تحالف العدوان يخرج عن الاتّفاق بـ “اشتراطات” تعسفية: انسداد أفق الهُدنة

|| صحافة ||

بانقضاء شهر إبريل، يكونُ النصفُ الأولُ من مدة “الهُدنة” العسكرية والإنسانية قد انقضى بدون أن ينفِّذَ تحالُفُ العدوان الأمريكي السعوديّ أي من التزاماته، حَيثُ لا يزال مطار صنعاء مغلقا، ولا زالت سفن الوقود تخضع للاحتجاز التعسفي في البحر الأحمر، توازياً مع استمرار الخروقات الميدانية في الجبهات، في ظل إصرار أممي على التواطؤ والتعاطي مع “اشتراطات” والتفافات العدوّ التي تمثل خروجا كاملا عن الاتّفاق، الأمر الذي يعني أن أفق النجاح الحقيقي للهُدنة بات مسدودا تماماً، وأن العدوّ يتجه بوضوح نحو العودة إلى التصعيد الذي من المرجح أن يتضمن مفاجآت صادمة له.

وكانت مؤشراتُ تعنت تحالف العدوان قد وصلت إلى ما يشبه خروجا رسميًّا عن الاتّفاق قبل أَيَّـام بعد أن أقدم على منع الرحلة الأولى المقرّر انطلاقها من مطار صنعاء الدولي، ولجأ إلى اختلاق اشتراطات تعسفية جديدة خارج إطار الاتّفاق، حَيثُ أصر على عدم اعتمادات جوازات السفر الصادرة من صنعاء.

ودفع تحالُفُ العدوان بحكومة المرتزِقة لمحاولة تمرير قيود جديدة على السفر من خلال فتح مراكز خَاصَّة لإصدار جوازات بتواطؤ مع الأمم المتحدة، وهو الأمر الذي يمثل إلغاء للاتّفاق واستبدالاً له بمقترحات مشبوهة تكرس حالة الحصار وتشرعن أُسلُـوب المراوغة الذي يمارسه تحالف العدوان.

وعلّق عضوُ الوفد الوطني المفاوض، عبد الملك العجري، على سلوك تحالف العدوان قائلا: “يريدون الهُدنة كبقرة بني إسرائيل سلسلة لا تنتهي من المحاورات، وكلها ١٦ رحلة، ولدولتين حليفتين والمستفيد هم المرضى والطلاب. هذا التنازل منا كان لإبلاغ الحجّـة، وليشهد شعبنا أن تعنتهم بلغ حَــدّ إنكار صفة المواطنة على من هم خارج مناطق الاحتلال”.

وَأَضَـافَ العجري: “نعدكم أنهم، بإذنه الله، سيندمون على كُـلّ فرصة فوتوها”.

وبرغم ما يمثله سلوك تحالف العدوان من انقلاب واضح على اتّفاق الهُدنة، أظهرت الأمم المتحدة انحيازاً فاضحاً إلى جانبه، وأصرت على التعاطي مع محاولاته للتنصل عن التزاماته، في محاولة لإغراق صنعاء في تفاصيل لا علاقة لها بالاتّفاق وتحويله إلى غطاء لتحقيق مصالحِ دول العدوان ورغباتها في الالتفاف على متطلبات السلام الفعلي.

وأكّـد نائبُ وزير الخارجية بحكومة الإنقاذ، حسين العزي، أن “أُسلُـوبَ الأمم المتحدة يشجع الطرف الآخر على عدم احترام الاتّفاقات فبدلا من ممارسة الضغوطات اللازمة لإجباره على تنفيذ التزاماته والتوقف عن أي اشتراط جديد خارج الاتّفاق تقوم الأمم المتحدة بالتقاط تراجعات الطرف الآخر وتحويلها إلى مقترحات وهذا بالنسبة لنا غير مقبول”.

وأضاف: “يجب تنفيذ الاتّفاق فوراً”.

وعلّق العزي على اشتراطات تحالف العدوان ومرتزِقته، مُشيراً إلى أن “تمسُّكَهم بجواز عدن مخالف للقانون اليمني الذي يعطي للمواطن حق الحصول على وثيقة السفر من أية محافظة في الجمهورية اليمنية وهو أَيْـضاً اشتراط تعسفي يخالف نصوص الهُدنة ويخالف حتى إجراءات تحالف العدوان المفروضة على السفر عبر مطار صنعاء قبل إغلاقه كليًّا لذلك يتحملون كامل المسؤولية”.

وأوضح العزي أن جوازاتِ السفر هي وثائقُ وطنيةٌ تبقى سارية المفعول حتى عندما يتعثر تشكيل الحكومات من الأَسَاس، مؤكّـداً أن حكومة المرتزِقة قد فقدت حتى دعاية “الشرعية” التي كانت ترفعها بعد أن قامت دول العدوان بعزل الفارّ هادي وتعيين ما يسمى “المجلس الرئاسي”، متسائلاً: “منذ متى صارت الشرعية عبارة عن معلب رديء يمكن للخارج تصديره للشعوب؟ وفي أي بلد يمكننا رؤية شرعية تنطوي تحت قيادة عسكرية لدول أُخرى تحتل بلدها وتقصف وتحاصر شعبها؟”

وَأَضَـافَ محذرا: “أمام إصرارهم العجيب على إهانة اليمن والاستخفاف بمعاناة وكرامة شعبه أصبح من حق اليمن أن يتحول إلى إعصار حقيقي في المنطقة”.

ويرى مراقبون أن خطة تحالف العدوان لاستغلال الهُدنة باتت مكشوفة تماماً، حَيثُ أصبح جليًّا أن النظام السعوديّ سعى فقط لحماية منشآته النفطية، وكسب الوقت لترتيب صفوفه، وأنه من المرجح أن يحاول تنفيذ بعض الالتزامات بشكل محدود قبل نهاية الهُدنة على أمل حشد ضغط دولي وأممي على صنعاء؛ مِن أجلِ “تمديد” التهدئة أكثر، غير أن مؤشرات الواقع وتحذيرات صنعاء الصريحة تؤكّـد أن تحالف العدوان سيصطدم بعد نهاية الهُدنة بضرورة رفع الحصار وإيقاف العدوان بشكل نهائي، وهو ما لن يتمكّن من الالتفاف عليه، وبالتالي سيجد نفسه مجدّدًا أمام العواقب العسكرية المخيفة للتعنت.

وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قد أكّـد سابقًا أن تحالفَ العدوان “سيندمُ” على تفويت فرصة السلام الحقيقي، مؤكّـداً أن هذا العام سيشهد تطورات ومفاجآت عسكرية كبيرة، وهو أَيْـضاً ما أكّـدته قيادة وزارة الدفاع.

 

صحيفة المسيرة

قد يعجبك ايضا