الهُــوية الإيمانية للشعب اليمني.. حائطُ صَدِّ للعدوان والمرتزقة
|| صحافة ||
يكرّر قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، حديثَه عن الهُــوِيَّة الإيمَانية، وما يتميز به الشعب اليمني من أصالة في هذا الجانب، وهي هُــوِيَّة جعلته يتصدر مواجهة الأعداء لسبع سنوات متتالية، ويقهر أعداء الله في كُـلّ جبهة وميدان.
وكان لافتاً إعادة قائد الثورة الحديثَ عن الهُــوِيَّة الإيمَانية في خطابه الأخير بمناسبة “جمعة رجب”، حَيثُ أشار إلى أنه “عندما نأتي إلى واقعنا كشعبٍ يمني، هُــوِيَّته إيمَانية، انتماؤه إيمَاني، في مواجهة ظروفٍ كالتي نواجهها في هذه المرحلة، لكن قد تكون فيه الكثير من التحديات والظروف المختلفة عن كثيرٍ مما قد مضى، فمنذ اليوم الأول لهذا العدوان ارتكب في حقنا الكثير من المجازر وجرائم الحرب، وتمكّن العدوّ من السيطرة على محافظات بأكملها”.
وذكر قائدُ الثورة معادلةً هامةً في هذا الجانب، وهو أنه كلما زاد طغيان العدوان، وتكبره على الشعب اليمني، كلما زاد الوعي والثبات والتصدي من قبل الشعب اليمني لهم، لافتاً إلى أن هذه هي (النتيجة الصحيحة، وأن تكونَ ثقتُنا بالله، أنه بقدر ما نقوم بما علينا، بقدر ما نتحَرّك فيه في إطار مسؤوليتنا، فَـإنَّ الله “سبحانه وتعالى” أعظم وأكرم وأرحم، وهو “سبحانه وتعالى” ذو الفضل الواسع العظيم، وصادق الوعد، سيمدنا حتماً بالنصر، ولن يخلف وعده”).
لقد كان واضحًا أن قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي –حفظه الله- وهو يعيد إلى مسامعنا هذا الكلام، إنما يريد أن يعزز لدينا الثقة بعدم الفتور أَو القنوط، تجاه الأحداث التي تمر بها بلادنا من عدوان وحصار خانق؛ لأَنَّ الصبر والثبات عاقبته النصر المؤزر بلا شك أَو ريب، ولهذا نجد القائد يحاول تثبيت اليمنيين، لتعزيز صمودهم الأُسطوري، الذي ضاهى أي صمود في التاريخ.
وهنا يتحدث السيد عبد الملك –حفظه الله- قائلاً: الإيمَان الصادق، الذي هو صِلةٌ بالله، برعايته، بما وعد به، العقيدة الإيمَانية التي هي كفيلة في مواجهة كُـلّ التحديات والظروف مهما كان مستواها، في أي زمن، في أي ظرف، في أي متغيرات، ولذلك نحن نؤكّـد على أن الإيمَانَ الذي هو انتماءٌ لنا، هُــوِيَّةٌ لنا، هو سبيل نجاتنا في الدنيا والآخرة، هو ما ينبغي أن نعتمد عليه في مسيرة حياتنا، في التزاماتنا العملية؛ لأَنَّ الإيمَان مسيرة حياة، وتربية، وارتقاء، الإنسان لا يمكن أن يصل إلى أرقى مستويات الإيمَان في لحظة واحدة”.
ويرى الكثير من الباحثين والمتابعين للشأن اليمني أن انتصارات أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في ميدان المواجهة ضد العدوان والمرتزِقة طيلة سبع سنوات مضت، سببها الرئيس العقيدة الإيمَانية، والتي هي أَيْـضاً كلمة السر في الصمود الأُسطوري والأَسَاس في تحقيق الانتصارات، حَيثُ إن الإيمَان الواعي واليقين الصادق بوعد الله حين وعد جنوده بالنصر له أبعاده وآثاره العملية عند منازلة الأعداء من الكفار والمنافقين ومواجهة الطغاة والبُغاة من المجرمين والمستكبرين في هذه الحياة.
ويقول المتحدث الإعلامي باسم الأحزاب اليمنية المناهضة للعدوان، عارف العامري: إن الهُــوِيَّة الإيمَانية ظهرت جلية في خطابات السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، وهو الأمر الذي كان له بالغ الأثر في أفئدة المجاهدين المرابطين في جبهات العزة والكرامة، من حَيثُ الاعتقاد بأن ما يواجهونه هو الباطل وأنهم يحملون الحَقَّ سلاحاً بأيديهم وأنفسهم.
ويضيف العامري في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن خطابات السيد القائد لعامة الناس، عملت على تعزيز جبهة الصمود الداخلية، من خلال تبني الشفافية والصدق المتناهي في تعاطيه لكافة أوجه المعركة، مما يعزز الثقة المتبادلة بين الحاكم والمحكوم، ويخلق شعوراً بالولاء الفطري للقيادة الصادقة، منوِّهًا إلى أن تبني قضايا الوطن وقضايا الأُمَّــة من منطلق العقيدة الإيمَانية التي ترسخت فكراً وثقافة لدى كافة أبناء الشعب اليمني، جيشاً ولجاناً ومواطنين، والثوابت الوطنية والقومية والإسلامية، هو ما خلق إيمَاناً راسخاً بأننا على الموقف الحق، ويواصل العامري بالقول: وبالتالي وبما أننا مؤمنين بأننا على موقف الحق في مواجهة الباطل، فَـإنَّ كُـلّ التحديات تصبح سهلة، وأية تضحية في سبيل الحق تكون رخيصة، موضحًا أن العقيدة الإيمَانية، هي كلمة السر في معادلة الصمود الأُسطوري لشعبنا اليمني، وهي الصخرة التي تحطمت عليها كُـلّ مؤامرات ومخطّطات تحالف العدوان على مدى سبع سنوات، وشكلت نموذجاً خلاقاً ألهب خيال جماهير الأُمَّــة وأعاد الأمل، في قدرتها على التصدي للاستعمار الجديد وأدواته، ويداعب أحلام التحرّر وصناعة التاريخ، وصياغة المستقبل.
النصرُ والإيمَان.. ارتباط وثيق
ويُجْمِعُ الكثيرون على أن للعقيدة الإيمَانية أهميّة بالغةً ودوراً محوريًّا وحاسماً في تحقيق الانتصار وصنع التحولات في الميدان القتالي وقلب موازين المعركة.
ويؤكّـد عضو رابطة علماء اليمن خالد موسى، أن الإيمَان الواعي واليقين الصادق بوعد الله حين وعد جنوده بالنصر له أبعاده وآثاره العملية عند منازلة الأعداء من الكفار والمنافقين ومواجهة الطغاة والبغاة من المجرمين والمستكبرين في هذه الحياة وقد ارتبط النصر بالإيمَان في أكثر من آية وسورة وقد ارتبط النصر الإلهي والفرح بنصر الله.
ويشير موسى في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” إلى أن العقيدة الإيمَانية أَو القتالية حتى تكون فاعلة ومحقّقة النصر لا بدَّ أن تتجلى في رجالها المؤمنين وحملتها الصادقين، ولا بُـدَّ أن يتأهلوا لها ويكونوا بمستوى بعدها وثمرتها وأثرها العملي، لا سِـيَّـما عند التحديات وتعاظم التهديدات وتكاثر الأراجيف وكثرة المنافقين المثبطين أَو المحايدين المخذِّلين الذين يسعون لضرب الروح المعنوية والتأثير على الدافعية الإيمَانية، موضحًا أن هذا الموقف الثابت والمبدئي تصنعه العقيدة الإيمَانية وتعززه الروحية الإيمَانية الواعية كما أكّـد ذلك القرآن الكريم في سورة الأحزاب التي ازداد فيها المؤمنون إيمَاناً رغم حملات الإرجاف والتي برز فيها الإمام علي كنموذج إيمَاني برز للشرك كله قال تعالى: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأحزاب قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إيمَانا وَتَسْلِيمًا).
ويواصل موسى قائلاً: والعقيدة الإيمَانية تثمر صدقاً مع الله وتوكلاً عليه وثباتاً على الموقف حتى النصر أَو الشهادة قال تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ، وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا).
ويؤكّـد أنه كان ولا يزال وسيبقى لهذه العقيدة والروحية الإيمَانية الجهادية الحضور القوي والفاعل والحاسم في وجدان رجال الرجال المؤمنين من أبناء يمن الإيمَان الذين يتصدرهم الجيش واللجان الشعبيّة سيظلون حاملين لهذه العقيدة الإيمَانية والروحية الجهادية المرتبطة بالإيمَان وصناع الإيمَان من آل محمد وأعلام الهدى حتى تحقيق النصر وإسقاط عروش الطغاة والمستكبرين وعلى رأسهم عرش مملكتي الضلال والإضلال والفساد والإفساد السعودة والإمارات، وإن غداً لناظريه قريب، إنهم يرونه بعيدًا ونراه قريباً؛ لأَنَّنا نؤمنُ بصدق وعود الله ونحمل الإيمَان ونحميه كما أراد الله.
صحيفة المسيرة