صنعاء «متفائلة»: إنه الاختبار الأخير

|| صحافة ||

رحّبت صنعاء بالهدنة الإنسانية والعسكرية التي أعلنها المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، مؤكدةً، وفق ما جاء على لسان الناطق باسم قواتها المسلحة، العميد يحيى سريع، الالتزام بالوقف الشامل للعمليات العسكرية، طالما التزم بها الطرف الآخر. إلّا أنّ المجموعات الموالية للتحالف السعودي – الإماراتي لم تلتزم، حتى اليوم، قرارَ وقْف إطلاق النار، فيما أحجم كلٌ مِن «حزب الإصلاح» والميليشيات الموالية للإمارات – باستثناء «المجلس الانتقالي الجنوبي» – عن الترحيب بالاتفاق. من جهتها، شرعت صنعاء، منذ لحظة إعلان الهدنة، بوقف إطلاق النار، على الرغم من أن بعض قياداتها رأوا أن الخطوة، التي جاءت نتيجة متغيّرات إقليمية، غير كافية، وإنْ اعتبروها بمثابة اختبار أخير يجلّي جدّية «التحالف» في التوجّه نحو السلام.

وفي هذا الإطار، سارع القائمون على مطار صنعاء الدولي إلى إعلان الاستعداد لاستقبال أولى رحلات الناقل الوطني، «الخطوط الجوية اليمنية». وعلى رغم مساعي حكومة هادي إلى إعاقة هذه الخطوة عبر اشتراطها حمْل المسافر على متن الرحلات التجارية لطيران «اليمنية»، جوازَ سفرٍ مصدقاً عليه من قِبَلها، قال مدير عام مطار صنعاء، خالد الشايف، في تغريدة له، إنّ الجوازات اليمنية الصادرة من العاصمة صنعاء مقبولة، بحسب الاتفاق. ودعت «اللجنة الطبية العليا» المرضى ذوي الحالات المستعصية المسجّلة وغير المسجّلة لديها من الذين لم يتمكّنوا من السفر برّا إلى مطارَي عدن وسيئون، إلى الشروع بالسفر عبر مطار صنعاء. وفي الإطار نفسه، كشفت «شركة النفط اليمنية» في صنعاء، بعد دخول الهدنة الأممية حيّز التنفيذ مساء أوّل من أمس، أنّ سفينتَي الوقود المحتجزتان في ميناء جيزان، والتي أعلنت حكومة هادي، الجمعة، السماح بدخولهما إلى ميناء الحديدة، لم تصلا بعد إلى الميناء. وتنتظر صنعاء التزام «التحالف» وحكومة هادي بالإفراج عن 121 ألف طن من مادتَي البنزين والديزل التي تحتجزها القوات السعودية قبالة ميناء نجران، لإنهاء أزمة المشتقّات النفطية التي تعانيها الأسواق الواقعة تحت سيطرتها.

تسود حالة هدوء في عدد من الجبهات مع رصْد خروقات جنوب الحديدة وجنوب مدينة مأرب

ويرى مراقبون أنّ فرص نجاح الهدنة، وهي الأولى منذ سبع سنوات، متوافرة، خصوصاً بعد فشل الخيار العسكري في تحقيق أيّ نتائج، مطالبين كل الأطراف بسرعة تنفيذ بنود الاتفاق الذي وُقّع بين الأطراف اليمنيين من جانب، وبين صنعاء والرياض (وقّعه نائب ولي العهد السعودي، خالد بن سلمان، الذي غادر، فجر الأحد، سلطنة عمان عائداً إلى المملكة، وفقاً لأكثر من مصدر ديبلوماسي، وذلك بعد نجاح المشاورات والاتفاق على بدء أخرى يحتمل أن تفضي، خلال الشهرين المقبلين، إلى إنهاء حالة الحرب)، من جانب آخر.

ميدانياً، تسود حالة هدوء في عدد من الجبهات، منذ الساعات الأولى لدخول الهدنة حيّز التنفيذ، مع رصْد خروقات جنوب الحديدة من قِبَل الميليشيات الموالية للإمارات، وتحشيد ميليشيات تابعة لـ«حزب الإصلاح» جنوب مدينة مأرب. وفي الجانب الاقتصادي، تحسّن سعر صرف العملة اليمنية في السوق المحلية في العاصمة صنعاء، مدفوعاً بتراجع الطلب على العملات الصعبة وارتفاع العرض نتيجة إقبال المواطنين على شراء احتياجاتهم لشهر رمضان، كما تراجعت حدّة أزمة المشتقّات النفطية في الأسواق المحلية.

 

الاخبار اللبنانية

 

قد يعجبك ايضا