حاجة البشرية إلى الصوم لتحقيق التقوى

 

{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ}، الصيام في شهر رمضان هو فريضةٌ إلزامية، هذا يدل على أهميته؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- فيما يرشدنا إليه، ويدعونا إليه، ويهدينا إليه؛ هو يدعونا ويحثنا ويأمرنا بما هو خيرٌ لنا، وبما نحن بحاجةٍ إليه، وبما يمثل ضرورةً لنا لصلاح حياتنا، ولمستقبلنا في الآخرة، فعندما يجعل بعض الأشياء التي أمرنا بها أو دعانا إليها إلزامية؛ فهذا يدل على أهميتها؛ لأن الإنسان قد لا يكتفي بأن الله قد دعاه وأرشده إلى شيءٍ ما، وحثَّه عليه باعتبار أن فيه الخير له، والمصلحة له، قد لا يكتفي الإنسان بهذا، ولكن عندما يكون هناك إلزام فهذا يدل على أهمية المسألة وعلى خطورة التقصير فيها وأن الحاجة إليها حاجة ماسة بالنسبة للإنسان.

{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} وهذه الفريضة العظيمة وصلت في أهميتها والإلزام بها إلى أنها ركن من أركان الإسلام، {كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} فهي فريضة ممكنة ومجربة في الواقع البشري، لا نتصور أنها صعبة وشاقة جداً، لدرجة أنه يصعب القيام بها، بل كانت مكتوبةً على الذين من قبلنا، وصاموا من قبلنا في شريعة الله -سبحانه وتعالى- للأمم السابقة، كما يدل على أهمية هذه الفريضة باعتبارها ضمن البرنامج الأصيل الذي تحتاج إليه البشرية في كل زمانٍ ومكان.

{لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} فريضة لها هذه الأهمية وهذه الثمرة التي هي مهمة جداً للإنسان، مصدر الخطر على الإنسان هو الأعمال السيئة التي لها نتائج سيئة على هذا الإنسان، سواءً: منه على نفسه، أو منه على نفسه وعلى الآخرين، وأيضاً الإهمال لأعمال مهمة تقي الإنسان الكثير من الشرور والمخاطر، فمصير هذا الإنسان وواقع هذا الإنسان يتأثر بأعماله هو، أعماله بشكلٍ مباشر على نفسه، أو أعماله بشكلٍ مباشرٍ على نفسه وعلى الآخرين، وهذا هو الواقع الذي تعاني منه البشرية، فهذه الفريضة لها أهمية كبيرة كعامل مساعد في تحقيق التقوى، لماذا؟ لأنها تضبط لهذا الإنسان مسيرته في الحياة من خلال انضباطه في واقعه العملي، فهي تساعد الإنسان على السيطرة على الغرائز، وتساعد هذا الإنسان على التحمل والصبر؛ فيساعده هذا على تحمل المسؤوليات والنهوض بها، والنهوض بالأعمال والقيام بالأعمال المهمة التي إن فرط فيها أو قصر فيها كسب على نفسه أو على الآخرين وعلى نفسه الكثير من المخاطر، كما أنها تكسبه العزم والإرادة التي يحتاج إليها للنهوض بمسؤولياته والقيام بما عليه القيام به وفعل ما عليه أن يفعله، {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}، وهذه الفريضة قدَّمها الله -سبحانه وتعالى- ولها الكثير من المكاسب والفوائد لصالح هذا الإنسان وأرفق معها الكثير من التسهيلات التي تيسِّرها لهذا الإنسان.

الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام

دروس من هدي القرآن الكريم 

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

 

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الأولى

قد يعجبك ايضا