التمنن بالنعم لا يكون إلا من الله فهو المنعم وحده
موقع أنصار الله | من هدي القرآن |
من العجيب أن الله سبحانه وتعالى ـ وهو أكرم الأكرمين ـ هو من ذكَّر الإنسان في القرآن الكريم بنعمه الواسعة عليه، وتمنن عليه بما أسبغ عليه من نعمه، وطلب منه أن يذكرها ويتذكرها كنعم منه تعالى عليه.
في الوقت الذي نجد أن هذا غير مسموح للإنسان نفسه فيما يتعلق بالإنسان الآخر أي فيما بين الناس {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى} (البقرة: من الآية264) الإنسان الذي يعطي إنسانًا آخر لا يجوز له أن يمنَّ عليه بما أعطى فيظل دائمًا يذكره بأنني فعلت لك كذا، وأنا أعطيتك كذا، وأنا عملت لك كذا، هذا يبطل أجر الصدقة، بل يتحول الموضوع إلى معصية، فلماذا؟ ما هو الفارق؟
الله يتمنن علينا بنعمه، ويعددها علينا، ويذكِّرنا بها، ويطلب منا أن نتذكر ما أنعم علينا به، وفي ما بيننا إذا ما أعطى أحدٌ أحدًا لا يجوز له أن يمنَّ عليه بما أعطى، ولا أن يعدد نعمه عليه، ولا أنا فعلت لك كذا، وكذا، إلى آخره؟ الفارق كبير جدًا.
النعم التي يسديها الله سبحانه وتعالى للإنسان لها علاقة كبيرة بمجالات متعددة: فهي من جهة من مظاهر قدرة الله سبحانه وتعالى، وهي من جهة أخرى من مظاهر حكمة الله تعالى، وهي من جهة أخرى من مظاهر رحمته تعالى، وهي أيضًا من دلائل رعايته تعالى للإنسان، وهي في نفس الوقت من مفردات هذا العالم الذي يتقلب فيه الإنسان، هذا العالم الذي استخلف الله الإنسان فيه فجعله خليفة له في هذه الأرض.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن
معرفة الله- نعم الله
الدرس الثالث
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 20/1/2002م
اليمن – صعدة