التقوى ودورها في استقامة الأمة
يقول الله -سبحانه وتعالى- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} مضى الخطاب على المستوى الفردي، وهنا يتجه الخطاب للمؤمنين على المستوى الجماعي فيما يفيدك ويفيد الآخرين بشكلٍ عام {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَـتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الأنفال الآية:29]، إن تتقوا الله كمؤمنين وعلى نحو جماعي وعام وينالك كفرد ولكن أيضاً ضمن الواقع العام لأهمية هذا على المستوى العام {إِن تَـتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا} تكونون أمةً مستنيرةً واعيةً فاهمةً أمةً متنورةً بنور الله تُفرق ما بين الأمور تُفرق ما بين الحق والباطل ما بين الخطأ والصواب لا تلتبس عليها الأمور لا تكون أمة عمياء تلتبس عليها الأمور وتختلط عليها الأمور وقابلةً للانخداع وقابلةً للتضليل وقابلةً للانحراف بكل بساطة،
|لا| أمة مستنيرة واعية فاهمة متزنة حكيمة ليست أمة تعيش حالة الالتباس والاختلاط في كل أمورها والغباء والضلال والضياع، |لا|، أمة تملك النور و تملك الوعي و تملك البصيرة وتملك الفهم الصحيح تجاه مختلف القضايا، وبالتالي تتجه في مسار حياتها الاتجاه الصحيح السليم من كل حالات الالتباس والخطأ وهذا من أهم ما تحتاج إليه الأمة لكي تستقيم لكي تتجه الاتجاه الصحيح في قراراتها وفي مواقفها وفي تصرفاتها وفي أعمالها وفي تحملها للمسؤولية، أيضاً يقول الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم {وَاتَّـقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة الآية:194]، وهذا من أهم المكاسب العظيمة للتقوى {أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} وما أحوجنا إلى أن نكون من المتقين ليكون الله معنا ليكون معنا، معنا بلطفه، معنا بتوفيقه، معنا برحمته، معنا بعونه، معنا بنصره، معنا بهدايته، وهكذا في كل ما نحتاج فيه إلى الله، وهو كل شيءٍ، نحتاج إلى الله في كل خير نبتغيه ونرجوه، نحتاج إلى الله في دفع كل شر وسوء ومحذور، نحتاج إلى الله في كل ذلك،
فحتى لا نكون في هذه الحياة بعيدين عن الله وحتى لا نكون في هذه الحياة مخذولين ومتروكين من لطف الله ومن رعايته، متروكين لما في هذه الحياة من شرور وما في هذه الحياة من أخطار وما في هذه الحياة من تحديات وما في هذه الحياة من مصائب إلى آخره، حتى يكون الله معنا وحين يكون معنا ففي هذا الخير كله كل الخير كل الظفر كل السعادة كل الفوز كل الفلاح كل السلام كل الأمن، فالله معنا بقدر ما نكون متقين، حينما تتحقق التقوى في أنفسنا وفي واقعنا وفي أعمالنا وفي تصرفاتنا وفي مسار حياتنا، يكون الله معنا إلى جانبنا على الدوام، يرعانا ويلطف بنا ويتولى هو دائما رعايتنا وإعانتنا والرحمة بنا {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة الآية:36]، يقول الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم أيضاً {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا} معهم.
فلذلك في واقع المسؤولية فيما قد يلزم من واقع التقوى أن نتحمله من مسؤوليات قد يتردد البعض في تحملها أو يرى فيها أنها تشكل خطورة مثل مسؤولية الجهاد في سبيل الله والتصدي لقُوى الطاغوت والقُوى الظلامية والمتجبرة، قد يرى البعض في مسؤولية كهذه أنها تشكل خطورة، كلا، بل على العكس من ذلك فالقيام بها والتحمل لها استجابة لله -سبحانه وتعالى- سبب خير وسبب لأن يكون الله معنا {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} [النحل الآية:128].
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
من محاضرات رمضان 1438هـ لعلكم تتقون: معنى التقوى المحاضرة الأولى