث الإسلامي الهام بتأسيس ثلاثة من أهم وأقدم وأعرق المساجد في اليمن خاصة وفي التاريخ الإسلامي عامة حيث قام الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ببناء الجامع الكبير بصنعاء ، في الوقت الذي بنى فيه الصحابي الجليل معاذ بن جبل جامع الجند بمحافظة تعز ، وبنى الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري جامع زبيد بمدينة زبيد بمحافظة الحديدة حيث شكلت هذه المساجد النواة لتعليم أهل اليمن تعاليم الدين الإسلامي ، حيث تحولت إلى مدارس وجامعات يقصدها الكثير من اليمنيين الذين تزودوا فيها بالتقوى وتسلحوا بالإيمان وتشبعت أفئدتهم بحب الله ورسوله ، والانطلاق في نشر الرسالة المحمدية فحازوا على قصب السبق في إعلاء راية الإسلام وفازوا بمحبة الله ورسوله ، وفي الهدي النبوي الكثير من الأحاديث النبوية التي أثنى خلالها الرسول الأعظم على اليمن واليمنيين وهو فضل تفردوا به على سائر الشعوب ومكانة تميزوا بها على من سواهم. .
ويشير السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن إحياء جمعة رجب ( مناسبةً مهمةً وأساسية لترسيخ الهوية الإيمانية لهذا الشعب العظيم، الهوية الإيمانية التي هي أشرف هوية تنتسب إليها الشعوب والأمم، وتتحلى بها، وتلتزم بها؛ لتبني عليها مسيرة حياتها، والتي هي الهوية الجامعة، التي يمكن أن يجتمع في إطارها كل البشر على اختلاف شعوبهم، وأعراقهم، واتجاهاتهم، وعاداتهم، وتقاليدهم، ومناطقهم، وتنوُّع بلدانهم، على كل حال هي الهوية الجامعة التي يمكن للمجتمع البشري أن يجتمع في إطارها، وهوية عظيمة ومقدَّسة وشريفة، هي خير هوية يمكن أن يعتز بها شعب، وأن يفتخر بها بلد، وأن تنتسب إليها أمة، فنحن نبارك لشعبنا العزيز، ونسعى- إن شاء الله- مع كل الخيِّرين، مع كل الصالحين، مع كل المستنيرين بهدى الله “سبحانه وتعالى” لترسيخ هذه الهوية في شعبنا اليمني، الذي يمتاز بأصالته في انتمائه لهذه الهوية، وبمسيرة حياته على أساسٍ من هذه الهوية فيما كان عليه الأخيار والصالحون من أبناء هذا البلد جيلاً بعد جيل، وها هي مسؤوليتنا في هذا الجيل لنرسخ هذه الهوية للأجيال اللاحقة ) .
فالهوية الإيمانية لأهل اليمن، ترسخت بدخولهم الإسلام ، فصار لهم الحضور الفاعل والمكانة الرفيعة والدور البارز في تاريخ الدولة الإسلامية ويرى العلامة فؤاد ناجي نائب وزير الإرشاد أن ( ذكرى جمعة رجب حدث تاريخي، دخل أهل اليمن دين الله أفواجا بطريقة مشرفة، وهي حالة استثنائية اختلفت فيها بقية بلدان الإسلام التي خضعت للسيف، لكن في اليمن لم يكن فيها فتح، كما هو فتح مكة ومصر والعراق ) ، وقال : ( إن احتفال اليمنيين بجمعة رجب، هو شكر لله على نعمة الإسلام وتجديد بالسير على العهد والهوية الإيمانية التي عنونها النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما بلغه بإسلام أهل اليمن، فسلم عليهم ثلاثاً ، معتبرا دخول أهل اليمن في دين الله، نصراً مؤزراً لأمة الإسلام وتحولاً في تاريخ الرسالة وإضافة نوعية للأمة الإسلامية على يد النبي عليه الصلاة والسلام ، وأكد على أن اليمنيين ظلوا يذودون عن الإسلام والإيمان حتى بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلاقتهم وطيدة مع الإمام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه).
الارتباط اليماني الإيماني لأهل اليمن بالرسول والإسلام
يرتبط أهل اليمن ارتباطا وثيقا بالرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبالرسالة المحمدية، فمنذ دخولهم الإسلام في السنة السادسة للهجرة بدأ اليمنيون مرحلة جديدة في تاريخهم ، مرحلة ارتبطت بدين الله ورسالة الإسلام خاتمة الرسالات السماوية ، مرحلة كانوا بحق عمود الإسلام ومصدر قوته بعد أن حباهم الله بقوة الإيمان وبلوغهم أرقى مراتب الإخلاص والتفاني في سبيل الله ونصرة لرسوله وخدمة لدينه، وما هي إلا فترة وجيزة حتى تحول اليمن الميمون إلى منارة علم وهداية، بعد أن فتحت المدارس العلمية وعمرت المساجد والتي أخرجت الكثير الكثير من العلماء الجهابذة في مختلف العلوم والمعارف الإسلامية ، ومن الطبيعي أن يكون لهذا التحول ولهذه المكانة الجديدة أبلغ الأثر في نفوس اليمنيين جيلا بعد جيل ومن خلاله جاء تمسكهم بالاحتفال بجمعة رجب وإظهار الفرح والبهجة في أوساطهم تعظيما لنعمة الإسلام التي أخرجتهم من الظلمات إلى النور .
وفي هذا السياق يشير وزير الإرشاد والحج والعمرة نجيب ناصر العجي إلى أهمية إحياء جمعة رجب، ذكرى دخول أهل اليمن في دين الله أفواجا واستجابتهم للدعوة الإسلامية ومناصرتهم للإسلام بعد إرسال المصطفى عليه الصلاة والسلام للإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه إلى اليمن.
داعياً ( إلى إيلاء هذه الذكرى اهتماماً كبيراً في خطب الجمعة وتعزيز الوعي المجتمعي بدلالاتها وأهميتها في حياة اليمنيين .. لافتاً إلى العلاقة الوثيقة التي تربط أبناء اليمن بالإمام علي أبن أبي طالب كرم الله وجهه ، مشيراً إلى أن إرسال خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي كرم الله وجهه إلى اليمن، لإدراكه ومعرفته بقيم ومبادئ وأخلاق اليمنيين ، وأضاف : إننا كيمنيين نشعر بالفخر والاعتزاز بإحياء هذه الذكرى العظيمة في التاريخ اليمني الإسلامي) .
محاولات طمس الهوية الإيمانية اليمنية
عمل أعداء الإسلام على تشويه صورة الإسلام وتحريف الكثير من المفاهيم والمبادئ والعقائد الإسلامية المحمدية من خلال استخدام العديد من الحركات والجماعات التي جاءت متدثرة بعباءة الدين وعلى وجه الخصوص الحركة الوهابية، التي عملت على تصدير الثقافات والأفكار والعقائد المغلوطة والإفتراء على الله ورسوله من خلال تدجين الأمة بثقافات مغلوطة وأفكار متطرفة، لا تمت للإسلام بصلة وعملت على تصويرها بأنها تمثل جوهر الدين الإسلامي فصارت سنة محمد بن عبدالوهاب مؤسس الوهابية هي الطاغية على سنة محمد بن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه وآله ، حيث انتشرت ثقافة التكفير والتبديع والتفسيق لكل ما يخالف عقائد وأفكار الوهابية ، فكل ما يعيد الأمة إلى الله والرسول والقرآن الكريم والسنة المطهرة الصحيحة الخالية من الزيف والتحريف بدعة في نظرهم وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ، ونتاجاً لهذه الثقافة وهذا التدجين المدفوع الثمن، بات الاحتفال بالمولد النبوي في نظر هؤلاء بدعة ، وكذا الاحتفال بجمعة رجب ذكرى دخول أهل اليمن الإسلام وغيرها من الشعائر الإسلامية التي لا غبار عليها والتي لا تمثل أي إساءة للدين أو مخالفة لرسول الله ، حيث تجند علماء وخطباء الوهابية لمهاجمة الاحتفال بجمعة رجب ووصلت بهم الجرأة لمهاجمة المحتفلين تارة ومنعهم من الاحتفال والتعكير على أجواء المناسبة تارات أخرى بدعم وتمويل سعودي ، ولا أعلم ما هي البدعة في إحياء ذكرى دخول أهل اليمن الإسلام بالصلاة والسلام على رسول الله والثناء عليه وتسليط الضوء على دور أهل اليمن في نشر رسالة الإسلام والمكانة التي وصلوا إليها في ظله وإقامة الندوات والموالد التي تتخللها الأناشيد والموشحات والمدائح المعبرة عن عظمة المناسبة وأهميتها؟ !!
الصمود اليماني في مواجهة الأعداء
كما صمد اليمنيون للعام السابع على التوالي في مواجهة الحرب العالمية والحصار الدولي الذي تقوده أمريكا وبريطانيا والكيان الإسرائيلي وينفذه آل سعود وآل نهيان بأموال وثروات أبناء نجد والحجاز والإمارات، رغم فارق الإمكانيات في مختلف المجالات وعلى مختلف الأصعدة ؛ فإنهم صمدوا أيضا في مواجهة المد الوهابي الهائل القادم من بلاد قرن الشيطان والذي يستهدف ثوابتهم وقيمهم ومبادئهم ومعتقداتهم وثقافتهم الإيمانية المحمدية فعلى الرغم من كل هذه المحاولات التي قام بها أعداء الأمة والتي هدفت بالمقام الأول إلى طمس الهوية الإيمانية اليمنية وتبديلها بالهوية والثقافة الوهابية السعودية وحجم الإنفاق والدعم والإسناد المالي المهول الذي صاحب وما يزال يصاحب ذلك ؛ إلا أن الكثير من أبناء اليمن أثبتوا أنهم عند مستوى المسؤولية الإيمانية ، فكانوا أقوى من هذا الطوفان الجارف الذي يستهدف هويتهم وثقافتهم ومعتقداتهم ، وظلوا متمسكين بثقافتهم المحمدية وهويتهم الإيمانية اليمانية المتجذرة منذ العام السادس الهجري ، وجعلوا من إحياء ذكرى جمعة رجب مناسبة دينية اجتماعية إيمانية يجددون من خلالها تمسكهم بالهوية الإيمانية ويعملون على تجسيدها في واقعهم المعاش وهو ما أشار إليه العزي راجح وكيل وزارة الإرشاد والذي أكد على ( أهمية هذه الذكرى ومكانتها وتعزيزها في نفوس اليمنيين وإفشال مخططات العدوان الرامية إلى طمس هوية وتاريخ وحضارة الشعب اليمني ودوره في نصرة الإسلام على مر العصور والتاريخ ، مشيرا إلى أن الفخر والاعتزاز بإحياء هذه الذكرى العظيمة في التاريخ اليمني الإسلامي، يتمثل اليوم في الصمود والثبات ورفد الجبهات بالمال والرجال والعتاد دفاعاً عن دين الله والوطن وسيادته واستقلاله ومواجهة أهل الشرك والضلال )
خاتمة
من المعيب جدا أن يسخر البعض جهودهم وإمكانياتهم من أجل استهداف اليمنيين في هويتهم الإيمانية وثقافتهم القرآنية في الوقت الذي يدافعون فيه عن الهوية الإسرائيلية لكيان العدو الصهيوني ويعلنون التولي لهم والتحالف معهم ضد الإسلام والمسلمين ، يحللون ما حرم الله ويشرعنون لممارسة الفواحش والمنكرات في بلاد الحرمين الشريفين ويهاجمون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ويشنعون على أهل اليمن احتفالهم بذكرى دخولهم الإسلام !!!
هؤلاء أعمى الله بصرهم وبصيرتهم ، واستحوذ الشيطان عليهم ، وخاتمتهم ستكون خاتمة سوء ، وعواقب ما يرتكبونه من جرائم ومنكرات وآثام في حق الإسلام والمسلمين ستكون وخيمة ، حينها لن ينفعهم الفيتو الأمريكي والبريطاني ، ولن يشفع لهم التطبيع مع الكيان الصهيوني ، هم وحدهم من سيدفعون الثمن ، وهم من سيتحمل تبعات كل هذا الإجرام والتوحش والخراب والدمار والعمالة والخيانة والتآمر بحق شعوب ودول المنطقة وفي مقدمتها اليمن وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين وليبيا وغيرها من الدول ، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ، وعلى الباغي تدور الدوائر .
صحيفة الثورة/عبدالفتاح علي البنوس