“إسرائيل” تتلقى دعماً أمريكياً هو الأكبر منذ إقامتها عام 1948

موقع أنصار الله  ||تقارير ||ما زالت “اسرائيل” الحليفة المدللة للإدارة الأمريكية بالرغم من التوتر الذي ساد العلاقة بينهما برئاسة باراك أوباما وحكومة بنيامين نتنياهو، حيث قدمت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس الأربعاء، مساعدة عسكرية بقيمة 38 مليار دولار لإسرائيل على مدار عشر سنوات، في دعم قياسي جديد. يعتبر من أكبر المبالغ الذي تلقاه الكيان الصهيوني من واشنطن منذ إقامته في العام 1948.
وقالت الخارجية الأمريكية في بيان لها إن مذكرة التفاهم الجديدة مع “إسرائيل” بشأن المساعدة الأمنية، تغطي الفترة من 2019 الى 2028، وتشكل “أكبر تعهد منفرد بتقديم مساعدات عسكرية ثنائية (مع بلد أخر) في التاريخ الأمريكي”، علماً أن الاتفاقية السابقة بين البلدين في هذا الشأن تنتهي في 2018، وتتلقى اسرائيل بموجبها 3.1 مليار دولار سنوياً.
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في بيان له إن توقيع هذه الوثيقة «يشكل أكبر التزام بتقديم مساعدة عسكرية ثنائية في تاريخ الولايات المتحدة»، مشدداً على أنه «كما كررت سابقاً، فإن التزام أميركا بأمن اسرائيل لا يتزعزع». وأضاف أنه سيواصل الضغط من أجل التوصل لحل الدولتين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني رغم «توجهات مزعجة للغاية على الأرض تقوّض هذا الهدف».
وأوضحت واشنطن “أن 33 من الـ 38 مليار دولار ستخصص لتمويل شراء تجهيزات دفاعية وأن خمسة مليارات ستخصص لنظام «القبة الفولاذية» للدفاع الجوي. وتنتهي مهلة الاتفاق المعمول به حالياً في 2018، وكان ينص على تقديم 30 ملياراً لإسرائيل على عشر سنوات”.
بعد هذا الدعم، تحوّل أوباما إلى الرئيس الأكثر سخاءً في تقديم المساعدات إلى “إسرائيل”، قياساً إلى من سبقه، وتتحول العلاقات في عهده إلى الأكثر تعاوناً على الصعيد الأمني والاستراتيجي، وفقاً للقياس ذاته.
وكانت قصة المساعدات الأميركية لإسرائيل قد بدأت قبل مضي أقل من عام على تأسيسها. كانت «الدولة» الوليدة في حينه تعيش ضائقة اقتصادية خانقة، فتصدت الولايات المتحدة لتقديم مساعدة سنوية مدنية بقيمة 100 مليون دولار، خصصت بشكل رئيسي لاستيعاب الهجرة اليهودية وشراء المواد الغذائية.
ولأول مرة تخصص حزمة المساعدات الجديدة أموالا للدفاع الصاروخي “الإسرائيلي” الذي يموله الكونجرس حتى الآن وفقا لما تقتضيه الأوضاع، ومنح المشرعون الأمريكيون “إسرائيل” في الأعوام الأخيرة ما يصل إلى 600 مليون دولار كمخصصات سنوية اختيارية لهذا الهدف.
وفي تقريرٍ صادر عام 2014 عن خدمة أبحاث الكونجرس تحت عنوان “مساعدات الولايات المتحدة الخارجية لإسرائيل” يسلط الضوء على هذا الدعم التاريخي لإسرائيل، وكذلك الاعتمادات الحالية لتمويل الدفاع والمجالات الرئيسية للتعاون العسكري.
وتشمل نتائج تقرير عام 2014: في عام 2007 أنشأت إدارة بوش حزمة مساعدات عسكرية إسرائيلية تمتد لـ10 سنوات، بمقدار 30 مليار دولار، للسنوات المالية 2009 وحتى عام 2018. وقد وفت ميزانيات إدارة أوباما بهذا الالتزام، فخصصت 3.1 مليار دولار للعام المالي 2014، ونفس المبلغ المطلوب للعام المالي 2015. وسوف يشكل التمويل العسكري الأجنبي الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل في العام المالي 2015  ما يقرب من 55٪ من التمويل العسكري الأجنبي الكلي للولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم، وسيمول 23٪ إلى 25٪ من الميزانية الكلية لوزارة الدفاع الإسرائيلية – وهي النسب التي تبين بشكل واضح التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل واعتمادها على الدعم الأمريكي.
وجاء أيضًا في التقرير المذكور أنّه منذ عام 2008، يطلب الكونجرس من السلطة التنفيذية تقديم تقارير كل سنتين عن الحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي النوعي على الجيوش المجاورة. ويذكر التقرير أنّ السبب وراء التفوق العسكري النوعي هو أنّ إسرائيل يجب أنْ تعتمد على معدات وتدريب أفضل لتعويض كونها أصغر بكثير من الناحية الجغرافية ومن حيث السكان من خصومها المحتملين. بالإضافة إلى التمويل بمقدار 3.1 مليار دولار في العام المالي 2015، طلبت إدارة أوباما 96.8 مليون دولار أخرى للبرامج الأمريكية الإسرائيلية المشتركة و175.9 مليون دولار لنظام القبة الحديدية، وهو النظام الإسرائيلي المضاد للصواريخ قصيرة المدى.
ويرد هذا التمويل ضمن أذون تفويض الدفاع والمخصصات المالية الأميركية العادية، والتي لا تعتبر رسميا ضمن المعونة الثنائية المباشرة. كما تلقى نظام القبة الحديدية بشكل تراكمي أكثر من 704 مليون دولار من الدعم المالي الأمريكي، مع مبلغ إضافي قدره 235.3 مليار دولار مخصصة له في أذون مخصصات العام المالي 2014 و175.9 مليون دولار مطلوبة في العام المالي 2015.
وساعدت الولايات المتحدة أيضاً في تطوير نظام الدفاع الإسرائيلي المضاد للصواريخ بعيدة المدى المسمى “مقلاع داود”، ومنذ عام 1990، ساهمت أيضاً بمبلغ 2.365 مليار دولار في نظام حيتس المضاد للصواريخ، أقل بقليل من نصف التكلفة الإجمالية للبرنامج. وقد يستخدم ما يصل إلى 26.3٪ من  التمويل العسكري الأجنبي الأمريكي إلى إسرائيل (ما يمثل حوالي 815.3 مليون دولار في العام المالي 2014) في الشراء من شركات الدفاع الإسرائيلية، مما يتيح لإسرائيل بناء صناعة دفاع محلية تصنف ضمن أعلى 10 من موردي السلاح في جميع أنحاء العالم.
ولا يمنح أياً من المستفيدين الآخرين من المساعدات العسكرية الأمريكية هذه الميزة. ولا يقتصر دعم واشنطن على المساعدة المالية فحسب. في عام 2008، بدأت واشنطن في نشر نظام رادار اكس-باند (نطاق الترددات السينية) على الأراضي الإسرائيلية. وهي العملية التي لا تزال تملكها واشنطن وتعمل بها قوات أمريكية. كما تقوم وزارة الدفاع الأمريكية أيضًا بتخزين الإمدادات العسكرية على القواعد الإسرائيلية استعدادًا للقتال، وإذا لزم الأمر، يمكن للقوات الإسرائيلية أن تطلب استخدام هذه الإمدادات من حكومة أمريكا في أوقات الطوارئ، كما حدث في حرب 2006 مع حزب الله. وقد ارتفعت قيمة المعدات الأمريكية المخزنة في إسرائيل إلى 800 مليون دولار في عام 2010، مع موافقة الكونجرس بأن تصل إلى 1.2 مليار دولار.
كما أعلنت واشنطن وتل أبيب في عام 2010 أن إسرائيل سوف تستخدم 2.75 مليار دولار من منح التمويل العسكري الأجنبي لشراء 19 طائرة من مقاتلة الهجوم المشترك إف 35. وقد كان من المتوقع في البداية أنْ يتم تسليمها في عام 2015، لكن الطائرة الآن يتوقع أن يكون ميعاد تسليمها في 2016 أو 2017.
وبسبب كونها طائرة متقدمة ولكن مكلفة للغاية، شهدت F-35 مشاكل تقنية ومالية لأكثر من عقد من الزمان.
كما تقدم الولايات المتحدة لإسرائيل مساعدات مالية لا علاقة لها بالدفاع، حيث تلقت إسرائيل منذ عام 1973 منحاً سنوية من برنامج مساعدة الهجرة واللاجئين التابع لوزارة الخارجية للمساعدة في إعادة توطين المهاجرين في إسرائيل.
ولكن التمويل في فترة من الفترات انخفض لتصل في السنوات الأخيرة مع السنة المالية 2014 إلى 15 مليون دولار، عندها طلبت إدارة أوباما 10 ملايين دولار للسنة المالية 2015.
واعتبارًا من عام 2014، لا تزال إسرائيل بوسعها إصدار ما يصل إلى 3.8 مليار دولار من السندات المدعومة من الولايات المتحدة. بشكلٍ عام، وعلى إسرائيل أنْ ترى ضمانات القروض الأمريكية كخيارٍ يشكل لها “الملاذ الأخير”، والذي يمكن أنْ تستخدمه خزينتها إذا كانت إصدارات السندات المحلية والدولية غير المضمونة قد أصبحت مكلفة للغاية، كما جاء في التقرير.
وكالة القدس للأنباء

قد يعجبك ايضا