يبين الله عواقب التفريط تفصيلا ثم يدلنا على طريق النجاة
موقع أنصار الله | من هدي القرآن |
يتحدث الله عن زلزلة شديدة جدًا، يتحدث عن أهوال القيامة، عن مظاهر مرعبة في ذلك اليوم، يقول للإنسان إنك عندما ترى أول مظهر من هذه المظاهر فإنك من ستستحضر في نفس اللحظة ما ستقدم عليه فيمكن أن تقول أو يقول الجميع {يَقُولُ الْأِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ} (القيامة:10).
عندما تأتي الزلازل، عندما تجتمع الشمس والقمر، عندما [يتخربط] كل نظام هذا الكون {يَقُولُ الإنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ أين المفر كَلَّا لا وَزَرَ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ يُنَبَّأُ الإنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ} (القيامة:13).
هكذا قضية النفخ في الصور يذكرك بأنه يوم أهواله شديدة، ومن عادة الإنسان في حالة الأهوال الشديدة يراجع حساباته وينظر إلى المصير ما الذي سيقدم عليه؟ {وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا}(النبأ:19).
تتشقق السماء تتفطر السماء {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا} (النبأ:20) تحول كالسراب، هذا هو يوم القيامة، مظاهر يوم الفصل، يوم الفصل ماذا وراءه؟ هل من وراء يوم الفصل عندما يظهر لنا أنه كان ظَلم فلانًا أو اعتدى على فلان [نسير نحن وفلان نأخذ تبيع ونسير نقصد فلان أو نحط جيهاننا عنده والملائكة تقصده على طيبة نفسه وانتهى الموضوع؟] لا. وراءه جهنم وراءه الجزاء {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا} (النبأ:21).
فصل بعده جزاء، بعده إما جنة أو نار {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا} مرصودة معدة {لِلطَّاغِينَ مَآبًا} (النبأ:22).
للمتجاوزين لحدود الله للرافضين لما يريد الله منهم، لما يطلب الله منهم {لِلطَّاغِينَ مَآبًا لابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا} (النبأ:23).
على الرغم من أنها عذاب شديد، خلود لا أحد يخرج منها {أَحْقَابًا} حقب متتابعة دهـور متتابعة لا نهاية لها {لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا} (النبأ:24) نفحة من نسيم بارد أو شربة باردة في هذه الحُقُب المتتابعة آلاف السنين ملايين السنين لا يذوق شربة باردة، لا يحس بنفحة نسيم باردة {لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا}(النبأ:25).
متى ما التهب العطش كلما أضرّ به العطش الله حكى عن أهل جهنم {فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ}(الواقعة:55).
عطش شديد ماذا يشرب؟ يشرب حميمًا ماء حميمًا يلتهب، يقطع أمعاءه {وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ}(محمد: من الآية15) {وَغَسَّاقًا}(النبأ: من الآية25) يقال عن الغساق إنه صديد أهل جهنم، صديد أهل جهنم: القيح [والمدة] في لغتنا، شديد الحرارة متسخ الذي يسيل من أجساد أهل النار، هو شراب المجرم يوم القيامة هو شراب المجرم في جهنم {لايَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا جَزَاءً وِفَاقًا}(النبأ:26).
هو الجزاء الذي تستحقونه لماذا؟ {إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا}(النبأ:27).
كانوا في هذه الدنيا لا يفكرون في الآخرة لا يحسبون حساب الآخرة {وَكَذَّبُوا بِآياتِنَا كِذَّابًا}(النبأ:28).
كلما تأتي آية قرآنية لا يصدقون بها، كلما جاء وعد إلهي لا يؤمنون به {وَكَذَّبُوا بِآياتِنَا كِذَّابًا وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا} (النبأ:30).
هذه جهنم التي من أجل أن ننجي أنفسنا منها الله يقول لنا في القرآن يرسم لنا في القرآن طريق النجاة منها ويحثنا حثًا بليغًا على ما ينجينا منها، فمن هذا العمل – إن شاء الله – جهود من يبذلون جهودهم فيه – إن شاء الله – أن تكون مما ينجيهم يوم يقدمون على الله يوم الفصل.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
وأنفقوا في سبيل الله
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 2/9/2002م
اليمن – صعدة