ناقض علم الكلام الأسلوب القرآني فيما يخص وجوب شكر المنعم فأثر ذلك على الأجيال اللاحقة

موقع أنصار الله | من هدي القرآن |

نجد أن أول خطوة خطاها [المعتزلة] في مجال معرفة الله: أنهم اعتمدوا على قاعدة باطلة من أساسها، هو أنهم نظروا أولًا فيما يحصل بيننا نحن الناس، أن هذا عندما يعطي هذا يجب عليه أن يشكره، إذًا فهناك نعم ننطلق منها لنشكر الذي أسداها.

ألم يسوغوا للمسألة؟ ما الذي حصل؟ نحن قلنا: القاسم المشترك هو الجانب العاطفي، لكن أن تنظر إلى المسألة كأنها سويًا فتأتي لتقيس ـ على ما قالوا ـ الغائب على الشاهد! الشاهد هو الإنسان وهذه الصورة الكاملة للتعامل فيما بيننا التي تعطي حكمًا عقليًا ـ كما يقولون ـ بأنه يجب شكر المنعم، إذًا فننطلق منها لنقيس عليها تعاملنا مع من أسدى إلينا نعمًا من جانب هذه النعم التي لم ندر بعد من أين هي، فنبحث عمن أسداها، فكانت هذه هي أول خطوة التي بنوا عليها وجوب النظر في معرفة من أسدى إلينا هذه النعم لنشكره.

ما الخلل في هذه؟ هو ترسيخ حالة التسوية، مع أن القرآن بيَّن أن المسالة ليست سويًا، ليس هناك مجال للمقايسة إلا فيما يتعلق بالجانب العاطفي في أن سنن الله سبحانه وتعالى في الهداية استغلت الجانب العاطفي في المسألة في خلق الشد للإنسان نحو الله، ولاعتبارات متعددة هي هذه التي ذكرناها سابقًا فيما يتعلق بنظرته إلى ما بين يديه كنعم منه تعالى، فيأتي الشكر واحدة من الغايات، واحدة {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (النحل: من الآية14) ألم يأت الشكر واحدة منها؟

فهم رسخوا هذه المسألة: أن ننطلق منا نحن الناس فنعتبر القضايا العقلية من خلال التعامل فيما بيننا مع بعضنا بعضًا هي الأساس الذي نقيس عليه تعاملنا مع الله، فحصل أخطاء كثيرة؛ لأننا نجد أن الفارق كبير، أنه ليس صحيحًا أنني أرى أن الله سبحانه وتعالى يذكِّر من أعطاهم بنعمه؛ فأنطلق أنا لأذكِّر الآخرين الذين أعطيتهم بنعمي، فأقول أتخلق بأخلاق الله، وأسير على منهج الله، وأعمل مثله. لا. أُقفل هذا الموضوع تمامًا، أقفل هذا الموضوع تمامًا.

بينما قد يكون أساس المسألة هو أن الناس في تعاملهم الطبيعي خاصة من لم يربوا تربية إلهية في الابتعاد عن المنّ على بعضهم بعض، ألم يكن هذا هو السلوك الطبيعي لدى الناس؟ إذًا الانطلاقة نحو الله على أساس هذا السلوك الذي هو قائم بين الناس اتضح بأنه فقط لاستخدام الجانب العاطفي، وأن ما نحن عليه هو خطأ، هو خطأ.

يجب أن يلغى المنّ بما أعطيت تمامًا، ويجب عليك فيما إذا أُعْطِيتَ من جانب ألا يسيِّرك عطاؤه إياك فيسيِّر عواطفك كيفما يريد.

 

 [الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن

معرفة الله- نعم الله

الدرس الثالث

ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي

بتاريخ: 20/1/2002م

اليمن – صعدة

قد يعجبك ايضا